شبلول: محمود سعيد «محفوظ» الفن التشكيلي.. وروايات كورونا الحالية متسرعة (حوار)

كتب: حوار- آية فتحي

فى: ميديا

15:25 25 يوليو 2020

صدر حديثًا عن سلسلة روايات الهلال رواية "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" للكاتب والشاعر أحمد فضل شبلول.

 

يتخيل شبلول في روايته  لحظات احتضار الفنان محمود سعيد في 8 أبريل عام 1964، حيث حضر له ملك الموت ليقبض روحه، ولكنهما اتفقا أن يؤجلا فعل الموت لعدد من الساعات يودع فيها الفنان ألوانه وبحره وشطآنه وسماءه في مدينة الحبيبة الإسكندرية.

 

حاورت "مصر العربية" مؤلف الرواية ليتحدث عن تفاصيلها، وعن مشاريعه القادمة، ورأيه في تأثير جائحة كورونا على الأدب.

 

وإلى نص الحوار

انطلاقا من مباركتنا على صدور "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" حدثنا عن تفاصيل العمل.. وكواليس كتابته ومدة العمل عليه؟

 

تتحدث الرواية الساعات الأخيرة المتخيلة (وأوكد على المتخيلة) في حياة الفنان، حيث تتوالى فصول الرواية نزولا ابتداء من الرقم 16 إلى الرقم 1 حيث يسلم الفنان روحه لملك الموت الذي لم يستطع تأجيل أجل الفنان لحظة واحدة حسب المشيئة الإلهية.

 

يمر الفنان محمود سعيد خلال الرواية بتذكر لمحات من حياته ومواقف مع بعض الشخصيات العامة والمؤثرة مثل الملك فاروق والملكة فريدة ويتذكر علاقته بثورة 23 يوليو والرئيس جمال عبدالناصر، وأمير الشعراء أحمد شوقي، والفنان منير مراد، والمخرج السينمائي محمد كريم، والأديب يوسف السباعي، والفنانين التشكيليين محمد ناجي، وسيف وأدهم وانلي، تظهر له الملكة كليوباترا والملكة شجر الدر وتعاتبانه أنه لم يرسمهما، وتظهر له الملكة مريت نيت أول ملكة حكمت مصر خلال.

 

ما هي أسبابك التي دفعتك لكتابة رواية ثانية تدور أحداثها  عن الفنان محمود سعيد؟

 

كنت قبل "الليلة الأخيرة" قد انتهيت من روايتي الأولى عن محمود سعيد وتحمل عنوان "اللون العاشق" التي توقفت عند عام 1935 أثناء رسمه للوحة "بنات بحري" أو "جميلات بحري"، وأدركت أن هناك أقوالا أخرى أريد أن أبوح بها فترة ما بعد إنتاج تلك اللوحة، ولم تزل هناك ملفات مفتوحة حول أعمال سعيد الأخرى، وحول حياته ما بعد 1935 وحتى يوم وفاته في عام 1964، فوجدت أنني لن أستريح إلا بعد كتابة هذا الجزء الذي اخترت له تقنية الفلاش باك أو العودة إلى الوراء اثناء احتضار الفنان.

 

 وبعض القراء كان يظن أن الكثير مما قلته في الرواية هو حقائق في حياة الفنان، ولكني أؤكد هنا أن العمل الفني أو الروائي قد يستند إلى حقائق ووقائع ثم ينطلق إلى آفاق المتخيل، وغالبا ما تكون نسبة المتخيل أعلى من نسبة الحقائق. هذا هو الفن الروائي أو الفن السردي عموما.

 

كانت الملفات موجودة واستكملتها بملفات أخرى فترة ما بعد رسم "بنات بحري" وقد استغرق العمل حوالي ستة أشهر كنت خلالها أقوم بتجميع وتجهيز ما لم يكن عندي أثناء كتابة "اللون العاشق".

 

لماذا شخصية محمود سعيد تحديدًا التي تجذبك لدرجة أنك قدمت عنها روايتين الأولى؟

 

محمود سعيد ابن الإسكندرية وعاشق لها ولبحرها وسمائها وكورنيشها، ويتفاعل معها كثيرا أثناء رسمه، لذا أحسست به أكثر من أي فنان آخر، على الرغم من أنني لم أره، فقد رحل عام 1964 وعمري 11 سنة، لكنه ترك ما يمكن أن يعشقه الإنسان ويحترمه ويقدره، وهو فنه المصري الأصيل.

 

كما أن المتأمل في لوحاته يشعر بطاقة إيجابية كبيرة تنتقل إليه من اللوحة المشاهدة، فألوانه قوية، وخطوطه مدهشة، وأفكاره رائعة، وإحساسه عال جدا ينتقل إلى المشاهد بسهولة عجيبة، وأنا دائما أقول إن محمود سعيد، هو نجيب محفوظ الفن التشكيلي، في بساطته وعمقه وتواصله مع طبقات شعبه بكل أطيافها من الفقيرة والمعدمة إلى المتوسطة البرجوازية إلى الطبقة الأرستقراطية، فضلا عن أن شخصية محمود سعيد نفسها شخصية دارمية في المقام الأول، تحمل بين جوانحها الكثير من الصراعات والتناقضات التي تثري أي عمل يُكتب عنه. وربما يكون لدي أقوال أخرى لم أقلها بعد عن الفنان وأعماله، تحتاج إلى جزء ثالث عنه.

 

هل تشعر أنك بينك وبينه عوامل مشتركة مثل نشأة الإسكندرية وحب الفن والإبداع؟

 

نعم .. أشعر ذلك بالفعل، رغم اختلاف الطبقة التي ينتمي إليها كل منا، ولكن حب الفن والإبداع وحب الإسكندرية في المقام الأول، وعشق مصر أخيرا، هو الذي يشعرني بأنني قريب منه بالفعل.

 

من وجهة نظرك كيف ستؤثر جائحة كورونا على الأدب في المستقبل؟

بالتأكيد ستؤثر تلك الجائحة على الموضوعات التي سيختارها الأدباء للكتابة عنها، وقد بدأت بالفعل تظهر بعض الكتابات عن تلك الجائحة التي ألزمت الناس بيوتها على مستوى العالم لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة، وقد كتبتُ قصيدة عن تلك الجائحة بعنوان "موال كورونا" نشرت في عدد سابق من مجلة "الهلال"".

 

تعليقك على الروايات التي بدأت في الظهور بالفعل وتتناول الجائحة؟

 

أراها روايات متسرعة، ممكن تظهر قصائد سواء فصحى أو عامية، أو قصص قصيرة، أو قصص قصيرة جد، وقد ظهرت بالفعل، لكن روايات .. أعتقد أنها ستكون غير مؤثرة في الفترة الحالية، لأن الرواية على وجه التحديد تحتاج إلى نضج أكثر ورؤية إنسانية أعمق وأشمل، وهذا الأمر يتطلب وقتا للظهور، والرواية إذا لم تكن إنسانية فلن تعيش طويلا. 

 

وما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟

 

انتظر صدور رواية جديدة بعنوان "الحجر العاشق" من الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعد أن أجَّلت جائحة كورونا طباعتها، بسبب الحظر وإصابة بعض العاملين في مطابع الهيئة، مما جعل وتيرة العمل تتوقف أو تمضي ببطء شديد جدا، وهي رواية خيال علمي.

 

اعلان