«أول معاهدة سلام.. مؤامرة الحريم.. قوة أبدية».. حكايات ملوك موكب المومياوات
تتأهب 22 مومياء ملكية، لخطف أنظار العالم بموكب مهيب يليق بعظمة الأجداد، لتستقر بعدما تم اكتشافها منذ 140 عامًا في المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ويترقب الجميع هذا المشهد التاريخي في 3 أبريل 2021.
يضم موكب المومياوات الملكية، 22 مومياء ملكية، ترجع إلى عصور الأسر الـ17، 18 ، 19 ، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات.
ويستقل الموكب، مومياوات الملوك: "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثاني".
قصة اكتشاف المومياوات
عثر على هذه المومياوات، من خلال اكتشافين، الأولى عام 1881 وتعرف بخبيئة الدير البحري، والثانية: خبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني في عام 1898، طبقًا لوزارة السياحة والآثار.
خبيئة الدير البحري "المقبرة رقم TT320 "
تعرف هذه الخبيئة باسم "الخبيئة الملكية"، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في جبانة طيبة في غرب الأقصر.
ومن بين المومياوات الملكية التي عثر عليها بداخل تلك الخبيئة: مومياوات الملوك سقنن رع تاعا، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، ستي الأول، ورمسيس الثالث، ورمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، ومن الملكات أحمس- نفرتاري.
وكشف الدكتور زاهي حواس، أن الصدفة هي الي قادت للعثور على "الخبيئة الملكية"، وبدأت الحكاية عام 1871، حينما سقطت أحد أغنام أحمد عبد الرسول، أحد أفراد عائلة ببئرعلى جبل جنوب معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري، وحينما ذهب لينقذها وجد في الكنز خبيئة من المومياوات الملكية.
وأشار د. زاهي حواسن إلى أن الأمر، ظل الأمر طي الكتمان 10 سنوات حتى دب الخلاف بين أسرة عبد الرسول وقام أحدهم بالإبلاغ عن الكنز، وجاء العاملون في الآثار والشرطة إلى مكان الخبيئة، واستمروا شهراً كاملاً في الحفر، واستخراج المومياوات ووضعوها داخل مركب لتسافر إلى القاهرة.
وأوضح زاهي حواس، أن عند وصول المومياوات إلى القاهرة كان هناك منطقة جمارك ورفض موظف الجمارك دخول المومياوات لعدم وجود اسم لها بالدفاتر، ولذلك أشار عليه رئيسه بوجود كلمة "سمك مملح"، ودخلت المومياوات على أنها سمك مملح.
وأوضح أن المومياوات استقرت في متحف بولاق، إلا أن تعرض المتحف للفيضانات تسبب في نقلها لقصر إسماعيل باشا ثم المتحف المصري عام 1958، وكانت طريقة عرضها بها إثارة ليس بها احترام لملوك أعظم حضارة في العالم.
خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني
عثر عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه في عام 1898 ، على هذه الخبيئة في وادي الملوك بالأقصر، والتي عثر بداخلها على العديد من المومياوات الملكية منها: مومياء "أمنحتب الثاني، تحتمس الرابع، أمنحتب الثالث، مرنبتاح، سا بتاح، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، ستي الثاني، والملكة تي".
حكايات سطرها التاريخ
لكل ملك أو ملكة من ملوك الأسر الـ17، 18 ، 19 ، 20، قصة وانجازات مع شعبهم، فحكايات القدماء المصريين والفراعنة لا تنتهي سطروها على جدران معابدهم ومقابرهم، ورغم ذلك ما زالت تفيض بالأسرار.
رمسيس الثالث
يعتبر الملك رمسيس الثالث، آخر الملوك المحاربين في الدولة الحديثة، وعلى الرغم من الانتصارات والإنجازات العظيمة التي حققها، فقد وقع ضحية لمؤامرة دبرتها زوجته الثانوية تي؛ من أجل تنصيب ابنها بينتاؤور على العرش.
وتخبرنا العديد من البرديات عن هذه المؤامرة التي عرفت باسم "مؤامرة الحريم"، والتي شارك فيها العديد من الضباط، وأفراد من بلاط الحريم الملكي وقضاة من المحكمة العليا.
والأشعة المقطعية الأخيرة التي أجريت للمومياء كشفت أن القصبة الهوائية والمريء والأوعية الدموية الكبيرة في رقبته قد قُطعت مما أدى إلى مقتله.
