منع مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، اليوم السبت، وفد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من دخول مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، حسبما قال مصدر إغاثي.
جاء ذلك في تصريحات نشوان الحسامي، العضو في ائتلاف الإغاثة الإنسانية (منظمة محلية تتألف من أكثر من 100 منظمة ومبادرة وجمعية في تعز)
وكان من المقرر أن يصل وفد المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إلى مقر السلطات المحلية للمدينة المُحاصرة، ظهر اليوم، من أجل الاطّلاع على الأوضاع الإنسانية والصحية، لكن الحوثيون منعوهم من الدخول، بحسب ما المصدر الإغاثي.
ومنذ عدة أشهر، يحاصر "الحوثيون" وقوات صالح مدينة "تعز" من منطقة الحوبان في الشمال، والربيعي في الشرق، فيما تحدها السلاسل الجبلية من الجنوب.
وما يزال معبر غراب الواقع غربي المدينة، مغلقاً من قِبل الحوثيين وقوات صالح، ومنذ أواخر أغسطس، يمنعون دخول وخروج المدنيين والمواد الإغاثية والتموينية عبر المعبر بشكل نهائي.
وأوضح المصدر، أن الحوثيين أجبروا الوفد الأممي على عبور طريق فرعي في بادئ الأمر، عوضاً عن الطريق الرئيسي في منطقة الربيعي شرقي المدينة.
وأضاف أنه "رغم أن الحوثيين أجبروا وفد اليونيسف على عبور الطريق الرابط بين الأقروض والمسراخ، إلا أن مسلحين آخرين تابعين لهم منعوا الوفد من إكمال طريقه".
وكانت الحكومة اليمنية قد اشترطت رفع الحصار عن مدينة تعز، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للالتزام بالهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.
ولم يتسن لحصول على تعليق من "الحوثيين" حول ما أورده المصدر.
والهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، فجر الثلاثاء الماضي، دخلت حيز التنفيذ ليل الأربعاء/الخميس الماضيين.
وأعلنت الحكومة اليمنية والتحالف العربي، بقيادة السعودية، الداعم لها، الالتزام بها، وعلى نفس المنوال جاء إعلان الحوثيين.
وإذا ما نجحت الهدنة في الحد من الأعمال القتالية، سيتم تمديدها لمدة 72 ساعة أخرى، على أن يعقبها إعلان المبعوث الأممي عن دعوة طرفي النزاع اليمني (الحكومة من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى) للالتئام مجددًا على طاولة مشاورات جديدة، وفق مصادر حكومية.
ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى.
وخلفت الحرب أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلا عن نزوح أكثر من ثلاثة ملايين يمني في الداخل.
ومنذ 26 مارس 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين وقوات صالح، استجابة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية"، في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة.