بعد اﻹطاحة به من السلطة قبل نحو خمس سنوات، يحاول "العنقاء” الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح العودة من جديد إلى الحكم، لكن هذه المرة من خلال نجله.
في يوليو الماضي، أعلن المتمردون الحوثيون (الذي يقطنون شمال البلاد) ﻹقامة تحالف مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه من أجل تشكيل مجلس سياسي جديد يتكون من 10 أعضاء، بهدف حكم البلاد، كما تقول صحيفة "لا كروا” الفرنسية.
كان الغرض من هذا التحالف مواجهة الهجوم العسكري من قبل الجارة السعودية؛ لإعادة حليفها الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء، لكن القصف المستمر لجيش التحالف، الذي تقوده الرياض، لم ينجح في وقف تقدم المتمردين الذين يسيطرون على الأرض منذ 2014.
عنقاء
ووفقا للأساطير القديمة عندما تقترب ساعة موت العنقاء يعمد إلى إقامة عشّه من أغصان الأشجار ومن ثم يضرم في العش النار حتى يحترق في لهيبها، وبعد مرور ثلاثة أيام على عملية الانتحار تلك، ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد.
فبعد أن نجا بالطرد من السلطة، من العقوبات والحرب الأهلية والاغتيالات، أصبح علي عبد الله صالح، مثل طائر العنقاء الذي ينهض من رماده، حيث عاد من خلال تحالفه مع الحوثيين، الشيعة الزيدية، الذين كانوا أعدائه لفترة طويلة.
فهذا الرجل يملك حياة طويلة من الاضراب، في عام 1958 التحق بالجيش اليمني، وحارب جنبا إلى جنب مع المصريين ضد الملكيين الزيدية، المدعمون عام 1960 من قبل السعوديين.
في 1978، أصبح رئيسا لليمن الشمالي، بعد اغتيال سلفه أحمد بن حسين الغشمي، من قبل قيادة الحزب الاشتراكي في جنوب البلاد.
رجل محبوب
صالح الوحيد على قيد الحياة الذي نجا من عدة محاولات انقلابية، وعقب سقوط الاتحاد السوفياتي، جعل توحيده لشمال وجنوب اليمن عام 1990، رجل ذو شعبية ومحبوب.
عندما غزا صدام حسين الكويت، دعم الرئيس صالح الرئيس العراقي لاستعادة السيطرة على الأقاليم التي فقدتها اليمن لصالح المملكة العربية السعودية خلال الحرب بين البلدين عام 1934.
ولمعاقبته على ذلك، طردت الرياض ما يقرب من مليون عامل يمني وأسرهم من أراضيها، على أمل حدوث انقلاب ضد الرئيس صالح الذي نجا من هذه الأزمة أيضا.
مرة أخرى عام 1994، لكن بلا جدوى، دعم السعوديون حرب العصابات الماركسية بجنوب اليمن، في محاولته لاستعادة الاستقلال، وفي النهاية أصبح الرئيس صالح حليفا لجورج دبليو بوش عندما قال إنه يريد محاربة تنظيم القاعدة.
الحلفاء أعداءفي 2011، وصل الربيع العربي لليمن، وطالب الثوار باستقالة صالح، وفي يونيو من ذلك العام تعرض لهجوم في إحدى المساجد وأصيب بجروح خطيرة، عولج منها في السعودية والولايات المتحدة، واضطر إلى ترك منصبه لنائبه عبد ربه منصور هادي، بعد التوصل الى اتفاق سياسي عام 2012 رتبه السعوديون، وضمن له في المقابل حصانة مدى الحياة.
ورغم أنه لم يعد يسمع جيدا، لا يزال صالح يحظى بدعم داخل الحرس الجمهوري وسلاح الطيران، ومن أجل العودة إلى اللعبة السياسية مجددا، لا يتردد في التحالف مع أعدائه السابقين، الحوثيون ضد السعوديون، وهذه المرة بهدف تأمين سلالته، من خلال تعيين ابنه أحمد علي ( 42 عاما) رئيسا لليمن.