بروفايل| فتح الله محروس .. نصير الشقيانين يرتاح في مثواه الأخير

المناضل العمالي الراحل فتح الله محروس

بعد 70 عاما من  مسيرة  كفاحية ضد المحتلين و نضال متواصل  من أجل  الحصول  على  حقوق  العمال  التي تضمن  لهم حياة كريمة، توفى اليوم السبت، القيادي العمالي فتح الله محروس عن  عمر يناهز  80 عاما.

 

 

ولد القيادي العمالي  في 7 أكتوبر 1936 لأسرة هاجرت  من قرية  الحجيرات بمحافظة قنا واستقرت في الإسكندرية حياته في معسكرات الجيش الإنجليزي ينقل الفحم.

 

 

  لكنه التحم مع التظاهرات المطالبة بجلاء الإنجليز في 1946 وأمسك لأول مرة وهو ابن العشر سنوات "جردل بويا أحمر" لينقش هتافات  المتظاهرين على جدران المعكسر.

 

 

أربعة أعوام  فقط  كانت كافية  ليشترك  الصبي  فتح الله محروس في إضراب مصنع الطويل عام 1950 عام و نجح حينها في إيقاف مسؤول الوردية الصباحية  عن  تشغيل المصنع  رغما  عن العمال  .   

 وقف محروس ابن الـ17 عاما لأول مرة  أمام المحكمة العسكرية العليا بتهمة  قلب نظام  الحكم  و نشر الشيوعية  في 1954 و  أفرج  الرئيس الراحل  جمال  عبد الناصر  عنه  بعد مرور 18 شهرا  قضاهم  في سجني الحضرة  وأبو زعبل. 

 

 

يقول  إلهامي المرغني - باحث  في الشأن العمالي- إن القيادي العمالي  الراحل قضى معظم حياته العملية  في قطاع الغزل والنسيج يتنقل من مصنع  لأخر.

 

 

يضيف المرغني لـ"مصر العربية" أن المطاف انتهى بالمناضل العمالي اسمه وبياناته معلقة في مكاتب الأمن  بشركات  الغزل و النسيج  في الإسكندرية .

 

 

 يوضح الباحث في الشأن العمالي أن عم فتح الله كان له موقف واضح من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر لكنه فكر في حل غير تقليدي وهو أن قانون النقابات يسمح بانتخاب مندوبين للعنابر والأقسام فدعى لذلك.

 

 

 و من ثم  تشكل مؤتمر مندوبين الغزل والنسيج  الذي ظل يعقد اجتمعات دورية وبلور برنامج متميز لمشاكل قطاع الغزل والنسيج إلى أن اعتقل فتح الله وقادة المؤتمر، بحسب إلهامي الميرغني.

 

 

وانضم عم فتح الله الذي لم يلتحق بالتعليم النظامي مبكرا بصفوف الحركة  الشيوعية ،حيث كان عضوا في حزب العمال والفلاحين في أواخر الأربعينيات. 

 

 

بعدعودة فتح الله محروس من حرب اليمن في 1962 ، وجد الأحزاب الشيوعية حلت نفسها ولكنه لم يستسلم فشكل حلقة عمالية في الإسكندرية وظل يضم إليها طلبة ومثقفين إلى أن اندمجت في التنظيم الشيوعي المصري.

 

 

وفي 1974 اُتهم محروس للمرة الثانية  بقلب نظام الحكم  و ظل 22 شهرا بسجن الحضرة بالإسكندرية.  

خرج فتح الله من المعتقل ليجد نفسه مفصولا من العمل، فقرر أن يبدأ عملا جديدا فاشتغل حداد مسلح واستمر كعضو لجنة مركزية  ومكتب سياسي بحزب العمال وعضو هيئة التحرير  جريدة  "الإنتفاض" الناطقة باسم الحزب إلى أن تمت تصفية  الحزب  في التسعينات. 

 

 

 لم يتوقف  فتح الله  الذي  يصفه  زملائه بالعامل  المشاغب، فكان عضوا في لجنة الدفاع عن القطاع العام ومؤسس لمركز العدالة  ثم شارك  في تأسيس اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية منذ عام 2001 وحتى ثورة 25 يناير. 

 

 

وبعد ثورة 25 يناير كان فتح الله من مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وعضوا بلجنته المركزية منذ تأسيسه وحتي رحيله، بحسب إلهامي الميرغني. 

 

 

وعقب انتشار تأسيس النقابات المستقلة ، بعد ثورة يناير دعى لتأسيس المؤتمر الدائم لعمال إسكندرية كمنبر مستقل للنقابات المستقلة في الإسكندرية وظل رئيسا  شرفيا  له حتى رحيله. 

 

 

يقول إلهامي الميرغني الذي يعد أحد تلامذة  المناضل  الراحل  إن فتح الله محروس نموذج للشقيان المهموم بطبقته منذ قدومه إلى الحياةوحتى رحل عنها. 

 

 

اختتم فتح الله محروس مسيرته النضالية  في 14 أكتوبر الجاري  بإدارة لقاء مع العمال والمهتمين بالشأن العمالي في الإسكندرية حول مساوئ قانون التنظيمات النقابية  الذي أعدته الحكومة مؤخرا لآنه ظل مؤمن لأخر  يوم في حياته أن الحق  في التنظيم المدخل الوحيد للعمال لتحسين أحوالهم.        

مقالات متعلقة