سيد حجاب.. الحلواني الذي عشق ثورة 25 يناير

كتب: آية فتحي

فى: ميديا

15:59 25 يناير 2021

تمر اليوم الذكرى الرابعة لرحيل حلواني الشعر المصري، من كانت تصلب أحلامه ضهره، صاحب حكايات الصياد والجنيه، حذرنا من انفلات الزمان من بين إيدينا، نسج بأشعاره عشرات من تترات الأعمال الدرامية الخالدة، أخبرنا أن الدنيا دنية غرورة، إنه سيد شعراء العامية الشاعر سيد حجاب.

في تاريخ23 سبتمبر 1940   كانت مدينة المطرية على موعد مع ميلاد  سيد حجاب ، بمحافظة الدقهلية، تعلق قلب هذا الطفل بالشعر منذ صغره، فكان والده   المعلم الأول له، فكان يشاهده في جلسات المصطبة الشعرية حول الموقد في ليالى الشتاء الباردة وهو يلقى الشعر للصيادين في مباراة يلقي فيها كل صياد ما عنده.

كان حجاب يصطحب معه ورقة وقلم ويدون عليه ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم ، وكان يخفى عن والده حتى أطلعه على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضى قدما في هذا الاتجاه حتى دخل المدرسة.

بدايته مع الشعر كانت مع قصيدة الفصحى وهو ما أخبرنا به في حوار سابق مع موقع "مصر العربية" قائلا : كأي شاعر بدأت بتقديس الفصحى والنظر باستعلاء للعامية، ففي سن 11 عام كتب أول قصيدة بحياتي وكانت بالفصحى، وتقدمت للحياة الأدبية في عمر 16 عام في "مجلة الرسالة الجديدة" والتي كان يشرف عليها الشاعر "فوزي العنتيل"، ثم بعدها بقليل قدمني محمد مندور في برنامج "كتابات جديدة" والتي كانت تقدمه سميرة الكيلاني، قدمني بمجموعة قصائد واحتفى بي حفاوة شديدة ، ثم بعد ذلك قدمني الدكتور عبدالقادر القط في مجلة الشهر التي كان يصدرها سعد الدين وهبة بقصيدة في صدر العدد اسمها "ثلاث أمنيات إلى البعيد"، تقدمت كشاعر فصحى.

بعيدا عن هندسته الشعرية فالتحق حجاب بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الأسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958.

بعد أن تقدم "حجاب" للحياة الأدبية بشعر فصحى قدمه الشاعر صلاح جاهين بكلمات حملته مسؤلية طوال العمر، حيث قدمه في باب كان يكتبه اسمه "شاعر جديد يعجبني" في مجلة صباح الخير.

فقال:”عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد ﻻ تُلبيني إلا الكلمات العاطفية، وإذا كان هناك حب من النظرة الأولى فقد أحببت شاعرنا هذا من الشطرة الاولى..تذكروا شاعرنا هذا فسيكون له مستقبل"وحاول حجاب بعد ذلك أن يكون   قدر المسئولية.

"الامتلاء بالحياة وعشقها والإيمان بعبقرية الشعب كان الدافع الملهم الدائم لي"  بهذه الكلمات وصف حجاب الحالة التي تسيطر عليه عند كتابة أشعاره اشارة مسلسل أرابيسك.

بصمة حجاب كانت بارزة على تترات أفضل الأعمال الدرامية منها كتابة تتر  مسلسل "العائلة، المرسى والبحار، عصفور النار، الوسية،  أميرة في عابدين، بوابة الحلواني، ليالي الحلمية، المال والبنون، الحقيقة و السراب، والليل وآخره".

كما له بصماته في مجال الأغنية فغنى له كل من عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي وصفاء أبو السعود، ثم كتب أغاني لفريق الأصدقاء في ألبومها، ثم أتبعه بألبومين هما "أطفال أطفال" و"سوسة"، بعدها لحن له بليغ حمدي أغنيات لعلي الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضى، وقدم معه الحجار "تجيش نعيش" وكتب لمحمد منير في بداياته أغنية "آه يا بلاد يا غريبة" في أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات في ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان.

فاز "حجاب"،  بالعديد من الجوائز، أهمها جائزة الدولة التقديرية للآداب، وجائزة "كفافيس" الدولية لعام 2005 في الشعر عن مجمل أعماله، كما كرمه معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين.

ويتزامن ذكرى وفاته مع ثورة 25 يناير وكان له رأي فيها أخبرنا به قائلا "في 25 يناير أسقط الشعب منظومة القيم الفاسدة السائدة سابقًا وأسس لثقافة جديدة وبجوار الثورة السياسية والاقتصادية كان هناك بذور ثورة ثقافية تُلقى في الميادين، ونحن لدينا جيل جديد يشق طريقة لصنع ثقافة جديدة، وهذا الجيل يصارع من أجل البقاء والنصر محتم له".

اعلان