في ضل الأوضاع التي يمر بها اليمن، يعيش متضررو الحرب من المدنيين في كهوف وأماكن بسيطه للهروب من الحروب التي تشهدها بلادهم ويعيشون أوضاعا معيشة صعبة، حيث أن أغلب الأسر لايمتلكون قوت يومهم بسبب الصراع المسلح والعمليات العسكرية، فقد نزح المتضررون من منازلهم بعد تدميرها، إلى مساكن غير صالحة للسكن الآدمي وسط معاناة يومية يتجرعها المدنيين.
كثير من وسائل الإعلام لم تجرؤ على تخطي الحدود الحمراء في السياسات، في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فالأرقام التي ترد على عناوين الصحف المختلفة وحالة التهليل الضمني التي تبديها لتلك الحرب التي أثقلت كاهل اليمنيين أصبحت انتقائية ببلاهة شديدة، فضحايا الحرب هم المسكوت عنهم في اليمن، لم تنقل معانتهم، يعيشون تحت خط الفقر في وضع معيشي صعب.
مراسل "مصر العربية" في اليمن زار بعض متضرري الحرب الذي هربوا إلى صنعاء هربا من جحيم الحرب والذي بدروهم أبدوا شكرهم لـ "مصر العربية" كأول وسيلة إعلامية تنقل معاناتهم، بعد أن غابت عنهم وسائل الإعلام ولم تتطرق لمعانتهم..
في البدلية، يقول أحمد عزالدين البراق (متضرر من الحرب) بصوت مبحوح، "مدة نزوحي بدأت منذ تسعة أشهر بسبب الصواريخ المتساقطة علينا من جبل صبر من حيفان من الضباب من جبل حبشي بسبب الصراع المسلح بين الحوثيين والمقاومة وأيضًا من قبل الطيران الحربي.
وأضاف البراق، في البيت الآن لا نجد أي شيء لدرجة أنَّ ابني فصل من المدرسة بسبب عدم توفر الزي المدرسي ونحن نعيش حاليًا عند فاعل خير مؤقتًا إلى أن يفرجها الله علينا.
وأبرز، قائلا: لم تزورنا منظمات محلية ولا دولية ولا أي جهات أخرى، نحن في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية لدرجة أننا لم نجد مكانًا لحفظ المياة، وأيضًا ذهبنا إلى الوحدة التنفيذية للنازحين في أمانة العاصمة رفضوا التسجيل بسبب أننا لم نملك بطاقة نزوح من تعز..
معيشة صعبة
وأكمل المواطن اليمني كلامه، "بعت كل ممتلاكاتي لكي أجد دخل أُعيل به أسرتي فاشتريت دراجة نارية، لكني اٌصبت بالحروق منها وحاليًا عاطل عن العمل نسكن في منزل صغير ثلاث أسر مكونة من 16 فرد وهو لايتسع لـ " 5" أشخاص فكيف يعيش فيه 16 فرد "مطالبنا أن يمنحونا فرشًا والاحتياجات الضرورية لتمنحنا العيش ، نطالب من المجتمع الدولي أن يتشرف بزيارتنا ليعرف معاناتنا.
بدوره، يروي محمد عبدالله طعيمان أحد متضررو الحرب الذين هربوا من مأرب بصوت يبدو عليه وجع المعاناة بالقول (نحن نازحون هنا في صنعاء بسبب الصراع المسلح والصواريخ نزحت مع أسرتي إلى صنعا منذ حوالي 8 أشهر نحتاج إلى أبسط مقومات الحياة، هناك نازحين أسوأ مني لا يملكون أي شي نريد من الجهات المختصة النظر لنا ولهم فأغلبهم يموتون جوعًا.
وكانت اليونيسيف، قد أعلنت في 14 فبراير الماضي أن 14.7 مليون شخص في اليمن من إجمالي عدد السكان البالغ 25.8 مليون نسمة، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.
ووجهت نداء إلى المجتمع الدولي لدعم أطفال اليمن، مطالبة بتقديم 60 مليون دولار لدعم برامجها هناك خلال العام الحالي، بينما تتوقع الأمم المتحدة أن تصل قيمة برامج التغذية في اليمن إلى 146 مليون دولار حتى نهاية العام.
