أوسكار 2021| «يهوذا والمسيح الأسود».. الصورة التاريخية للخيانة
"السياسة حرب لا يراق فيها الدماء".. هذه الكلمات كان يرددها البطل في فيلم "يهوذا والمسيح الأسود" المرشح في فئة أفضل فيلم في أوسكار 2021، والفيلم يحكي عن السيرة ذاتية للناشط فريد هامبتون زعيم الفهود السود، وهو أحد أهم المطالبين بحقوق ذوي البشرة السمراء، وكان يشكل صداعا لأجهزة الأمن والسلطة في أمريكا.
"رمزية يهوذا"
الفيلم لا يحتوي على شخصية تدعى "يهوذا"، ولكن "يهوذا" هو اسم الفيلم وهو إسقاط للخيانة، ففي الرواية الشهيرة عنه قام "يهوذا" بتسليم المسيح مقابل ثلاثين قطعة من الفضة، وتعتبر هذه القصة من أشهر قصص الخيانة في التاريخ.
الفيلم يتناول أيضا قصة خيانة، حيث يحكي عن حياة فريد هامبتون رئيس حزب الفهود السود، الذي قُتل على يد "في بي أي"، بعدما ساعدهم "ويليام أونيل" في الوصول إليه وهو كان أحد رجال "فريد" المقربين.
أحداث تاريخية
يتناول الفيلم قصة حقيقية لـ" فريد هامبتون" الناشط الإشتراكي الثوري، الذي أسس تحالف قائم بين عصابات الشوارع الرئيسية يهدف إلى حل النزاع الداخلي والسّعي من أجل التغيير الاجتماعي.
وبالرغم من العنف الذي يستخدمه حزب الفهود السود ، نجدهم يبررون هذه السياسة لما يتعرضون له من قبل الشرطة .
"أنه أخطر من الصين وروسيا" هكذا وصف أحد رجال مكتب التحقيقات الفدرالي في الفيلم تأثير "فريد" ، لذلك حاولوا توقيف نشاطه واغلاق الحزب ، وسنجد أن محاولات التخلص من "فريد" خلال الفيلم عندما تهم بسرقة "آيس كريم".
وفي أحداث الفيلم استطاع مكتب التحقيقات الفدرالي التخلص منه، عندما داهموا بيته وباسطة مخطط رسمه "ويليام أونيل" لهم.
كاريزما الزعيم
استطاع الممثل "دانيال كالويا " المرشح لجائزة افضل ممثل في الأوسكار ان ينقل كاريزما " فريد هامبتون" في مشاهد الخطابات ، وتأثيره على الآخرين .
" فريد هامبتون" كان لديه قدرة استثنائيّة على توعية الجماهير، وحثهم على المطالبة بحقوقهم، وذلك بسبب العنصرية التي يتعرض لها "السود" في أمريكا، واستطاع "دانيال كالويا " أن يضفي تعاطف ولمسة من السحر على الشخصية .
صراع يهوذا النفسي
قدم هذا الصراع بشكل قوي في شخصية "ويليام أونيل" _يهوذا_ فهو وقع في صراع نفسي بين الخيانة لحزب "الفهود السود" وغدره لـ"فريد".
يبدو هذا الصراع واضحا جدا في لحظة طلب ضابط التحقيقات من "لاكيث ستانفيلد"_الممثل المرشح لأفضل ممثل مساعد_ أن يرسم مخطط لشقة "فريد" حتى يقتله، ففي البداية يرفض لكنه يسلمهم "فريد" في النهاية.
يظهر الصراع في محاولة " أونيل" التخلص من دور الجاسوس وأن يكون واحدا حقيقيا من الفهود لكنه يفشل في كل مرة بعد أن يهدده الضابط بالسجن.
نجد "اونيل" الذي أصبح حارسًا شخصيًا لهامبتون ، طوال الفيلم يعيش حالة من الضبابية مع مخاوفه في الكشف عنه كمخبر وبين تعاطفه متزايد مع تصريحات هامبتون الثورية.
يظهر في المقابلة الحقيقية لشخصية "أونيل" الذي عرض الفيلم أجزاء منها أنه أحب "هامبتون" وأعجب به وشعر بأنه "سيئ" و "خيانة" بسبب دوره في سقوطه.
استطاع " ستانفيلد" في الحفاظ على هذه التناقضات المعقدة طوال أدائه للشخصية ، والتقط تمامًا الطريقة المضطربة التي أظهرها أونيل أمام الكاميرا ،فعيناه تندفعان بقلق وهو يحاول قراءة تفاصيل ما يدور حوله.