في حواره مع «مصر العربية».. بشير الديك: «الفارس والأميرة» يخاطب الطفل داخل الكبار
تستعد مصر لطرح أول فيلم رسوم متحركة مصرى في دور العرض السينمائى، والذي يحمل اسم "الفارس والأميرة" تأليف وإخراج بشير الديك، بعد أن ظل سنوات طويلة رهينة التكاليف المادية، لدرجة أن الفيلم ستجد مشارك به نجوم رحلوا عن عالمنا منهم أمينة رزق، سعيد صالح.
حاورت "مصر العربية" الكاتب والمخرج بشير الديك، للحديث حول تجربة إخراجه لأول مرة لفيلم رسوم متحركة، وللحديث عن الجو الأسطوري الذي خلقه في قصة الفارس والأميرة، ولمعرفة رأيه في أسباب قلة أفلام الرسوم المتحركة في العالم العربي، وتوقعاته للفيلم بعد عرضه.
ما أخر تطورات فيلم «الفارس والأميرة».. وهل أصبح جاهزًا للعرض؟
الفيلم كله تم الانتهاء منه، وأنا أعمل حاليا على مراجعة المكساج، أي الدمج الصوتي، ومن المقرر أن يكون العرض العالمي الأول في مهرجان الجونة السينمائي خلال انعقاد دورته الثالثة، في الفترة بين 19 ـ 27 سبتمبر المقبل، وذلك قبل طرحه في دور العرض التجارية، في شهر أكتوبر القادم.
لماذا اعتمدت على التاريخ الإسلامي في تقديمك لقصة فيلم "الفارس والأميرة"؟
عموما التاريخ دائما به الحس الأسطوري، وهذا يصلح لأفلام الرسوم المتحركة، تستطيع من خلال هذا الحس استعادت التاريخ، خاصة إذا كان تاريخ شاب صغير، وبه قصة حب وأسطورة، وهذا المناخ مناسب جدًا للرسوم المتحركة أكثر من المناخ الواقعي المعاصر.
وما الأحداث والحقبة التاريخية التي تدور بها أحداث الفيلم؟
العمل قصة مشهورة عن محمد بن القاسم الذي خاض مغامرة كبيرة، عندما كان في عمر السابعة عشر، وقاد أسطول جهزه له الحجاج بن يوسف الثقفي لإنقاذ الأميرات الأسيرات العرب من بلاد السند.
هناك يرى بالأميرة ويحدث تجاذب وحب وتبدأ قصة حب شديدة الرقة والعذوبة، تاريخيا هما اتجوزا بعض وخلفوا أطفال، وهذا مذكور تاريخيًا في بلاد السند، هناك جو المعبد والكاهن وكبير الكهنة وإن هناك نبوءة بأنه هيواجه القراصنة اللي سجنوا الأميرات العرب.
ودخل في حرب مع حاكم السند في ذلك الوقت، وانتصرت قوات محمد بن القاسم عليه.
كيف بدأ التعاون مع المنتج السعودي عباس بن العباس من اجل إنتاج هذا العمل؟
المنتج لديه شركة تنتج أفلام رسوم متحركة عن قصص القرآن الكريم، وطرأ له هو والمخرج محمد حسيب أن يقدموا فيلم مثل أفلام "ديزني"، وخاصة أن وقتها فيلم "لاين كينج" كان محقق نجاحات كبيرة، فكان نفسهم يعملوا فيلم في السينمات العربية، وطلب مني وسألني هل نقدر نقدم عمل مثل هذا، وقولتله نقدر نعمل كده.
عملت لهم سيناريو، بعد الاتفاق على أن تكون قصة الفيلم عن البطل الشاب محمد بن القاسم، ولكن مع الانتهاء من السيناريو، رحل المخرج محمد حسيب، وأصبح عندنا سيناريو من غير مخرج، طلب مني المنتج إخراجه، ووافقت وأنتجنا فيلم مدته 10 دقايق، وطلعوا تحفة، ونافسنا في مهرجان، وحصلنا على جائزة في مسابقة مهرجان سينما الأطفال، وعجب النقاد وعلى رأسهم الناقد أحمد الحضري رحمة الله عليه، وبالتالي كملنا الفيلم.
يخاطب الفيلم الأطفال فقط أم الكبار؟
أفلام الأنيمشن عامة تخاطب الطفل داخل الكبار، كل واحد فينا جواه طفل مقموع، قامعة العادات والتقاليد والمركز الاجتماعي، الطفل الموجود داخلنا يتجاوب مع هذا العالم الساحر الشاعري الملئ بالموسيقى لأن به رقصات واستعراضات وخيال، لأنه جو أسطوري، والفن التشكيلي، الذي يرسم به.
لبشير الديك تجربة في إخراج فيلمين روائيين هما "الطوفان وسكة سفر".. ما هي الاختلافات بين إخراجهم وإخراج فيلم رسوم متحركة؟
كانت مغامرة بالنسبة لي أن أخرج فيلم رسوم متحركة، وهناك فرق شاسع، فهذا رسم، نعمل رسومات كاملة، ينزل مشهد مشهد، محتاج مجهود ذهني، سجلنا كل الأصوات من قبل ما نبدأ، كلهم اتسجلوا قبل ما نبدأ دنيا سمير غانم ومدحت صالح بأغانيه ومحمد هنيدي، وماجد الكدواني، وأمينة رزق الله يرحمها، وعبلة كامل، وبناء على التسجيل بدأنا نطابق الأصوات على الرسومات، وكان الأمر منتهى الصعوبة فعلى سبيل المثال الثانية تترسم في 20 كادر، ولكنها عملية ممتعة جدًا.
ما هي توقعاتك لردود الأفعال بعد عرض الفيلم في دور العرض السينمائية؟
أتمنى أن يعجب "الفارس والأميرة" الجمهور، وأن يكون الفيلم بداية لصناعة الرسوم المتحركة في مصر والوطن العربي.
بماذا تفسر قلة أعمال الرسوم المتحركة في مصر؟
في العالم كله هناك قلة في أعمال الأنيمشين، حتى أوربا نفسها موجود بها بشكل قليل جدًا، أمريكا هي المتميزة في صناعة الأنيمشن، وعدد من الشركات قليلة جدًا، عندنا قليل لأنه مكلف جدا، فن مكلف ومحتاج كفاءات رهيبة لتقديم رسم، وخلفيات وتحريك، خاصة ان الرسوم اتي قدمناها رسوم متحركة 2D، وليست 3D ، تترسم على الإيد، وليست عن طريق الكومبيوتر.
على صعيد الكتابة الأدبية أو الإخراج.. هل هناك مشاريع أخرى تعمل عليها؟
لا.. في الوقت الحالي أنا متفرغ لفيلم الفارس والأميرة.