"لو عاوز روح اشتري من السوق السوداء" .. كلمات أصبحت متداولة تلك الأيام في سوق اﻷدوية في ظل اختفاء المحاليل الملحية وأدوية الأورام والتخدير بمحافظة قنا.
يقول محمود عبد الحميد، موظف بالمعاش: إن هناك مرضى لا يستغنون عن محلول الملح والجلوكوز، مثل مرضى الفشل الكلوي والسكر، لذا من الضروري توفيره بالمستشفيات والصيدليات.
وأضاف عبد الحميد قائلا "إن زوجته أصيبت منذ عدة أيام بهبوط في الدورة الدموية، وحين توجهت بها الي مستشفي دشنا، طلب الطبيب التوجه لأقرب صيدلية لشراء المحلول الملحي لكن لم أجده ، و أخبرني الصيدلي أن هناك نقصًا فى جميع أنواع المحاليل فى المستشفيات وكذلك الصيدليات " .
وتساءل عبده قائلا: "كيف لوزارة الصحة أن تصمت عن عدم توفر المحاليل بجميع أنواعها بالصيدليات منذ شهور، لافتاً إلى أن الصيدليات بدأت بشرائها من السوق السوداء ويتم بيع المحلول بعدما كان سعره 3.5 جنيه ، ووصل سعره لثلاثين جنيهًا .
وأوضح سيد عبد الخالق ، موظف ، إنه توجه من قنا الي اسيوط للبحث عن دواء الأندوكسان ، والذي يتناوله نجله المصاب ، لافتاً الي أن البحث عن الادوية كالبحث عن المخدرات خلال تلك الايام .
ويضيف طبيب صيدلي بقنا – فضل عدم ذكر اسمه – إن بعض مندوبي شركات الادوية اصبحوا كتجار المخدرات يأتون الصيدلية ويعرضون بيع المحاليل الملحية كأنها صنف غير مسموح به قائلا " جاءني أحدهم منذ يومين وارد بيع كرتونة محلول ملحي سعر 30 جنيها للكيس ، علي الرغم من ان سعرها الرسمي لا يتجاوز الاربعة جنيهات " .
من جانبها قالت الدكتورة رانيا حافظ ، مقررة لجنة التعليم المستمر بنقابة الصيادلة بقنا ، أن نقص الأدوية دفع المريض إلى الشراء بأضعاف ثمن الدواء خوفًا من تدهور حالته، مشيرة إلى أن هناك وعودا من مسئولين بالدولة بتوفير تلك الأصناف بأسعار عالية لكن دون تنفيذ لتلك الوعود، متسائلة عن أسباب حجب الدواء عن المريض.
وأشارت إلى أن أحد المستشفيات ألغت قائمة كاملة للعمليات بسبب عدم وجود أدوية مخدرة، مؤكدة أن هذه الأصناف موجودة في السوق السوداء لكن هناك أيادٍ خفية تعبث بسوق الدواء وتعطيش السوق لأصناف بعينها.
في المقابل أوضحت الدكتور حنان مصطفى مقررة لجنة الصناعة لنقابة الصيادلة بجنوب الصعيد ، إنه في بداية نقص الأدوية عانت بعض الشركات من انخفاض قيمة أسعار الأدوية، وطالبت الشركات وزير الصحة بضرورة رفع القيمة مقابل توفير الأصناف ولكن للأسف ما حدث عكس ذلك تمامًا.
وأضافت أن الشركات لم تفِ بوعدها ولم يتم توزيع الأصناف الناقصة في السوق، وفي المقابل تقبل المريض رفع سعر الدواء.
وأشارت "مصطفى" إلى أن هناك أزمة في عدم توفير أدوية منع الحمل والمحاليل والتي من أكثر الأصناف تأثيرًا، مطالبًا النقابة العامة بضرورة الضغط على الشركات من أجل توفير هذه الأصناف.
وأكدت أن نقص المحاليل يمثل أزمة بالنسبة للمواطن القنائي البسيط الذي يبحث عن المحلول وأدوية نقص الحمل والمخ والأعصاب والأدوية الخاصة بالعمليات، لساعات طويلة بسبب عدم توافرها.
وأشار ابراهيم السيد ، صيدلي بقنا ، أن هناك نقص حاد لبعض الأصناف اللازمة لعلاج السرطان واختفاء تام لأدوية أخرى مثل الأندوكسان والهلوكزان ويوروميتكزان، مشيراً إلى أن عقار إندوكسان يدخل فى كل الجرعات الكيماوية وغيابه يؤثر سلبا على كفاءة الجرعة بنسبة40% على الأقل وتضطر مراكز الأورام علي مستوي الجمهورية للبحث عن أى كمية منه أو إعطاء المرضى للدواء من دونه.
كما حذر المركز المصري للحق في الدواء من حدوث مخاطر صحية لمرضى الأورام بسبب عدم وجود الأدوية المكملة للعلاج الكيماوي بسبب ارتفاع أسعار الدولار الأمر الذي ينذر بكارثة.
وطالب المركز في تقرير سابق ، المسؤولين بسرعة التحرك لمنع حدوث وفيات أخرى وحماية أرواح المرضى الأطفال الذين ليس لهم ذنب فيما يحدث.
اقرأ أيضاً :
بالفيديو| الحق في الدواء: مبادرة "صيدلية الشعب" غير هادفة للربح بالفيديو| الحق في الدواء: نستورد أدوية بـ 2.61 مليار دولار سنويًا بالفيديو| رئيس "الحق في العلاج": بالأدلة الحكومة متورطة في افتعال أزمة المحاليل بالفيديو| نقص "فاكتور" يقود مرضى الهيموفيليا لبتر الأقدام رغم زيادة الأسعار.. نقص الأدوية مستمر في قنا غضب بين مرضى الكلى بالغربية لتناقص الأدوية صحة الإسكندرية: مخزون استراتيجي من "اللبن المدعم" يكفي 3 أشهر منى مينا: أزمة نقص المحاليل تهدد حياة المرضى