باحث: ليبيا ساحة نفوذ .. والقبائل وراء عرقلة الحوار

كامل عبدالله باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

قال الباحث المتخصص في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية كامل عبدالله: إن القبائل الليبية كانت أكبر معرقل لأي عملية حوار ليبي خلال المرحلة الانتقالية، وذلك لعدم خبرتها السياسية.

 

وأضاف في حوار لـ"مصر العربية" أن الدولة الليبية ابتعدت عن الأزمات وفوضت القبائل لحلها، وهذا خطأ استراتيجي وقعت فيه ليبيا وساهم في إضعاف دور الدولة وسيطرة القبائل.

 

وأوضح أن القبائل أو العائلات عادة في أي دولة عربية هى مظلة اجتماعية وليست سياسية وعندما نتحدث عن دولة ذات مؤسسات  لابد أن تتعامل مع مختلف أفراد المجتمع بطريقة متساوية.

 

وأشار إلى أن الوضع الليبي الراهن في غاية التعقيد والتشابك، ولا يمكن التنبؤ بأي مسار في ظل حالة السيولة الكبيرة التي يتصف بها المشهد الليبي حاليا مع تعدد الفاعلين السياسيين والعسكريين على الأرض.

 

وإلى نص الحوار..

 

كيف تنظر للوضع العام في ليبيا حاليا؟

الوضع الراهن في غاية التعقيد والتشابك ولا يمكن التنبؤ بأي مسار في ظل حالة السيولة الكبيرة التي يتصف بها المشهد الليبي حاليا مع تعدد الفاعلين السياسيين والعسكريين على الأرض.

 

لماذا تأخر حسم معركة سرت رغم تحرير معظمها؟

لأن الوضع في سرت يعتمد على حرب الشوارع، حيث يستخدم تنظيم داعش القناصة التي يتمركز بعضها أعلي البنايات والبعض الآخر متنقل من مكان لآخر من أجل تشتيت انتباه القوات الليبية، ما جعل المعركة تتحول لحرب استنزاف في ظل ضعف أسلحة البنيان المرصوص.

 

هل تعتقد أن الحوار يمكن أن يحل الأزمة الليبية بعد سيطرة لغة السلاح؟

أولا وأخيراً سيظل الحوار هو المسار السياسي الرئيسي الذي لابد منه لجمع شتات الفرقاء الليبيين، وطالما طال الزمن أو قصر لابد أن يجلس الفرقاء على طاولة الحوار، فالحرب تبدأ بخلاف وتنتهي بحوار وما.

 

هل ترى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر يتخذ موقفا حياديا بين الفرقاء؟

من الواضح أن القوى المعنية بإدارة الأزمة في ليبيا مستفيدة من حالة الصراع الليبي، وبشكل عام دورالأمم المتحدة في ليبيا مازال يشوبه الكثير من الفتور خاصة في التعامل مع أطراف الأزمة على الأرض ولم تستطع حتى الآن جمع القوى الفاعلة الأساسية والمسلحين على طاولة حوار واحدة، وأعتقد إذا نجح مبعوث الأمم المتحد في جمع الفرقاء فسيكون قد وصل إلى نهاية طريق الحرب..

 

وإذا لم يتمكن كوبلر من إقناع جميع الأطراف المسلحة وعلى رأسهم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي، وقوات الكرامة بقيادة الجنرال خليفة حفتر، وفى الغرب قوات مصراته، وقوات الزنتان، وفى الجنوب بين التبو والطوارق، وفى سبها أولاد سليمان،والتبو،والقدادسة، والمجارحة هذه المجموعات إن لم يجري إقناعها بالجلوس للحوار ستتمدد الحرب الأهلية لمناطق ليست فى الحسبان وهو ما سيزيد من تعقيد الأزمة.

 

وهل ترى أن المبادرات الدولية والإقليمية ستساهم في حل الأزمة الليبية؟

ليبيا تحولت لساحة تنافس لقوى إقليمية وأخرى دولية، فمنهم من يتدخل بالمبادرات والتي لم تؤت بأية ثمار لها ولن تؤتي طالما لم تتوفر النية الصادقة، ومنهم من يصعد من خلال الوكلاء المحليين على سبيل المثال هناك بعد الأطراف الدولية تصعد على الأرض في ليبيا من خلال رفع وتيرة الدعم المقدم لوكلائهم فهذا لن ينجح أي مبادرات دولية لجمع الفرقاء على الإطلاق..

 

كما أن هناك في ليبيا اتجاه نحو الانتقام ولابد قبل الحديث عن نجاح أي مبادرة أن نضع حد للتطلعات الثأرية الموجودة لدى البعض، ولابد أن يكون هناك تعاون وتفاهم بين تلك القوى.

 

وكيف ترى مبادرة الصلح التي عرضتها الجزائر على ليبيا؟

جميع المبادرات الحالية لم تتخط حيز الحديث لا أكثر، لكن آليات تنفيذها ومكوناتها وتفاصيلها لم يفصح عنها حتى الآن، فالحديث عن تجارب المصالحة في دولة ما قد يكون غير قابل للتنفيذ في دولة اخرى نظراً لاختلاف الأطراف الفاعلين في كل دولة، كما أن الداخل الليبي نفسه كالقبائل لم تنجح في استقطاب الفرقاء الليبيين لإجراء مصالحة..

 

وأصبح الحديث عن المبادرات استهلاك للحديث، فبشكل عام إذا لم يتم تحديد كيفية المصالحة، وكيفية تطبيقها على أرض الواقع دون استثناء أي طرف، مع الحصول على تعهدات وضمانات من مختلف الأطراف سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية بضرورة القطع باليوم السابق للمصالحة وبدون ما سبق سيظل الصراع مشتعل طوال الوقت.

 

 ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به القبائل في حل الأزمة الليبية؟

القبائل هى مظلة اجتماعية وليست سياسية وعندما نتحدث عن دولة ذات مؤسسات لابد أن تتعامل مع مختلف أفراد المجتمع بطريقة متساوية، بحيث لا يتمنح قبيلة دون أخرى امتيازات، والحديث عن تسوية من خلال القبائل الليبية يعني أن الأزمة ستعود من جديد ولن تحل إلى الأبد، لأن بناء دولة ذات مؤسسات لا يكون من خلال قبيلة.

 

واتضح خلال المرحلة الانتقالية أن القبائل كانت أحد معوقات أي حوار ليبي، وذلك لأن الدول تركت لهم المجال وابتعدت عن حل الأزمات وتركته للقبائل والتي ليس لديها أي حس سياسي في التعامل مع تلك الأزمات وهو ما فاقم تلك الأزمات بل وساهمت في إضعاف دور الدولة وهذا رأيناه في أزمة الهلال النفطي، رأينا قبائل في شرق ليبيا تتقاسم النفط وحجتها أن كل قبيلة لديها امتيازات سواء من خلال سيطرة على وزارة معينة أو البرلمان كل ماسبق خطأ كبير وقعت فيه ليبيا وأضعف الدولة.  

 

اقرأ أيضًا:

متخصص بالشأن الليبي: معركة سرت استنزاف والغرب هو المستفيد متحدث "البنيان المرصوص": المعركة ضد "داعش" شارفت على النهاية بـ "التجربة الجزائرية".. هل تعبر ليبيا نفق الانقسام؟

مقالات متعلقة