المعرض العام في مرمى الانتقادات.. وشاحي: الدورة الـ40 جاءت عكس التوقعات
دائمًا ما تختلف أعين ورؤى الجمهور عن النقاد سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون، أو في مجال الفن التشكيلي، وبعد انطلاق الدورة 40 من المعرض العام بالمحتف المصري الحديث بالأوبرا، جاء وقت التقييم من قبل المختصيين.
ويرى الناقد إبراهيم وشاحي؛ أن المعرض العام لا يرتقي بمكانة المعرض القومي أو المعرض العام، وذلك عقب زيارته ومشاهدة الأعمال المشاركة به، حيث يضم إبداعات 293 فنانًا.
وقال وشاحي، إن بعض الأعمال الفنية عبارة عن نسخ لفنانيين سواء مصريين أو أجانب، وتفتقد للتعبير المطلق الهويه الذاتية أو المجتمعية، لافتًا إلى أن هناك بعض الأعمال الفنية أقرب للفن الشعبي الفطري كالأعمال الفنيه الفخارية التي تباع في سوق مصر القديمة للفواخير.
وأشار إلى أنه لا يقلل من فنية أو قيمة الأعمال المشاركة، ولكن لكل مقام مقال، ولكل مكان عرض مايناسبه من معروض، مضيفًا: "أنه المعرض العام لمن اختلط عليه الأمر، ومعظم ماتم عرضه يذكرني بما يعرض في معارض قصور الثقافة للهواة وشباب الفنانيين الموهوبين، وهذا لا يقلل من هذه المعارض، لكننا نتحدث عن المعرض العام".
وأوضح إبراهيم وشاحي، أن ما عرض لا يرتقي أن يمثل الحركة التشكيلية في مصر، وهناك غياب واضح جدًا للعديد من الفنانين أصحاب الوجود الفني والتواجد الثقافية والبصمات الفكرية الفنية المتميزة، متسائلًا لماذا تم رفض واستبعاد أعمالهم من المشاركة؟.
ولفت إلى أن المعرض العام في دورته الـ40، يخلو من عنصري الإبهار وجذب الانتباه ومتعة العين والروح، وهو ما جاء عكس التوقعات بأن تحدث هذه الدورة قفزة فنية غير متوقعة تواكب الحداثة في العالم.
واختتم مؤكدًا أن النقد بمثابة دعوة للتميز والإبداع والارتقاء بمستوى الفن التشكيلي في مصر.
لم تكن هذه السقطة الوحيدة، التي وقع فيها المعرض العام في دورته الـ40، وجاء خبر استبعاد أعمال الفنان جلال جمعة، كالصاعقة على التشكيليين، حيث يعد أول فنان قام بعمل تكوينات زلطية، واستخدام أسلوب جديد فى تشكيل الحديد والأسلاك بأقطارها المختلفة وذلك دون استخدام اللحام بالإضافة لأعماله المتعددة من الأخشاب.
ومن خلال السوشيال ميديا، عبر الفنان والناقد التشكيلي صلاح بيصار، عن استبعاد أعمال عدد من الفنانين التشكيلين من الدورة الـ40 من المعرض العام.
وقال صلاح بيصار، عبر صفحته الشخصية فيس بوك: "رغم إننا طالبنا من قبل بأن تتسع قاطرة المعرض العام لكل فنانى مصر خاصة وكان اسمه من قبل "المعرض القومي" وأنا افضل أن يحمل مسمى "المعرض القومى العام"، للأسف الشديد تم إقصاء العديد من الأساتذة الأكاديميين بالكليات الفنية، معظمهم أقاموا معارض خاصة بقاعات كبيرة ومعروفة كما تم اقصاء أصحاب التجارب ممن يفتحون ثغرة فى اتجاه الحداثة تتسع فيما بعد لأجيال وأجيال تساهم فى تطور الابداع".
وأضاف صلاح بيصار: "للأسف الشديد لم تأت أعمال "جلال جمعة" التى تنتمي للفن التجميعي "اسمبلاج ارت " وهو مصطلح معروف، على هوى "لجنة التحكيم" التى لم يعلن عن اعضائها حتى الآن رغم أنه فى كل دورات المعرض العام السابقة تصبح معروفة قبل انعقاد المعرض وذلك من باب المسئولية".
وأشاد اساتذة الفنون التطبيقية بموهبة وإبداع الفنان "جلال جمعة"، وقال عنه استاذه الدكتور طه حسين: "يسعدنى تقديم الفنان جلال جمعة الذي بدأ تجربته فى الخامات البيئية من أحجار وأشكال زلطية على اعتبار أنها خامات غير مكلفة تتيح فرصة التخيل والابتكار والبحث والاختيار".
وتابع: "أجاد "جلال جمعة" بما قدمه من تكوينات زلطية جمع فيها بين الخيال والطبيعة فى تكوينات جديدة حملت مضامين إنسانية، فجاءت معبرة عن موضوعات أضافت للخامة حيوية وانطلاقة في التعبير".
وأكمل: "كما نجح جلال جمعة فى اختيار الشكل واللون وملمس العناصر بما يتفق مع الموضوع، وأضاف إلى ذلك احترام الخامة دون إضافات تفسد شكلها الطبيعي".
وتمنى الدكتور طه حسين، أن تتيح أعماله لفرص أكبر لاستغلال البيئة والطبيعة والتراث فى ابداعات جديدة ومتنوعة".
يذكر أن، الفنان جلال جمعة، حصل على بكالوريورس كلية الفنون التطبيقية قسم الأثاث والتصميم الداخلى شعبة ( ديكور ) جامعة حلوان 1974، درس الفن التشكيلى بإيطاليا فى الفترة من 1973 – 1975، شديد الاهتمام بكل ما هو جديد من خامات وأساليب فى أعماله الفنية,
ويُعد أول من قام بعمل تكوينات زلطيه، واستخدام أسلوب جديد فى تشكيل الحديد والأسلاك بأقطارها المختلفة وذلك دون استخدام اللحام بالإضافة لأعماله المتعددة من الأخشاب.