من داخل الهرم الأكبر.. وزير خارجية إيطاليا: مغامرة أسعدتني كثيرًا
استكمل وزير خارجية إيطاليا "اينزو مورافو" زيارته لعدد من المناطق والمواقع الأثرية، وزار صباح اليوم، منطقة آثار الهرم ومركب خوفو الثانية والمتحف المصري الكبير، وذلك علي هامش زيارته للقاهرة.
ورافقه خلال الجولة في منطقة آثار الهرم، أشرف محيي الدين؛ مدير عام منطقة آثار الهرم.
وبعد جولة داخل الهرم الأكبر، قال وزير الخارجية الإيطالي، إنها المرة الأولي له التي يقوم بها بزيارة الهرم الأكبر من الداخل، وتعد بمثابة مغامرة له اسعدته كثيرًا، وأنهي جولته بزيارة أبو الهول.
والتقت "مورافو" العديد من الصور التذكارية مؤكدًا على اعجابة الشديد بالحضارة المصرية والأهرامات وتمثال أبو الهول، متمنيًا زيارة المنطقة مرة أخرى قريبًا.
وبعدها توجه وزير خارجية إيطاليا إلى موقع العمل في مركب خوفو الثانية، ورافقه في جولته عيسي زيدان؛ مدير عام الترميم بمشروع مركب خوفو الثانية، وممدوح طه؛ المشرف الأثري للمشروع.
قال عيسي زيدان، إن الوزير والوفد المرافق له استمع إلى شرح مفصل عن خطوات العمل داخل المشروع، كما استمتعوا بمشاهدة أعمال رفع الأخشاب من الحفرة وكذلك أعمال الترميم التي تتم داخل المعامل الموجودة بالموقع.
وفي المتحف المصري الكبير، اصطحبهم د. طارق توفيق؛ المشرف العام على المتحف المصري الكبير، في جولة داخل المتحف و معامل الترميم.
وأوضح د. توفيق، أن الوزير والوفد المرافق له زار معمل ترميم الأخشاب حيث يوجد مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ امون وكذلك معمل ترميم القطع الثقيلة حيث تخضع القطع الضخمة التي ستعرض على الدرج العظيم للترميم مثل تمثال "الملك امنحتب" و"الملك منكاورع".
كما تضمنت الزيارة أيضًا تمثال الملك رمسيس الثاني ببهو المتحف.
وبدأت الجولة الأثرية، مساء أمس، وتفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، و وزير خارجية إيطاليا اينزو مورافو، معرض الأثار المؤقت لنتائج أعمال البعثات الأثرية الإيطالية العاملة بجمهورية مصر العربية، والذي ينظمة المتحف المصري بالتحرير، وذلك أثناء زيارتهما للمتحف.
وأوضحت إلهام صلاح؛ رئيس قطاع المتاحف، أن المعرض يسلط الضوء على أهم القطع الأثرية التي قامت باكتشافها البعثات الأثرية الإيطالية في مصر ومعظمها يتم عرضها لأولى مرة.
وتعمل في مصر أكثر من 20 بعثة إيطالية أثرية، تحت اشراف وزارة الآثار وبتمويل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية وتعمل هذه البعثات في العديد من الأماكن الآثرية المختلفة في وادي الصحراء الشرقية، إلى الدلتا وصولا الي أسوان والبحر المتوسط.
وأضافت صلاح، أن المعرض يضم 180 قطعة أثرية، أهمهم البرديات الملقبة ببردية "جبلين" و هي تعرض للجمهور للمرة الآولى واكتشفهتا بعثة المتحف المصري – تورين، وتعد من أقدم البرديات التي عثر عليها و هي تحمل نص إداري يعود لعصرالدولة القديمة.
رممت بردية "جبلين" في القرن الماضي في المتحف المصري بتورينو و إعادتها بعد ذلك لمصر حيث قام بترميمها مرة أخرى كورادو بازيلي، مدير معهد البرديات بسيراكوزا، عام 2005 الذي أسس معمل ترميم البرديات بالمتحف المصري بالتحرير، وتم تمويله من قبل وزارة الخارجية الإيطالية حينها.
وأشارت، إلى أن من القطع الشهيرة للاكتشافات الإيطالية هو تمثال الملك مرنبتاح (الأسرة التاسعة عشر) الموجود بمدخل حديقة المتحف وهو من أول القطع التي يراها الزائرون عند دخولهم للمتحف.
ومن جانبها، قالت صباح عبد الرازق؛ مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إن المعرض يضم أيضا كنز من العملات الذهبية قامت باكتشافه بعثة معهد البرديات "G.Vitelli " – فلورنسا بمدينة أنتينوبوليس ( الشيخ عبادة) بالقرب من محافظة المنيا ويشاهده الزوار للمرة الأولى أيضًا.
بالإضافة إلى مصباح إضاءة نادر ذو تصميم فريد و يأتي من مقبرة كبير العمال وكبير مهندسي البلاط الملكي "كا" وزوجته "ميريت" بدير المدينة (مقبرة رقم TT8 – الأقصر البر الغربي) وتعود المقبرة لعصر حكم الملك أمنحتب الثالث ( 1388 – 1351 ق.م) .
ومن سقارة يعرض رداء جنائزي قامت بإكتشافه إيدا بريشاني، من جامعة بيزا الإيطالية، بمنطقة سقارة و يحمل رسم للإله أوزوريس و هو يحيط به ثعبان و على جانبيه كلا من إيزيس و نفتيس لحمايته.
كما يوجد بالمعرض قطع أخرى من النسيج تعود للعصر القبطي قامت بإكتشافها البعثة الإيطالية بأنتينوبوليس، معهد البرديات "G.Vitelli" – فلورنسا.
وأشارت إلى أنه يعرض للمرة الأولى أيضًا لوحة تذكارية صغيرة قامت باكتشافه بعثة جامعة نابولي للدراسات الشرقية وتعود أهميته التاريخية أنه يؤرخ إلى عصر البعثات التجارية المصرية لمدينة بونت و يعود تاريخ هذه اللوحه الي عصر الدولة الوسطى (عصر الملك امنمحات الثالث ، 1786- 1831 ).
واكتشفت اللوحة، بمنطقة مرسى جواسيس بالبحر الأحمر حيث كان الميناء الفرعوني القديم الذي أبحرت منه البعثات التجارية في عهد الفراعنة.
و من جانبها، قالت د. جوزيبيني كابريوتي؛ مدير معهد الأثار الإيطالي بمصر، إن أول بعثة آثار أجنبية لمصر كانت بعثة إيطالية – فرنسية مشتركة لكل من إيبوليتو روسيليني عالم المصريات الشهير و جان فرنسوا شامبليون عالم الآثار الفرنسي الذي قام بفك رموز اللغة الهيروغليفية.
وخلال القرنين الماضيين، قامت البعثات الآثرية الايطالية باكتشاف الكثير من الآثار في مصر معتمده في عملها على إستخدام أحدث الطرق و الوسائل العلمية المتقدمة في مجال التكنولوجيا التى تساهم فى الحفاظ و صيانة التراث الحضاري المصري، مستعينه بالعديد من الأثرين والمرممين المصرين بالتعاون مع وزارة الآثار.
كما تضمنت الزيارة، القاعات المختلفة للمتحف المصري، بالإضافة إلى معرض الآثار المستردة من إيطاليا.
وفي نهاية الزيارة اهدى د. العناني، وزير خارجية إيطاليا "اينزو مورافو" مستنسخ من الخشب لمركب.