فيديو| حصاد الفن 2020.. كورونا والسينما والوجه الخفي للمنصات الرقمية
عانت السينما بشدة في زمن كورونا، ليضطر العاملون في هذا المجال البحث عن بدائل تثبت من خلالها الأفلام السينمائية قدرتها على المواجهة.
وعلى غرار الدول المتقدمة، كمن البديل في المنصات الرقمية، التي أثبتت التجربة نجاحها عالميًا، ليطرح وقتها تساؤلًا: "هل تصبح المنصات بديلًا للسينمات؟".
ورغم اجابات الجمهور والنقاد المتباينة، ما بين أن سحر السينما لا يمكن أو يقام وأنها بمثابة نزهة، وبين توقع بزياة الإقبال على المنصات لانخفاض تكلفتها، جاءت النتيجة على أرض الواقع لتؤكد أن الوضع في مصر مختلفًا.
"صاحب المقام" والتجربة الأولى
جنت التجربة الأولى مع المنصات الرقمية، ثمارها، بعرض فيلم "صاحب المقام" خلال موسم عيد الأضحى السينمائي 2020، وحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وحصد أكثر من 20 مليون مشاهدة.
وواجه الفيلم، القرصنة الإلكترونية لتعرضه للتسريب عبر المواقع المختلفة، لكن المنصة تصدت لمحاولات سرقة العمل.
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي، لساحات نقد ومناقشة بين مؤيد ومعارض لفكرة الفيلم وتقييم أداء الفنانين المشاركين في فيلم "صاحب المقام".
شجعت التجربة، عدد كبير من صناع السينما، الين قرروا خوض تجربة المنصات الإلكترونية في ظل انتشار جائحة كورونا، وإغلاق دور العرض القاعات.
لكن بعد بمرور عدة أشهر، ومع فتح السينمات، اصطدم صناع "صاحب المقام" بالواقع، لتقرر غرفة صناعة السينما منع عرض الفيلم بالسينمات، كونه عرض على منصة إلكترونية قبل دور العرض.
وعلقت يسرا على هذه الأزمة فى تسجيل صوتي لبرنامج "إنسايدر بالعربي" قائلة: "صاحب المقام فيلم سينمائى وكل الأفلام اللى عرضت مؤخرًا فى أمريكا وغيرها من الدول كانت من خلال منصة إلكترونية.. وكون الفيلم عرض على منصة لا ينفى كونه فيلما سينمائيا".
ونصح المتج أحمد السبكي، المنتجين، قائلًا: "عرض الفيلم على المنصات يجب أن يكون بعد عرضه في السينما، لأن المنصات بمثابة دخل إضافي للفيلم، ولن تقبل السينما عرض فيلم بعد عرضه على منصة".
فيلم "صاحب المقام"، بطولة يسرا، آسر ياسين، أمينة خليل، بيومى فؤاد، وريهام عبدالغفور، ونسرين أمين، ومحمود عبدالمغنى، وإنجى المقدم، تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج ماندو العدل.
تدور أحداث العمل حول روح التي تجسدها يسرا ورجل أعمال آسر ياسين يتعرض للعديد من المشاكل، ويكتشف رجل الأعمال أن جده ولى من أولياء الله الصالحين وله ضريح تكشفه له يسرا حينما تظهر له فى المنام بشكل دائم.
وتقوم يسرا بتوجيه آسر ياسين وتدله على ضريح جده المتهدم وتحاول إنقاذه من دخوله صفقات فاسدة حتى يعود لرشده مرة أخرى، كما تشفى زوجته وتستمر أمينة خليل فى ادعاء المرض بعد ما اكتشفت أن زوجها حاله أصبح الأفضل.
غموض "الحارث"
كان نجاح التجربة الأولى، حافزًا، ليسير على نهجة "صاحب المقام" عدد من الأفلام، لكن النتيجة كانت صادمة.
وفي 13 أغسطس 2020، وفي ظل أزمة دور العرض السينمائى، وانخفاض نسبة إشغال السينمات التى وصلت إلى 25%، عرض فيلم الإثارة والغموض "الحارث" على إحدى المنصات الرقمية، لكن لم يكتب له النجاح، ولم يحقق أي ردود فعل على المستوى الجماهيري أو النقدي.
يشارك فى بطولة فيلم "الحارث" إلى جانب الفنان أحمد الفيشاوي، النجوم: ياسمين رئيس وأسماء جلال وعلى الطيب وعمرو عبدالجليل وباسم سمرة وأسماء أبواليزيد ومحمد علاء ومحمود الليثى ورشدى الشامى ونهى عابدين وشريف البردويلى وعارفة عبدالرسول، من تأليف محمد عبدالخالق وإخراج محمد نادر، وإنتاج سكوب للإنتاج الفني والسينمائي.
يمتلئ الفيلم بمشاهد تمزج بين الإثارة والتشويق والغموض والرعب، وتم الاستعانة فيه بخبرات بخبرات من هوليود، وصورت أحداثه في سيوة والقاهرة وبعض المحافظات الأخرى.
ويجسد أحمد الفيشاوى شخصية صحفى متزوج من ياسمين رئيس، وتكتشف الزوجة خيانته لها وتتحول حياتها إلى الاكتئاب والإدمان، ويتناول قصة زوجين تنقلب حياتهما بعد أن تروى لهما خرافة أثناء شهر العسل، عن ليلة يغيب قمرها، ويبحث الشيطان فيها عن عروس.
رعب خيب الآمال
وفي 30 أكتوبر، كان الجمهور على موعد مع فيلم جديد يعرض عبر المنصات وهو "خط الدم"، ومع التوقعات الكبيرة بنجاحه نظرًا لكونه أول فيلم رعب مصري يتحدث عن مصاصي الدماء، كانت النتجية مخيبة للآمال.
"فين الرعب؟!!" نال الفيلم تعليقات ساخرة من مشاهديه، بل ووصفه المشاهدين بالكوميدي، ولم يحقق أيضًا النجاح المرجو منه.
يدور فيلم "خط دم" في إطار من الإثارة والتشويق، حول الزوجين "نادر" و"لميا"، والدا صبيين توأمين، يتعرّض أحدهما لحادث أليم، يتركه شبه ميت في غيبوبة طويلة، فما الذي ستؤول إليه الأحداث بعد أن يقرّر الوالدان اتباع طريقة غامضة في محاولةٍ يائسة لإعادة ابنهما إلى الحياة؟، وكيف سيتصرّفان إزاء السلوك المريب الذي يبدأ بالظهور عليه بعد استيقاظه من الغيبوبة ضمن سلسلة من التصرفات المخيفة والنوايا الخفيّة؟.
المنصات الرقمية صدمت صناع السينما
لم تستطع المنصات الرقمية في مصر أن تحل محل دور العرض السينمائية، رغم انتشار جائحة فيروس كورونا، وإغلاق دور العرض.
وفي أقرب فرصة، ومع فتح قاعات السينما بشكل جزئي أثبتت دور العرض قدرتها على جذب الجمهور، ورغم ضعف الإيرادات، ما زال سحر السينما لا يمكن أن يقاوم.
كما كان يتوقع المنتجون وشركات الإنتاج، أنه بمجرد استعادة السينما لعافيتها، يمكنهم طرح الأعمال التي سبقت وعرضت على المنصات الرقمية بدور العرض، ليصطدموا بالواقع مع قرار غرفة صناعة السينما بعدم إمكانية ذلك.