ووضع المحنطون القدماء تميمة حورس على الحافة السفلى اليمنى للجرح للتأكد من شفاء الملك في العالم الآخر.
عُثر على الملك رمسيس الثالث عام ١٨٨١ في خبيئة الدير البحري (TT 320) غرب الأقصر.
رمسيس الرابع
اغتيل والده الملك رمسيس الثالث على يد متآمرين، إلا أن ولي العهد الشرعي رمسيس الرابع نجح في الحفاظ على العرش.
وخلال فترة حكمه القصيرة قام بالكثير من الأعمال من أجل تكريم ذكرى والده، ومواصلة سياسته.
صبي على العرش
جاء الملك سبتاح إلى العرش وهو صبي، على يد رجل من كبار رجال الدولة الأقوياء يدعى باي، وبسبب صغر سنه أصبحت زوجة أبيه تاوسرت زوجة الملك ستي الثاني هي الوصي على العرش.
احتفظ بملامح الوجه
عثر على مومياء الملك ستي الثاني، خامس ملوك الأسرة 19، عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر، داخل لفائف كثيرة من الكتان الناعم المميز، وقد تم الحفاظ على ملامح وجه الملك ستي الثاني بشكل جيد.
لوحة النصر
الملك مرنبتاح هو ابن الملك رمسيس الثاني، من الأسرة التاسعة عشر، تولى العرش في سن كبير وشارك في عدد من الحملات العسكرية، وترجع لعهده "لوحة النصر"، وهي واحدة من أهم القطع الأثرية وهي معروضة بالمتحف المصري بالتحرير.
عثر على مومياء الملك عام 1898في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر، وهي واحدة من المومياوات الملكية التي ستنتقل من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في موكب استثنائي يوم 3 أبريل.
أول معاهدة سلام
الملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الدولة الحديثة، من أعظم محاربي مصر، حكم لنحو 67 عامًا وبنى معابد في كل أنحاء مصر، من أشهرها معبد أبي سمبل، والرامسيوم -المكرس لعبادته الجنائزية.
يعد الملك رمسيس الثاني، صاحب أول معاهدة سلام معروفة في التاريخ مع ملك الحيثيين، مسجلة على جدران معابد الكرنك، وقد سجل أحداث معركة (قادش) -التي دارت في السنة الخامسة من حكمه ضد مملكة الحيثيين- على آثار متعددة.
كانت زوجته الرئيسة هي الملكة العظيمة نفرتاري، والتي بنى لها معبدًا بالقرب من معبده بأبي سمبل .
ستي الاول
في وادي الملوك مقبرة من أجمل المقابر الملكية التي مازالت تحتفظ بألوانها الزاهية، هي مقبرة الملك ستي الأول ابن الملك رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشر، عصر الدولة الحديثة، والذي قاد معركة ضد الحيثيين، وتم تسجيل هذه الانتصارات العسكرية في معبد آمون بالكرنك.
عُثِر على مومياء الملك عام ١٨٨١ في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر.
الملكة تي
الملكة تي، هي الزوجة الملكية العظيمة للملك أمنحتب الثالث وابنة يويا وتويا ، عثر على مومياء الملكة عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) ، بوادي الملوك بالأقصر.
قوة أبدية
عندما تدخل المتحف المصري بالتحرير يقابلك تمثال ضخم رائع للملك أمنحتب الثالث وزوجته "تي" جالسَيْن في ثبات، رمزا لقوتهما الأبدية، وفي الأقصر يتقدم معبده الجنائزي في "كوم الحيتان" تماثيل ضخمة، تعرف الآن باسم تمثالي ممنون، لقد ترك الملك أمنحتب الثالث العديد من الآثار والتماثيل.
الملك أمنحتب الثالث هو ابن الملك تحتمس الرابع، من الأسرة الثامنة عشرة، عصر الدولة الحديثة، عثر على مومياء الملك عام 1898في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
تحتمس الرابع
تروي "لوحة الحُلْم" التي أقامها الملك تحتمس الرابع بين أقدام تمثال أبي الهول بالجيزة، أنه عندما كان أميرًا صغيرًا، نام في ظلال هذا التمثال الضخم، أثناء رحلة صيد في الصحراء القريبة، فظهر له أبو الهول في الحلم، وأمره بإزالة الرمال التي تغطي جسمه، مقابل أن يصبح الملك التالي على عرش البلاد.
