الفيلم الفائز بـ23 جائزة
«أنا دانيال بليك».. صراع ضد المعاملة غير الإنسانية من أجهزة الدولة
في مواجهة الظلم وعدم الإنصاف، قرر المخرج البريطاني كين لوتش، معالجة الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية التي يتعرض لها أفراد وفئات في المجتمع بحثًا عن العدالة، ومن خلال فيلمه "أنا دانيال بليك" خصص مشاهده للمناداة بالعيش بكرامة.
عرض الفيلم الدرامي "أنا دانيال بليك" ضمن فعاليات لجنة السينما، بمؤسسة شومان الثقافية، ومن إنتاج بريطاني فرنسي بلجيكي مشترك عام 2016.
كتب سيناريو الفيلم الكاتب السينمائي البريطاني والهندي المولد بول لافيرتي، وهو الكاتب الرئيسي المتعاون في كتابة سيناريو أفلام المخرج كين لوش.
الشخصية الرئيسية في الفيلم هو "دانيال بليك" ويؤدي دوره الممثل البريطاني "ديف جونز" في أول أفلامه الروائية، وهو نجار عمره 59 عامًا يعيش في مدينة بريطانية صغيرة، ولكنه لم يعد قادرًا على ممارسة مهنة النجارة بعد إصابته بنوبة قلبية وأصبح من حقه طبقًا لنظام الحماية الاجتماعية الحصول على إعانة مالية لأنه بدون دخل.
إلا أن هيئة الضمان الاجتماعي لا تعترف بمرض "دانيال" نتيجة كشف طبي خاطئ وتحرمه من الإعانة، ويتبين أن الأنظمة الحكومية أنظمة نظرية وغير عادلة تغفل حقوق المواطنين.
ويتعين على "دانيال" أن يقاوم نظام القوى الديمقراطية في سبيل الحصول على حقه في التعويض عن الخدمة في العمل.
وتتركز أحداث قصة الفيلم على معركة "دانيال" في أن ينتزع من القانون ومن المجتمع الحق في أن يعيش بكرامة وأن يحصل على الإعانة.
وخلال رحلته مع المعاناة للحصول على حفه، يتعرف "دانيال" على سيدة تدعى "كيتي موجان" وتؤدي دورها الفنانة "هايلي سكوايرز" وطفليها، وهم يقاومون نظام الإعانات المالية المتخلف.
وعرض فيلم "دانيال بليك" في 35 مهرجانًا سينمائيًا، منها: "كان السينمائي"، "معهد الأفلام الأميركي"، "دبي السينمائي"، "ستوكهولم الدولي"، "فينا الدولي" و"لوكارنو الدولي السويسري".
ورشح الفيلم لـ 51 جائزة سينمائية، وفاز بـ23 جائزة شملت ثلاث من جوائز مهرجان كان بينها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم، وأصبح "كين لوتش" أكبر مخرج سنًا يفوز بجائزة السعفة الذهبية في سن 79 عامًا، وهي المرة الثانية التي يفوز فيها بهذه الجائزة، وهو إنجاز لم يحققه سوى تسعة سينمائيين.
وعقب عرض الفيلم في مهرجان "كان السينمائي" وقف الجمهور لتحية صناع العمل لمدة 15 دقيقة تعبيرًا عن تقديرهم للمستوى الفني والمضمون الاجتماعي للفيلم.
ومن الجوائز الأخرى التي فاز بها الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان "لوكارنو" الدولي وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون وعلوم السينما لأفضل فيلم بريطاني.
ويتميز فيلم "أنا ودانيال بليك" بالأسلوب الواقعي للمخرج "كين لوتش" في تصوير مشاهد الفيلم بعرض وثائقي باستخدام الحركة المتواصلة للكاميرا، وصورت مشاهد الفيلم بالتسلسل الزمني لأحداث القصة.
كما يتميز الفيلم ببراعة السيناريو ومتابعة صراع بطل الفيلم "دانيال بليك" ضد المعاملة غير الإنسانية التي تستخدمها أجهزة الدولة.
ويذكر أن فيلم "أنا ودانييل بليك" أثار ضجة إعلامية كبرى عندما عرض في بريطانيا، حيث انقسمت الآراء بين المؤيدين والمعارضين.
وكان كبار المعارضين من المسؤولين البريطانيين الحاليين والسابقين الذين انتقدوا الفيلم واحتجوا على تصويرهم السلبي في الفيلم.
والفنان والمفكّر "كين لوتش" ناشط اجتماعي وسياسي ومخرج سينمائي وتلفزيوني مستقل، وهو معروف بأسلوبه الناقد في الإخراج وبمبادئه الاشتراكية التي تظهر في معالجته السينمائية للقضايا الاجتماعية كالفقر والتشرد وحقوق العمال.
ومن المعروف عن "كين لوتش" تأييده لقضية الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر أغضب اليمين في دولة الاحتلال ودفعه إلى محاربته.
ومن إنجازاته السينمائية أن فيلمه "كيس" (1969) اختير كسابع أعظم فيلم بريطاني في القرن العشرين في استفتاء أجراه معهد الأفلام البريطاني.
وتشتمل المسيرة الفنية للمخرج "كين لوتش" التي استمرت 50 عامًا على إخراج 51 فيلمًا روائيًا ووثائقيًا، ورشح عبر مسيرته السينمائية لـ 172 جائزة سينمائية وفاز بـ 98 من الجوائز التي ترشح لها.
ويعرض خلال الأسبوع القادم، بمؤسسة شومان الثقافية، الفيلم البريطاني "أنا لست ساحرة"، وذلك يوم الثلاثاء 24 يوليو 2018.