بالصور| العداد المقلوب حيلة سائقي التاكسي بقنا للهروب من التعريفة

عداد التاكسي الأخضر والأحمر

 

"العداد المقلوب".. هكذا كانت حيلة عدد من سائقي التاكسي بمحافظة قنا، للهروب من تعريفة الأجرة، ما دفع المواطنين للشكوى من استغلال السائقين وافتعالهم للأزمات، وهو ما برره السائقون بأنهم لجأوا إلى تلك الحيلة بسبب غلاء وارتفاع الأسعار خاصة الوقود والزيوت وقطع غيار

 

"مصر العربية" رصدت شكاوى المواطنين من ركاب التاكسي وسائقيه، الذين أكدوا أنهم يعتمدون على ما وصفوه بـ "استغفال الزبون"، حتى يتسنى لهم الحصول على أجرة عالية تواكب غلاء الأسعار.

 

 

 يقول عبيد .ج ، سائق تاكسي ، إن طول المسافات وارتفاع الاسعار والاقساط الشهرية علي السيارة ، ناهيك عن مستلزمات التاكسي الشبه اسبوعية دفعت الكثير من السائقين للجوء إلى فك شفرة عداد التاكسي ، حتي يصل سعر البنديرة إلى الضعف دون أن يدري الراكب ماذا حدث ويضطر أن يدفع دون مشادات كما كانت تحدث من قبل .

 

 وأضاف عبيد أن هناك أشخاصًا متخصصين في فك شفرة العدادات منتشرين في جميع مراكز المحافظة وتجدهم داخل ورش كهرباء السيارات كل منهم متخصص في نوع معين من العدادات واسهلهم هو العداد الرمادي والموجود في السيارات الحديثة والتي تجد فيه حصان صغير يجري كلما تحركت السيارة.

 

 ويشير أحمد .ع ، سائق تاكسي ، إلى أنه رفض فكرة قلب العداد في البداية لكنه تفاجئ بأن الموضوع انتشر بطريقة كبيرة دون أن يدري احد والزبون والمرور لا يستطيعون اثبات ذلك فاضطررت لتقلبه نظراً لظروف الحياه وارتفاع الاسعار في كل شيء .

 

 وشرح أحمد كيفية تطبيق "قلب العداد " قائلا : "العداد يبدأ بسعر موحد هو 2,5  ، ثم جنيه للكيلومتر الأول وعشرة قروش في حالة الانتظار ، وهكذا الحال إلى نهاية الطريق ، مضيفاً أن الجزء المسؤول عن حساب القيمة هو جزء صغير داخل العداد يطلق عليه "IC"، هذا الجزء يشبه شريحة الموبايل، يتم فكه وتوصيله بجهاز آخر وتعديل قراءاته بحيث يكون حساب كيلو متر بالسعر الرسمي جنيه ويطلب السائق تزويده ليصبح جنيه ونصف أو جنيه و 75 قرشًا.

 

 والتقت "مصرالعربية" بأحد فنيي صيانة العدادات بمدينة قنا والذي فضل عدم ذكر اسمه ، وقال إن هناك نوعين منتشرين بين سيارات التاكسي في قنا وهو العداد الأخضر او كما يطلق عليه السائقين "العداد الحصان" لان بداخل حصان صغير يجري كلما تحركت السيارة وهو موجود في السيارات "الفيرنا " والسيارات ذاك الماركة القديمة ، وهذا يتطلب بعض الوقت لفك شفراته .

 

 وأضاف أن هناك العداد الأحمر والذي أصبح يتداوله غالبية السائقين وهو "العداد الاحمر" ، لانه سهل في فك شفرته وصعب على الزبون يكشفه بسهولة .

 

وأوضح أن عملية فك شفرة العداد تتم بطريقة حسابية معقدة مع استخدام برامج علي الكمبيوتر وتظبيط مفكات قائلا : " الغلطة بفورة لو العداد فوت منك خلاص بالسلامة " مازحاً : "شوفت نبيل الحلفاوي في فيلم الطريق الي ايلات وهو بيحفر عشان يركب الجهاز في القنبلة وخايف لينفجر اهو احنا بنعمل كده بنخاف ليبوظ ويترمي"  .

 

 ويتابع قائلا: " كل ما سائق التاكسي بيحب يرفع في التعريفة ممكن امره يتكشف للزبون لانه استحالة في مسائفة لا تتعدي 600 متر تقول للزبون انت كده قطعت كيلو" ، مضيفاً أن اجرته في تغيير العداد كانت بـ 80 جنيهاً لكن اصبحت حالياً بمائة وخمسون جنيهاً ، نظراً للاقبال الكبير من سائقي التاكسي .

 

في المقابل يشير مصطفي عبد الرحيم ، فني صيانة عدادات ، الي أنه يرفض هذه الفكرة منذ البداية كونها يدخل الشخص مالاً حراماً علي بيته ، مضيفاً أنه في ظل تراخي رجال المرور في الكشف عن العدادات والاكتفاء بالنظر في التاكسي علي الطرقات ويراه يعمل ، بذلك أدي عمله

 

وأكد عبد الرحيم أن رجال المرور مطالبين خلال تجديد الرخصة للسائقين في وحدة المرور بقنا بالكشف علي العداد من خلال قيادة احد افراد المرور للتاكسي داخل الوحدة ، وحين سيكتشف أن "العداد مقلوب" او سليم ، والمخالف لا يتم تجديد الرخصة له .

 

وحاولت "مصر العربية" التواصل مع مدير ادارة المرور بقنا هاتفياً لكن دون رد ،وكانت مرور قنا شنت عدة حملات مكثفة خلال الايام الماضية وقامت بتوزيع منشورات علي المواطنين وسائقي التاكسي للتعريف بحقوقهم وواجباتهم ، والابلاغ عن اي استغلال يقوم به السائقين ورفع الاجرة عن التعريفة المقررة ، ومطالبتهم بتشغيل العداد ، وعدم الاستسلام لنظام الأجرة العشوائية .

 

 

 

مقالات متعلقة