“ له عمر، ومن له عمر يعني ذلك أن له بداية ومن يبدأ لا بد له أن يصل إلى نهاية، فلكل أول آخر، وإلا لما كان ثمة أول، هذا مقطوع به، ولأن كل شيء فيه يدور، فلا بد من لحظة كف، لحظة تكتمل فيها المنية، تهمد الفورات، والهدير، والتهام الطاقات، ومن الهمود يكون التجدد، وما ينطبق على أنأى الأفلاك، أقصى النجوم والمجرات، نلقاه داخلنا، في الخلية التي لا يمكن مشاهدتها إلا بالمجهر"، كلمات دونت في دفاتر التدوين الروائي جمال الغيطاني والذي تحل اليوم الذكرى 71 ليوم ميلاده.
فولد الغيطاني عام 1945، التاسع من مايو، في قرية جهينة محافظة سوهاج، ثم عاش في أحضان القاهرة القديمة مع أسرته لمدة ثلاثين عام بمنطقة الجمالية.
لم يكن عمله الذي اعتنقه في بداية حياته عقب تخرج يشير إلى أن الأيام ستفرز لنا أديب بقدر الغيطاني، فبعد أن تخرج عام 1962 عمل في المؤسسة العامة للتعاون الانتاجي رسامًا للسجاد الشرقي، ومفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، كما عمل مديرًا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، رغم أن تلك الأعمال التي شغلها الغيطاني كانت بعيدة عن العمل الأدبي إلا أن الإحتكاك بالعمال والزيارات المتنقلة لمحافظات مصر خلفت في كتاباته أثرًا جيدًا.
ومثل كثير من مثقفين جيله ذاق الغيطاني مرار الإعتقال، فدخل المعتقل عام 1966 بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري، وقضى ستة شهور بالمعتقل، متجرعًا من كأس التعذيب والحبس الإنفرادي.
بعد أن صدر المولود الأدبي الأول للغيطاني " أوراق شاب عاش منذ ألف عام" نادته صاحبة الجلالة، فعمل مراسل حربي في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، شهد خلالها حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وحرب 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، وزار الجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران، ثم انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عامًا صعد الغطياني خطوات جيدة في السلم الصحفي فأصبح رئيسًا للقسم الأدبي بأخبار اليوم، ثم أسس جريدة أخبار الأدب في عام 1993، شغل منصب رئيس التحرير بها حتى الآن.
للغيطاني موروث كبير في الرواية فأنار بروايته العمل الأدبي، والتي منها" الرفاعي، خطط الغيطاني، إتحاف الزمان بحكاية جلبي السلطان، رسالة في الصبابة والوجد، شطح المدينة، هاتف المغيب، سفر البُنيان، حكايات المؤسسة، إتحاف الزمان بحكاية جلبي السلطان".
كما يعُد الغيطاني قاص بدرجة ممتاز فصدر له العديد من المجموعات القصصية :"أوراق شاب عاش منذ ألف عام، أرض.. أرض، الزويل، الزينى بركات، الحصار من ثلاث جهات، حكايات الغريب، أحراش المدينة، منتصف ليل الغربة".
توجت الجوائز التي حصدها بجائزة النيل للآداب وهي التي وصفها بـأنها بالأقرب لقبله، فقد حصل قبلها على العديد من الجوائز ففي عام 1980 حصل على جائزة الدولة التشيجيعية في الرواية، وعام 1997جائزة سلطان العويس، وجائزة لورا باتليون الفرنسية لكتاب التجليات في 2005 مناصفة مع المترجم خالد عثمان، و1980 وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مصري، وعام 1987 وسام الاستحقاق للآداب والفنون من طبقة فارس، 1994 جائزة الصداقة العربية - الفرنسية، وبعام 2006 جائزة جرينزانا كافور للأدب الأجنبي- إيطاليا.
اقرأ أيضًا:-
أدباء:"الزيني بركات" أحدثت نقلة نوعية في حياة الغيطاني بالصور.. روسومات للجيش بمخيم الطفل بمعرض الكتاب الغيطاني يستقبل جمهور معرض الكتاب في ثامن أيامه بالفيديو| يوسف القعيد يروي تفاصيل اﻷيام الأخيرة بحياة جمال الغيطاني الغيطاني: عن الرجل الذي لا أعرفه الغيطاني.. صاحب اﻷلف عام وتلميذ نجيب محفوظ الغيطاني بطل المركز الدولي للكتاب