«الحركات الماسونية».. كتاب يكشف كيف وصلت للدول الإسلامية؟!
عادة ما يكون هناك سبب أو قصة تاريخية وراء ظهور حركة أو منظمة ما، ولذلك حاول الكاتب عبدالهادي حائري، البحث في التحركات الماسونية وعلاقتها بمسيرة الأحداث والتغيرات الاجتماعية والسياسية في الدول الإسلامية.
ولأهمية هذا الكتاب، أصدر المكتب المصري للمطبوعات، النسخة العربية من كتاب "تاريخ الحركات والأنشطة الماسونية السرية في الدول الإسلامية" للكاتب عبد الهادي حائري، وترجمة كل من الدكتور عادل سويلم، والدكتورة منى حامد.
ويوضح الكتاب، المعنى الأصلي لمصطلح "الماسونية" يمكن تفسيره بصورة مختلفة، ويروي قصة ظهوره.
في القرون الوسطى، كان الحرفي أو البنّاء الذي يعمل بشكل حر ويستخدم في عمله للحجارة المنحوتة أدوات حرفية مثل: "القدوم، الشاكوش، البلطة، المسطرين" يطلق عليه اسم "فريماسون" نظرًا لأن مثل هذه الحجارة المنحوتة تسمى في اللغة الإنجليزية "فري ستون"...
ومن المحتمل أن هؤلاء الحرفيين، أطلق عليهم اسم "الأحرار" نظرًا لأنه في عصر حكم الأنظمة الإقطاعية في أوروبا كان هؤلاء الحرفيون أحرارًا في عملهم يسافرون إلى أي مكان في بلادهم يكون في حاجة إلى خدماتهم ويعملون هناك.
ولأن هؤلاء الحرفيون كانوا على أهمية كبيرة من الناحية الصناعية والفنية، وكان المجتمع في حاجة ماسة إليهم كانوا يرون أنه من الواجب عليهم أن يحافظوا على أسرار مهنتهم فيما بينهم وأن تكون لهم رموز وإشارات خاصة، حيث انضموا إلى النقابات والاتحادات المهنية والعمالية التي كانت تتميز بالسرية والتخفي، وهذ النوع من النقابات والاتحادات الماسونية السابقة سمي بعد ذلك "بالماسونية العملية".
وكان هذا في القرون الوسطى، لكن في القرون التالية أخذ البناءون والحرفيون الأحرار في نقل مكانتهم الاجتماعية في المحافل من الأقلية إلى الأكثرية بين الأغنياء وعلية القوم والعلماء والمفكرين، ومذ ذلك التاريخ بدأت المحافل "الماسونية النظرية" في الظهور.
وجعلت هذه الماسونية بأسلوبها الجديد عنوانها العلانية، ولكن كانت لها برامج وتحركات خفية سرية ومازالت.
ويقول الكاتب، حول الجذور التاريخية للماسونية ظهرت روايات وحكايات كثيرة منها ما يربط هذه الجذور بمعبد سليمان؛ حيث يرى كثير من الكُتاب أنها نبعت واستلهمت من جذور يهودية، لكن التاريخ يثبت أن وجود هذه الحركات كنتاج لازدواجية الرؤية في الحضارة الغربية البرجوازية بدأ منذ 1717م، وكان الإنجليز هم الذين بدأوها.
ويشير إلى أن قبل هذا الكتاب لم يظهر كتاب قائم على أسس بحثية حول الماسونية في العالم الإسلامي كله باللغة العربية أوحتى الفرنسية أو الإنجليزية.
ويلقي الكتاب نظرة قصيرة على دوافع ظهور هذه الحركة السرية والكثير من أدوارها التاريخية في الدول الغربية، كما يتناول تاريخ الماسونية في إيران وتركيا والدول العربية والهند وإندونسيا.
ويتكون الكتاب من 9 فصول، يتحدث الفصل الأول عن صعوبات كتابة تاريخ الحركة الماسونية، ويتناول الفصل الثاني بداية انتشار الماسونية في العالم ودورها في مسيرة التغيرات العالمية.
ويستعرض في الفصول الثالثة والرابعة والخامسة الماسونية بين "الإيرانيين، الأتراك، والمصريين"، أما الفصل السادس خصص ليتناول الماسونية في الدول العربية الأخرى.
ويتحدث الفصل السابع عن علاقة الأمير عبد القادر الجزائري زعيم الجزائريين في مواجهة الاستعمار الفرنسي بالماسونية.
وفي الفصل الثامن يتناول الماسونية بين الهنود، والفصل التاسع يتناول الماسونية بين شعوب أندونيسيا.