بعد تشويه تمثال الخديو إسماعيل.. أساتذة نحت: جريمة جعلتنا أضحوكة

كتب: آية فتحي

فى: ميديا

17:43 06 أغسطس 2018

استمرارًا لحملات التشويه التي تتعرض لها التماثيل في الميادين العامة، تداول عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورا لتمثال الخديو إسماعيل، بمدينة الإسماعيلية، بعد دهنه باللون الأسود الداكن، مع وجود اللون الفضى، ليتغير اللون الأصلى للتمثال، من الأخضر المحلى بالذهبى.

 

وهو الأمر الذي أثار سخرية وغضب الكثير؛ بسبب محاولات تشويه الذوق العام، التي تتكرر في كثير من الأوقات والعديد من الميادين العامة في مختلف أنحاء الجمهورية، بدلًا من تطوير الحدائق والميادين من الناحية الجمالية والحضارية.

فمن جانبه استنكر رأفت منصور، أستاذ قسم النحت في كلية الفنون بجامعة المنيا، ما حدث في تمثال الخديو إسماعيل، الذي يقع في تقاطع شارعي الثلاثيني ومحمد علي ومدخل طريق البلاجات بمحافظة الإسماعيلية، ومصنوع من الجرانيت المطلي بالألوان، ويصل طوله نحو 7 أمتار وبارتفاع مترين عن سطح الأرض.

 

وقال "منصور" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إن هذا جهل بالأمور والتراث الخاص بنا، وهذا تشويه مقصود ومنظم، فلا يعقل أن جميع المسؤولين في كل المدن والمحافظات والأحياء لم يسمعوا كل التنديد والاستنكار الذي قدمناه في فترة سابقة من عشرات الميادين، سواء التشويهات التي يتعرض لها الإنشاءات الجديدة أو التراث.

 

وطالب "منصور" بمحاسبة المسؤول عن هذا التشويه سواء مسؤول الحي أو القائم بمهام إدارات التجميل، التي يجب أن نطلق عليها "إدارات التشوية" لما تسببه من تدمير لتراث لن نستطيع أن نعوضه في الزمن الحالي.

 

وأكد أستاذ قسم النحت في كلية الفنون بجامعة المنيا أن محاولات تشويه الذوق العام لن تنتهي إلا إذا تمت محاسبة مسؤول في مدينة أو حي بسبب هذا التشويه؛ لأنه يعتبر جناية أو جنحة أو جريمة، بدلا من الاكتفاء بلفت النظر كما يحدث كل مرة، حتى يصبح ذلك رادعًا ولا يتكرر الأمر.

 

وندد "منصور" بالأمر قائلًا: نحن بلد النحت والفن والمجسمات في الميادين من قديم الأزل، وللأسف أصبحنا أضحوكة ومجال للسخرية، ولم نرعى أن مسؤول تم عزله من منصبه بسبب مثل هذا التصرف.

ورأى الفنان التشكيلى محمد عبلة، أن الأمر سيتكرر كثيرًا طالما يظن القائمون على هذه الأمور في المحليات أنهم على دراية بكل شيء، وما يقومون به في إطار فهمهم.

 

وشدد عبلة في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إلى أنه لابد أن يرجع المسؤولون بالمحليات إلى أهل الأمر عند تجميل أحد التماثيل، فمن الممكن الاتصال بنقابة التشكليين التي بدورها سترسل لهم فنان متطوع لإعادة تجميل التمثال بما يحافظ على مظهره الجمالي.

 

وبرأ عبلة وزارة الثقافة من مسؤليتها تجاه تلك التشوهات ، نظرًا لأن ملكية التماثيل تابعة للمحافظات، مطالبًا الوزارة بإصدار منشور يوزع على المحليات لإرشادهم كيف يتعاملوا مع التماثيل عند تجميلها، بدلًا من تشكيل لجنة مكونة من خبراء من قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري بوزارة الثقافة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، قررت تشكيل لجنة، صباح اليوم الإثنين، مكونة من خبراء من قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري بوزارة الثقافة لمعاينة تمثال الخديوي إسماعيل، الذي يقع في تقاطع شارعي الثلاثيني ومحمد علي ومدخل طريق البلاجات بمحافظة الإسماعيلية، ومصنوع من الجرانيت المطلي بالألوان، ويصل طوله نحو 7 أمتار وبارتفاع مترين عن سطح الأرض، وذلك لبحث أسباب تشوهه.

 

وقالت إن الوزارة تقف بالمرصاد لكل محاولات تشويه الذوق العام، وستعمل على بحث آليات عودة التمثال إلى أصله بالتعاون بين قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري المعنيين بتطوير الحدائق والميادين من الناحية الجمالية والحضارية بالتعاون مع المحافظات.

 

وأعاد حى أول بمحافظة الإسماعيلية،  تمثال الخديو إلى لونه السابق جنزارى وفضى، بعد أن أعلن اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، عن قيامه بإصدار قرار بإعادة طلاء التمثال بشكل صحيح، وإعادته لشكله الأصلي، مشيرًا إلى فتح تحقيق مع القائمين على أعمال الصيانة؛ لمعرفة أسباب ما حدث.

اعلان