بعد حادثة حلوان.. دعوات الاصطفاف تعود والداخلية أكثر المستفيدين

الرئيس عبد الفتاح السيسي

توالت على مدى الأشهر الماضية انتهاكات ارتكبها بعض أفراد الشرطة وصلت في حالات كثيرة إلى قتل مواطنين أو التعدي لفظيا وبالضرب على آخرين، منهم محامون وأطباء، احتشد كل منهم أمام نقابته اعتراضا على تجاوزات الشرطة بحقهم، ولقى شاب سائق توك توك مصرعه على يد أمين شرطة، إثر خلاف بينهم على الأجرة، فحاصر مئات من أهالي الدرب الأحمر مديرية أمن القاهرة، مطالبين بالقصاص لقتيلهم.

 

كما طالت انتهاكات الشرطة عضوين بمجلس النواب، اعتدى عليهم أمناء شرطة بالضرب والسباب أحدهم أثناء تواجده في المطار، والأخر وهو يستخرج شهادة بياناته من مرور الزقازيق، وفي شهر إبريل الماضي قتل شرطي عاملا في مشتل بمنطقة الرحاب، ومؤخرا اتشحت نقابة الصحفيين بالسواد واحتشد آلاف الصحفيين أمام مقر نقابتهم بوسط القاهرة، بعد اقتحام الداخلية لها، للقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، المتهمين بالانضمام لجماعة إرهابية ومحاولة قلب نظام الحكم.

 

وبينما تدور هذه الأحداث، يخرج الرئيس دائما في خطاباته محذرا من محاولات هدم وتخريب الدولة وجر البلاد إلى الفوضى التي يسعى إليها "أهل الشر"، لتقع بالأمس حادثة حلوان، التي أسفرت عن استشهاد 8 من أفراد الشرطة، لتطرح تساؤلا حول مدى إمكانية أن تُعيد هذه الواقعة التعاطف مع الداخلية والاصطفاف مرة أخرى خلف الرئيس الذي يرى محللون أن شعبيته بدأت تتراجع؟

 

عقب الحادثة، سارعت بعض الأحزاب إلى إصدار بيانات تؤكد مدى الحاجة إلى الاصطفاف الوطني ووضع خطة شاملة لمكافحة الإرهاب، وجاء على نفس المنوال بيانا دعت فيها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، كافة القوى الوطنية الحزبية والنقابية إلى ضرورة الاصطفاف الشعبى، واتخاذ مواقف واضحة لا تقبل المواربة أو المزايدة من الإرهاب والعنف الذى يستهدف جهاز الشرطة، ويستغل حالة الاحتقان السياسى والمجتمعى للتقليل من تضحيات أبناء الجهاز.

 

محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، رأى أن حادثة حلوان أعاد اصطفاف الناس خلف الشرطة، مشيرا إلى أنه حين ثارت أزمة جزيرتي تيران وصنافير كان يبدو أنها أزمة كبيرة، ولكن اختل حجمها لما وقعت حادثة اقتحام نقابة الصحفيين، بينما أكدت واقعة حلون أن الأزمة الحقيقة ليست في الجزيرتين ولا اقتحام النقابة وإنما هي الإرهاب الذي لايزال يمُارس باحتراف وفي أماكن حساسة في القاهرة الكبرى وليس سيناء وباستخدام أسلحة متطورة.

 

وأضاف سامي، لـ "مصر العربية"، أن حادث حلوان في غاية الخطورة وينبغي أن يكون هناك اصطفاف وطني لمقاومة الإرهاب؛ لأنه بدا أقرب إلينا كثيرا وأخطر من أي أزمات أخرى يمكن أن تُعالج، لكن قضية التعامل مع الإرهاب تستحق الاصطفاف لكي يتم اجتثاث هذه الآفة من جذورها والانتهاء من هذا الخطر الداهم.

 

 

بدوره، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن حادثة حلوان كان لها تأثير إيجابي في اكتساب تعاطف جماهيري وشعبي كبير لجهاز الشرطة، وبالتالي يتجاوز أزمة نقابة الصحفيين وغيرها، ولكن هذا لا يعني أنها مؤشر على انتهاء الأزمة، فقط هي تغفل طريقها للحل ويقل اهتمام قطاع كبير من الناس بها؛ لأن جهاز الشرطة أصبح يعاني من استمرار العمليات الإرهابية.

 

 

واستبعد فهمي أن يُعيد حادث حلوان الاصطفاف الوطني لأن الأزمات لاتزال كائنة، هي فقط تكسب تعاطف مع الداخلية، مشيرا إلى إمكانية استعادة نغمة مواجهة الإرهاب، بحسب المعادلة السياسية التي تقول إنه كلما تزايدت الأعمال الإرهابية كلما اقترب المواطنين من التسليم للخطاب السياسي سواء خطاب الحكومة أو الرئيس لأنها مرتبطة بالدولة المصرية والحفاظ على مقدراتها.

 

وأوضح سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن حادثة حلوان أحرجت الصحفيين وقوى كثيرة كانت على خلاف مع وزارة الداخلية، لافتا إلى أن هذا النوع من العمليات الإرهابية تدفع المواطنين للوقوف خلف الرئيس ويستعيد شعبيته التي بدأت تتراجع.

 

 

ونوه صادق إلى أن مدى تعاطف المواطنين مع الرئيس أو الدولة يتوقف على حجم الحدث وتكراره، أما إذا اقتصر على حادثة واحدة فسيحدث تأثيرا مؤقتا يتناساه الناس بمرور الأزمة.

 

اقرأ أيضا  

"السفارة الإسرائيلية": نقف مع مصر ضد الإرهاب الداخلية ترفض عزاء صحفيي البرلمان في شهداء حلوان فيديو.. عمرو أديب: يوجد خونة في الداخلية ماذا قال مشاهير السوشيال ميديا عن هجوم حلوان؟ وول ستريت جورنال: هجوم حلوان يتزامن مع تضاؤل شعبية السيسي نور فرحات بعد هجوم حلوان: الإرهاب لا يفرق بين مؤيد ومعارض مظهر شاهين عن "هجوم حلوان": يجب القصاص من الإرهابيين بالقانون فريدة الشوباشي: منفذو هجوم حلوان أشد عداءً من إسرائيل

مقالات متعلقة