في 2011 انطلقت الثورة الشعبية ضد نظام بشار اﻷسد، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية ومعقدة أغرقت البلاد في فوضى عارمة، وبعد أكثر من خمس سنوات، تبدو المساعي لإنهاء الصراع صعبة المنال، في ظل هذا العنف الذي لم يسبق له مثيل.
صحيفة "ويست فرانس" سلطت الضوء على الدمار الهائل نتيجة القتال في سوريا والذي انطلقت شرارته في مارس2011 ، فمنذ ذلك الحين لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص.
أكثر من 300 ألف قتيل
بحسب آخر إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، فإن عدد ضحايا الحرب في هذا البلد وصل إلى 300 ألف قتيل.
فحتى منتصف سبتمبر ارتفع عدد القتلى إلى 301781 قتيلا، من بينهم 86692 مدنيا، منهم 15099 من الأطفال، وخلال الشهر الأخير فقط قتل 900 شخص على الأقل.
ووفقا للإحصائية ذاتها، فإن عدد المقاتلين المعارضين والقوات الديمقراطية - وهو تحالف يضم عربا وأكراد – الذين لقوا حتفهم في هذا الصراع بلغ 52359 شخصا، فيما بلغت خسائر الجهاديين 52031 بينهم أجانب.
بالنسبة للنظام السوري وحلفائه فقد ارتفعت خسائرهم إلى 107054 شخصا بينهم 59006 جنديا، فيما يوجد 3645 قتيلا لم يتم التعرف عليهم.
وأوضح المرصد أن هذه الإحصائية لا تتضمن آلاف المفقودين مجهولي المصير، كالمعارضين الذين يقبعون في سجون النظام، والقوات الموالية لبشار الأسد الذين سقطوا في قبضة الجماعات المعارضة والجهادية وتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي فبراير 2016، أكد تقرير صادر عن المركز السوري لأبحاث السياسات، وهي منظمة غير حكومية، أن عدد الضحايا الحرب السورية وصل إلى 470 ألفا، مشيرا إلى أن ما يقرب من 11.5 % من السكان السوريين قتلوا أو أصيبوا في هذا الصراع.
ووفقا للمنظمة فإنه يوجد نحو 70000 شخص معرضون للموت جراء العنف وافتقاد الخدمات الصحية والغذاء ومياه الشرب.
أكثر من نصف السكان مشردين
في غضون خمس سنوات، أكثر من نصف السوريين فروا من القتال، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أي أن هناك أكثر من 12 مليون نازح سوري معظمهم داخل البلاد (7.3 مليون).
وذكرت الوكالة الدولية، أن 4.7 مليون فروا للخارج، وخاصة في الدول المجاورة، حيث تعد تركيا ملاذا رئيسيا لهؤلاء المهاجرين، إذ يعيش هناك حوالي 2.8 مليون، لبنان نحو 1.5 مليون نسمة، إضافة إلى الأردن والعراق ومصر، لكن أغلب السوريين يخاطرون بحياتهم للسفر إلى أوروبا.
الأرقام التي نشرت في فبراير 2016 من قبل المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (Ofpra) منذ عام 2011، تشير إلى أنه تم منح أكثر من 10000 من السوريين حق اللجوء.
13 مليونا في حاجة لمساعدات إنسانية
وضع السوريين الذين يعيشون داخل البلاد لا يقل مأساوية عن المشردين، حيث يوجد أكثر من 600 ألف شخص في ثمانية عشر بلدة محاصر مثل حلب، كبرى مدن المتمردين في الشمال، فهؤلاء يعانون من نقص دائم في الغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية، إضافة إلى خطر تعرضهم المستمر للقصف.
في أماكن أخرى، السكان الذين ما زالوا على قيد الحياة وضعهم حرج للغاية، في المجموع يوجد ثلاثة عشر مليون سوري، بينهم ستة ملايين طفل، بحاجة لمساعدات إنسانية، في بلد يتم فيه تدمير المرافق الصحية والمدارس.
ووفقا للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، ما يقرب من 50٪ من المستشفيات دمرت أو تضررت جراء القتال، نصف الأطباء غادروا البلاد، كما انخفض متوسط العمر المتوقع في سوريا من 70 عاما في 2010 إلى 55 عاما في 2015.
وأوضحت دراسة أجرتها الأمم المتحدة، أن 20٪ من المدارس السورية تضررت أو دمرت (من الحضانة إلى الجامعة)، و 18٪ من المدارس احتلها النازحون وأصبحت غير قادر على ممارسة رسالتها التربوية.
الخسائر الاقتصادية.. أكثر من 1000 مليار يورو
اقتصاد سوريا مصاب أيضا بقفر الدم، فإيرادات الضرائب انهارت والبلد يتجه نحو الركود، وفقا لتقرير صادر عن منظمة الرؤية العالمية، وهي منظمة دولية غير حكومية، وبحسب التقرير الذى صدر فى مارس عام 2016، فقدت سوريا أكثر من 4 مليارات يورو في كل شهر من الصراع.
الأضرار التي لحقت بالمنازل، والصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي، والخسائر المباشرة أو غير المباشرة في قطاع النفط والغاز بلغت أكثر من 52 مليار يورو وانخفضت الصادرات 90 ٪ منذ عام 2011 ، ويعتقد خبراء أن الخسائر الاقتصادية للبلاد يمكن أن تزيد عن 1000 مليار دولار إذا استمر النزاع.
وعلى الرغم من عدم انتهاء، يعتقد الخبراء أن الانكماش الاقتصادي في سوريا سيبلغ 625 مليار يورو، ووفقا لهم، على المجتمع الدولي أن ينتبه ويحضر لبرنامج إعادة إعمار سوريا، لمنع تكرار سيناريوهات الفشل في أفغانستان والعراق.
اقرأ أيضا:
الموقف المصري تجاه السوريين.. لا «جديد»! أسوشيتيد برس: سوريا تُخرج الخلاف المصري السعودي للعلن جيش تحرير وطني.. أفضل ما يمكن فعله في سورية سوريا.. صراع النفوذ يشتعل وحلب تدفع الثمن