من جديد عادت دعوات دول غربية وعربية تطالب بمثول ومحاكمة رأس النظام السوري بشار الأسد أمام الجنائية الدولية، باعتباره مجرم حرب.
الدعوات الغربية ترأستها فرنسا، والتي أكدت عبر وزير خارجيتها جون مارك أيرولت، والذي قال قبل يومين، إن بلاده ستطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب محتملة في سوريا.
وقال أيرولت -في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر"، سنجري اتصالا بالمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية لنرى كيف يمكنها إجراء هذه التحقيقات.. فمن الواضح أن هناك جرائم حرب في سوريا و لابد من تحديد المسؤولين عنها".
قصف الأسد لحلب
وأضاف أيرولت أن الرئيس الفرنسي أولاند، حال استقباله لنظيره الروسي في 19 من أكتوبر الحالى بباريس، سيطرح حقائق لبحث الخروج من الوضع الراهن في سوريا وتوعية روسيا بأنها بصدد سلك طريق خطير.
مطالبات فرنسا سبقها أخرى سعودية وقطرية، رسمية وغير رسمية، وثالثة من هيئة المفاوضات السورية والتي دعت الجامعة العربية بإحالة نظام "الأسد" وحلفائه إلى المحاكمة الدولية. وكذلك المنظمة الإسلامية والتي طالبت أيضا قبل أيام بمحاكمة الأسد.
"مصر العربية" من جانبها طرحت سؤالا على خبراء القانوني الجنائي والدولي، هل يمثل الأسد أمام الجنائية الدولية؟، وكيف يمكن تحريك القضية دوليا؟
الدكتور مصطفى السعداوي أستاذ القانون الجنائي قال، إن رأس النظام السوري لن يحاكم أمام الجنائية الدولية، إذا استمرت روسيا في دعمه كما هو الآن، مضيفا أنه إذا تقدمت أي دولة بدعوى قضائية لمحاكمة الأسد أمام الجنائية الدولية، فلا يمكن تحريك الدعوى إلا بعد مرورها على مجلس الأمن، وبالتالي في تلك المرحلة سيستخدم الروس حق الفيتو، وسيبطل الإجراء.
وأوضح الخبير القانوني لـ"مصر العربية" أن ما أثارته دول غربية وعربية بشأن محاكمة الروس والأسد جنائيًا، من أجل لي ذراع الروس ليس أكثر.
وتابع: القانون الفرنسي وتعديلاته الأخيرة يعطي الحق في محاسبة الفرنسيين أو غيرهم إذا ما حدث خرق للاتفاقيات التي تنص على مناهضة التعذيب والاختفاء القسري، ففرنسا قادرة على محاكمة الأسد على أراضيها وفي محاكمها الوطنية دون الرجوع لمجلس الأمن، وإذا ما أدين الأسد، يتم إخبار الإنتربول بالقبض عليه.
وأنهى السعداوي كلامه، الأسد استأجر قاتل لمساعدته في قتل وإبادة الشعب السوري وهو بوتين روسيا، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا يهمه أطفال ولا نساء سوريا.
معارك في سوريا
بدوره، قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن فرنسا لديها القدرة على تحويل النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح سلامة في تصريحات سابقة لـ "مصر العربية"، إن فرنسا يحق لها تحويل النظام السوري للمحكمة الجنائية الدولية مباشرة دون اللجوء لمجلس الأمن، رغم عدم توقيع سوريا على القوانين الخاصة بالمحكمة، وعدم انضمامها لعضويتها، وذلك لوجود قوات فرنسية داخل الأراضي السورية بقرار من الأمم المتحدة.
وأضاف سلامة، أنه يحق لفرنسا في حالة تعرض هذه القوات لانتهاكات وجرائم حرب أن تطلب من الجنائية الدولية مباشرة التحقيق في تلك الجرائم.
وأوضح، أن التهديد الفرنسي باللجوء للجنائية الدولية، يمثل نقلة نوعية في مواجهة النظام السوري ، بسبب أن الأخير كان يعتمد على صعوبة تحويله إلى الجنائية الدولية لاعتقاده بأنه ليس عضوا بالمحكمة ويجب أن تحال عبر موافقة الدول الخمس الكبرى صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الأمن بما يعني تفريغ القرار من مضمونه لأن روسيا ستستخدم الفيتو لوقفه، أما بعد التهديد الفرنسي فإن فرنسا ستلجأ مباشرة دون الحاجة لتصويت جماعي من مجلس الأمن.
سوريا تموت
في حين رأى، المحامي والحقوقي السوري زياد الطائي، أنّ محاكمة الأسد جنائيا ليس بالأمر السهل، فالأسد وخلفاؤه الداعمون له مثل روسيا وإيران والعراق وبعض البلدان الغربية، يريدون استمراره في قتل السوريين لأكبر وقت، وبالتالي سيقفون ضد أية دعوات من هذا القبيل.
وأوضح الحقوقي السوري لـ"مصر العربية" أن الفيتو الروسي هو سيف الأسد على رقاب المدنيين السوريين، وبالتالي لن يتمكن أحد من محاكمة الأسد طالما أن روسيا تسانده، قائلا: "محاكمة الأسد تعني محاكمة روسيا، فمن قام بغالبية المجازر لأكثر من عام هم الروس، ألقوا الآلاف من القنابل المحرمة وجربوا أسلحتهم المحظورة أمام الجميع.
وأشار الطائي إلى أن المجتمع الدولي عاجز أمام محاكمة قاتل شهد الجميع جرائمه.
وتشن الطائرات الروسية ضربات جوية منذ 30 سبتمبر قبل الماضي على مواقع للمعارضة السورية ومناطق مدنية، ما تسبب بوقوع آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، ودمار كبير لحق في الممتلكات والأبنية السكنية.
وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ 6 سنوات بين رأس النظام السوري بشار الأسد، قوى الثورة السورية، والعديد من المجموعات والفصائل المسلحة، أسفرت حتى الآن وفقاً للإحصائيات، عن سقوط قرابة 400 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح الملايين من السوريين داخل سوريا ولجوء مثلهم خارجها، وتدمير غالبية المناطق السكنية والمشافي الصحية.
اقرأ أيضا:
عسكري سوري معارض لمصر العربية: لم يبق مسجد أو مشفى في حلب 5 سنوات من الحرب في سوريا.. الحصيلة مرعبة أطباء بلا حدود يطالبون بممر آمن للعودة إلى حلب المعارضة السورية: رحيل الأسد هو مفتاح الحل