ويقول عصام شمس الدين من نازحي تعز في حديث لمصر العربية "نزحت مع أسرتي منذ " 9" أشهر لأسباب الحروب الداخلية في منطقتي، أسكن مع عائلتي (10 أفراد ) في هذا البيت الغير صالح للسكن والعيش الآدمي، أسرتين يعيشون في غرفة واحدة حيتنا نعيشها على البركة، فقدنا المنزل والمواشي بسبب هذه الحروب، حياتنا صعبة جدًا في العيش ولانجد الاحتياجات التي نحتاجها.
تحذيرات دولية
ووصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع في اليمن بأنه "كارثي" ويتدهور يوما بعد آخر، حيث تعاني العاصمة صنعاء من انقطاع التيار الكهربائي وشح في ماء الشرب، وتحدث مدير العمليات في الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، روبرت مارديني، إن نحو خمسين قتيلا يسقطون كل يوم منذ بدء الحرب في اليمن آواخر شهر مارس.
وحذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية في اليمن مع استمرار القتال وعدم توصل الأطراف إلى هدنة إنسانية تسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول البلاد، وقالت المنظمة إنها بحاجة إلى 1.6 مليار دولار كمساعدات لليمن خلال العام الحالي وأطلق نائب أمين الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين نداء استغاثة لتقديم العون للشعب اليمني.
وقال أوبراين "الشعب في كافة أرجاء اليمن يكافح للحصول على الطعام كما أن الخدمات الاساسية تنهار في العديد من المناطق" ولم يتم حتى الآن تقديم سوى 200 مليون دولار من المبالغ التي تعهد المجتمع الدولي بتقديمها في السابق.
وبلغ عدد ضحايا الحرب في اليمن حتى 29 سبتمبر 5248 قتيل، و26191 مصاب، و1,400,000 نازح داخلياً، و250,000 نازح خارج اليمن. بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وبحلول 14 أكتوبر بلغ عدد النازحين داخل اليمن 2,305,048 نازح بحسب منظمة الهجرة الدولية يضاف اليهم 40 ألف نازح على الأقل، تسبب بنزوحهم إعصار تشابالا في مطلع نوفمبر في أرخبيل سقطرى وحضرموت وشبوة، ويذكر أن سقطرى وحضرموت والمهرة هي المناطق الوحيدة في اليمن التي لم تصلها نيران الحرب الأهلية، بالإضافة إلى أجزاء من شبوة.
بنهاية عام 2015 بلغ عدد السكان اليمنيين المحتاجين للمساعدة الإنسانية 21.1 مليون شخصاً أي ما يعادل 80% من إجمالي سكان اليمن، بينهم 12.2 مليون مواطن متضررون مباشرة من النزاع، ومليون شخص نازحين داخلياً وذلك حسب تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
و حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من تفاقم المجاعة في اليمن، حيث يعاني أكثر من 1.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد المعتدل كما يعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد صرح بأن "اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة..
وأظهرت دراسة لبرنامج الأغذية العالمي أن ما يقرب من 13 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بينهم 6 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الخارجية، وهذا يعني أن واحد من كل خمسة أشخاص من سكان اليمن يعجزون عن تدبير قوتهم اليومي.
اقرأ أيضا:
بالفيديو| دخول أمريكا قاعدة العند اليمنية.. لماذا الآن؟ فيديو| بالأرقام.. حقوقيون يمنيون يكشفون مأساة النازحين في اليمن .. أمريكا تتدخل ضد القاعدة لتجنب أخطائها بالعراق فيديو.. استئناف المفاوضات بالكويت لحل الأزمة اليمنية بالفيديو| سياسيون يمنيون عن مفاوضات الكويت: فرصة أخيرة مسلحو الحوثي يقصفون مواقع "للمقاومة" وسط اليمن بالفيديو| عمال يمنيون في عيدهم: لم يصل إلينا بالفيديو| يمنيون عن مفاوضات الكويت: ولدت ميتة بالفيديو| بقدر الجراح.. أغنية جديدة لفضل شاكر بالفيديو| اليمنية في زمن الحرب.. ربة منزل وعائل الأسرة بالفيديو| يمنيون عن مجلس الأمن: يماطل لإنقاذ الحوثي وصالح