The Irishman.. ملحمة فنية لتاريخ أمريكا في أوسكار 2020
"الفيلم يمثل الحياة نفسها وبمعنى آخر الصراعات الأخلاقية وصراعات السلطة وقوى الطبيعة البشرية الأكثر ظلمة.. كل هذه المواضيع ينتابني الفضول نحوها وأرت اختبارها من خلال الممثلين" بهذه الكلمات لخص المخرج "مارتن سكورسيزي" فيلمه The Irishman.
ويعتبر الفيلم واحد من أهم الأعمال التي قدمت مؤخرا وفي الترشيحات النهائية لجوائز أوسكار 2020، ينافس العمل على عشر جوائز في أهم الفئات.
تتلاحم عناصر الفيلم لتصل إلى ذروة الإبداع، ليرشح العمل لجوائز منها " أفضل فيلم، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل مخرج ، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل تصميم وانتاج، افضل ازياء، أفضل مؤثرات بصرية،أفضل سيناريو معدل".
الاقتباس
الفيلم مقتبس من حياة" فرانك شيران" الذاتية التي قدمت في كتاب "سمعت أنك تدهن البيوت"، و هناك تشكيك في روايات "فرانك" التي قدمها، والتي يقول من خلالها أن المافيا أجبرته على قتل زعيم اتحاد العمال "جيمي هوفا" في أمريكا.
وعن اقتباسه للعمل يقول المخرج مارتن "لقد جذبتني الشخصيات والخلفية هي تلك القصة، فأنا قررت إبراز الشخصية وجعلها مرآة تعكس ذلك العالم، وذلك العالم هو انعكاس للعالم الأكبر., هذا هو التاريخ الأمريكي الذي نشاهده دائما على التلفاز".
يتحدى الملل
بالرغم من أن الفيلم مدته تصل إلى 3ساعات ونصف إلا أن المخرج "مارتن سكورسيزي" استطاع التغلب على شعور المشاهد بالممل.
واستخدم المخرج "مارتن سكورسيزي" عدد من التنوعات المختلفة منها "الراوي" الذي يحكي الأحداث، الطريقة التي استخدمها لتعريف الشخصيات من خلال بعض الجمل التعريفية التي تظهر بجانب الممثل على الشاشة.
الموسيقى والأغاني التي تفصل المشاهد بين الأحداث الكثيرة والشخصيات التي تظهر في العمل، كما استخدم الكوميديا لتقليل حدة العمل الذي يعتمد على القتل بشكل كبير.
وعن حفاظه على انتباه المشاهد بالرغم من طول الفيلم أوضح المخرج قائلا "كان بناء السيناريو مهم للغاية وكان غير مألوف،كنت اعلم ما يجب فعله وأنه يجب أن يكون أكثر بساطه، وحاولت خلق جو أن هناك دئما خطر ما ".
جيمي هوفا بتوقيع "آل باتشينو"
ينافس الممثل العالمي "آل باتشينو" على جائزة أفضل ممثل مساعد في اوسكار 2020، من خلال هذا العمل الذي قدم من خلاله شخصية "جيمي هوفا" .
ونجح "آل باتشينو" أن يقدم هذه الشخصية المعروفة بحضورها القوي بتلقائية شديدة، واستطاع أن يقدم الشخصية بطريقته الخاصة.
ويقول آل باتشينو عن هذه الشخصية "تعرفت على هذه الشخصية من خلال جميع المعلومات المتواجده عنه وعندما اقرأ وافكر في هذه الشخصية أنه يشبه جميع الرجال الأقوياء الذي لديهم ميزات فريده وأطوارهم الغريبة".
وتابع "كان الاتحاد والنقابة بالنسبة لجيمي هي حياته وقضيته.. كان لديه رغبة لجمع الناس وخاصة الأشخاص الذي يتم استغلالهم وخاصة الطبقة العاملة وكان هذا امر حقيقيا يؤمن به".
"جيمي هوفا" وهو شخصية حقيقية ، سائق وزعيم اتحاد العمال، ورئيس جمعية سائقي الشاحنات سابق في الولايات المتحدة، والذي تطور مع المافيا الاطالية في اعمال احتيال وعندما يتولى الرئيس كيندي رئاسة الولايات يتم التحقيق معه في أعماله المشبوهه، ويحكم عليه بالسجن 30 عاما، لكن بعد 5سنوات يخرج بعفو رئاسي محاولا استعاده نقابته والزعامة رغم معارضة المافيا.
اختفى "جيمي"في ظروف غامضة عام 1975، و لا يعلم شيئا عنه حتى الآن، ويعتبر من أشهر الشخصيات التي كتب عنها القصص، وهو أحد الشخصيات المهمة في تاريخ أمريكا ، حيث أنه كان ثاني اهم رجل بعد الرئيس في الولايات المتحدة.
قدم الممثل "روبيرت دي نيرو"، شخصية " فرانك شيران" بأداء يتميز يالسهوله، إنه يعطي كل تعابير الشخصية من خلال "عينه".
" فرانك شيران" هو رجل العصابة وأحد قيادات اتحاد العمال، ومن أفضل مشاهد العمل التي قدمها "روبيرت دي نيرو " عندما يقتل صديقه "جيمي هوفا"، وشعور الندم الذي يحمله ولحظة الانهيار عبر عنها بكل هدوء.
جو بيشي
الممثل "جو بيشي" الذي ينافس أيضا على جائزة أفضل ممثل مساعد في الأوسكار هذا العام، يقدم دورا مهما فهو محرك للأحداث، إنه رجل عصابة خطير لكنه يتميز بالهدوء.
تمسك الشخصية التي يلعبها "جو" بكل خيط اللعبة، فهو حاضر حتى في المشاهد التي يظهر فيها، وعلاقته مع "فرانك" طوال الفيلم ملفته للانتباه.
مواقع التصوير والتقنيات
من العناصر المميزة للعمل هو مواقع التصوير التي تم اختيارها لتناسب الحقب الزمنية للعمل، حيث احتوى الفيلم على 360 مشهد صورت في 100 موقع.
من التقنيات التي استخدمها الفيلم هو تصغير أبطال العمل من خلال التكنولوجيا بيظهر النجم "روبيرت دي نيرو"، و"جو بيشي" أقل سنا وخاصة في المشاهد التي تحكي عن عن بداية حياتهم، ولجأ المخرج لهذه التقنية حتى لا يستعين بممثلين آخرين في الأجزاء الأولى من حياة الأبطال.
كما استعان المخرج "مارتن سكورسيزي" بمدرب على الحركات والذي كان يساعد الممثلين على تقديم حركات المشي لتناسب سنهم حتى تتناسب حركتهم مع سنهم الصغير ولا يبدو أكبر سنا.
التاريخ الأمريكي
يلقي الضوء على عدد من الأحداث التاريخية في أمريكا منها اغتيال رئيس الولايات المتحده"جون كينيدي"، و
أزمة صواريخ كوبا.