قالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يسعى لـ" تربية" الصحفيين على قواعد عهده الجديد، والتوضيح أنهم لا يمكن أن ينتقدوه، في ظل ما يشبه بحالة الطوارئ في مصر، وأن هناك سقفا معلوما لما يمكن أن تصل إليه أقلامهم، لكن حلفاء الأمس لم يرضهم ذلك، وأكدوا أنهم يرفضون السمع والطاعة ، خاصة إذا ما تعلق الأمر بحريتهم.
جاء ذلك خلال تعليق "تسفي يحزقيلي" محلل الشئون العربية بالقناة على أزمة نقابة الصحفيين مع الدولة بعد اقتحام قوات الأمن النقابة وإلقاء القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، على خلفية دعوتهما للتظاهر احتجاجا على تسليم السيسي جزيرتي تيران وصنافير للسعودية خلال زيارة الملك سلمان الأخيرة للقاهرة.
وأضاف أن نقيب الصحفيين يحيي قلاش، ورغم انتمائه لمؤسسة الجمهورية التابعة للدولة، والتي كانت واحدة من عدة صحف ساعد صحفيوها الرئيس في "ثورته" ضد نظام الإخوان المسلمين، لكنهم مع ذلك أفزعتهم خطوة اقتحام النقابة وأدركوا الرسالة من ورائها.
وتابع :”لكن المثير للاهتمام هنا هو كيف هبت الصحافة وقالت لعبد الفتاح السيسي نحن مجتمع مدني، الديمقراطية وحرية التعبير أساس راسخ بها، ليس مرهونا بحاكم معين”.
الصحفيون الذين دعموا السيسي جاءوا وطالبوا بضرورة إقالة وزير الداخلية، مؤكدين أنه إذا لم يحدث ذلك فإنهم يفقدون كصحفيين أساس متين من أسس المجتمع المدني.
وتعجب المحلل الإسرائيلي من هبة الصحفيين الذين أيدوا الرئيس، وذكر على سبيل المثال الكاتب والصحفي إبراهيم عيسى الذي قال إنه "امتدح وهلل" لنظام السيسي ثم ها هو الآن يصف ما يحدث بالجريمة غير المسبوقة، التي تورع عن ارتكابها أكثر الانظمة ديكتاتورية واستبدادا.
وحول وجود صحافة حرة بعيدة عن تأثير النظام قال "يحزقيلي" إن الكثير من الصحف والقنوات المعارضة الخاصة التي صمدت في وجه نظام مبارك والإخوان المسلمين قد انتهت. لكن هناك بعض وسائل الإعلام بقت بالحد الأدني من الحرية، مشيرا إلى أن صحيفة الأهرام الحكومية كانت أول من نشرت ضد اقتحام النقابة، وتعاطي الدولة مع الأزمة، معتبرا أن هناك نوعا من الجرأة لا زال موجودا بل ويتصاعد.
هذه الصحف والمواقع مع السيسي في مسائل الأمن القومي، لكن في مسألة الحياة المدنية لديهم رأي آخر.
صحيح أن هذا لا يتم بشكل حر، إذ بإمكانهم انتقاد أجهزة الدولة والتردي الاقتصادي والتدهور المعيشي، بعيدا عن انتقاد شخص الرئيس.
لكن مع ذلك هناك أصوات تتعالى ضد السيسي مطالبة بإعداد خليفة له، ينقذ البلاد من الإفلاس، بحسب المحلل الإسرائيلي الذي استشهد بما قاله المهندس والناشط السياسي ممدوح حمزة، الذي دعا لإسقاط النظام بالنقاط وبصندوق الانتخابات القادم وليس بالضربة القاضية، لمنع حدوث مجازر على حد قوله.
واعتبر محلل القناة للشئون العربية أن الصحفيين والنشطاء السياسيين، وافقوا على إقصاء الإسلام خارج حدود الدولة، لكنهم لم يوافقوا على مبدأ الطاعة الكاملة للسيسي.
اقرأ أيضا:-
الغيطي: " تصحيح المسار" خطط لها صاحب أقذر مهنة في التاريخ "محررو النقابات المهنية" يعلنون مقاطعة فعاليات "تصحيح المسار" في أزمة الصحفيين والداخلية.. الجمعية العمومية تتمسك بمطالبها" فيديو.. أديب: نقابة الصحفيين ستكون تحت الحراسة.. والوضع من سيء لأسوأ هآرتس: السيسي الأسوأ في قمع الصحفيين معركة نقابة الصحفيين.. الرسالة والدلالة