وتحتمس الرابع، هو ابن الملك أمنحتب الثاني، من الأسرة الثامنة عشرة عصر الدولة الحديثة، مومياء الملك تحتمس الرابع، والتي عثر عليها عام1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك.
أمنحتب الثاني
الملك أمنحتب الثاني اشتهر بأنه رياضيا عظيما، كان الأكثر طولاً من بين أسرته، ويتباهى ببراعته الرياضية، وغالباً ما يمثل نفسه وهو يؤدي تدريبات رياضية تعكس القوة والمهارة، تمتع هذا الملك بقدرة كبيرة في قيادة العجلات الحربية، وأداء مذهل في رياضة القوس والسهم.
و هو ابن الملك تحتمس الثالث من الأسرة 18، وقام بشن حملات لتأمين الثروة والقوة لمصر، تم العثور على مومياء الملك عام 1898 في مقبرته (KV 35) بوادي الملوك بالأقصر.
تحتمس الثالث
بدأ الملك تحتمس الثالث عهده كملك بالإسم فقط؛ لكونه صغيرًا جدًا على الحكم عند وفاة والده، حينها لعبت زوجة أبيه حتشبسوت دور الوصي على العرش لعدة سنوات، ثم أعلنت نفسها ملكاً بشكل رسمي.
أصبح تحتمس الثالث واحدًا من الملوك المحاربين في الدولة الحديثة وقام بعد وفاة حتشبسوت بسلسلة من الحملات العسكرية التي عززت موقف مصر، كواحدة من القوى العظمى في العالم القديم.
وتعتبر معركته الشهيرة في "مجدو" نموذجاً للتخطيط الاستراتيجي العسكري.
عثر على مومياء الملك تحتمس الثالث في تابوت من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري عام ١٨٨١.
حتشبسوت
الملكة حتشبسوت هي ابنة الملك تحتمس الأول ، وتعد واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ مصر القديمة.
تزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، فأصبحت حتشبسوت الوصية على عرش مصر، والحاكم الفعلي للبلاد، وحكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث الذي كان صغيراً عندما اعتلى العرش.
منعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكاً، إلا أن حتشبسوت أكدت أنه باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، أنها ذات دم ملكي نقي، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكًا.
عثر على مومياء الملكة حتشبسوت عام ١٩٠٣ في مقبرة (KV 60)، بوادي الملوك بالأقصر.
تحتمس الثاني
الملك تحتمس الثاني هو ابن الملك تحتمس الأول، وأخذ شرعيته في الحكم من خلال زواجه من أخته غير الشقيقة حتشبسوت، خلفه على العرش ابنه تحتمس الثالث.
تحتمس الأول
أصبح ملكًا بعد وفاة الملك أمنحتب الأول، واعتلى العرش في سن الأربعين تقريبًا، في عهده امتد الحكم المصري ناحية الجنوب.
وفتحت حملاته العسكرية فرصًا جديدة للتبادل التجاري والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول المجاورة لمصر.
أنجب العديد من الأبناء منهم الملكة حتشبسوت.
ابنة الملك أحمس
مومياء الملكة مريت آمون ابنة الملك أحمس والملكة أحمس نفرتاري، عثر عليها عام 1930 في مقبرة "TT358" بالدير البحري.
وهي واحدة من المومياوات الملكية التي سيتم نقلها في موكب المومياوات الملكية الذي ينتظره العالم.
الملك أمنحتب الأول
ثاني ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، تولى الملك أمنحتب الأول العرش وهو لا يزال طفلًاً، فحكم مصر بمساعدة والدته الملكة أحمس نفرتاري، وقاد حملات عسكرية، وبدأ وأكمل العديد من مشروعات البناء.
تم إحياء ذكرى الملك أمنحتب الأول كحاكم عظيم، وتم تقديسه بعد وفاته إلى جانب والدته.
أحمس نفرتاري
الملكة أحمس نفرتاري واحدة من ال ٢٢ مومياء ملكية التي سيتم نقلها من المتحف المصري بالتحرير إلي متحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط.
كانت الملكة أحمس نفرتاري ملكة قوية ومؤثرة خلال حياتها، وتم تقديسها مع ابنها أمنحتب الأول في جبانة دير المدينة غرب الأقصر بعد وفاتها.
الملك "سقنن رع تاعا"
ملك من ملوك الأسرة السابعة عشر، وكان حاكمًا لطيبة - الأقصر حاليًا- وهو الذي بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس وأكمل الحرب من بعده إبناه كامس وأحمس الأول .