هشام جعفر.. قصة عام بسجن العقرب لـ شيخ اﻹصلاحيين

هشام جعفر

"يكفيني أن أعُرف بكوني زوجة شيخ الإصلاحيين، هشام جعفر، أنا زوجة هذا الرجل الصامد الذي تغلب وتحدى عقبات كثيرة"، تلك كلمات زوجة جعفر  منار طنطاوي.

 

مر  عام على احتجاز هشام جعفر، الصحفي وعضو نقابة الصحفيين، في سجن العقرب محبوساً احتياطياً، يعاني أمراض دون علاج، منذ اقتحام مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية والقبض عليه في 21 أكتوبر 2015.

 

يومين اختفى فيهم قسرياً، وضع اليوم الأول في مقر الأمن الوطني بمدينة 6 أكتوبر ونقل اليوم الثاني لسجن الجيزة المركزي، إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة ليخضع للتحقيق لمدة 8 ساعات، مواجهاً تهم "الانضمام لجماعة الإخوان والرشوة الدولية"، بحسب محمد الباقر، المحامي الذي حضر معه التحقيق، موضحاً أنه بقى يوم ونصف بغمامة على عينيه ومقيد اليدين.

 

وَضع جعفر بسجن العقرب، لم تتمكن أسرته من رؤيته في أول شهرين ورفضت 8 طلبات قدمتها زوجته لزيارته وكذلك طلبات محاميه، فضلا عن رفض إدخال الطعام والملابس ونظارته الطبية "الميكروسكوبية" حتى الآن، التي تم التحفظ عليها في نيابة أمن الدولة، ولا يعلم أحد مصيرها حتى الأمن، الأمر الذي تسبب في ضمور العصب البصري له، بحسب زوجته، خاصة أنه كان يتناول فيتامينات للحفاظ على عصب العين بعد ضمور عصب لديه لكن في سجن العقرب "اعتبروا الفيتامينات رفاهية ورفضوا دخولها"، هكذا تعلق زوجته.

 

حمل ذلك العام تدهوراً في حالته الصحية، خاصة بعد إصابته بتضخم في البروستاتا وضمور بالعصب البصري، ورفض إدارة السجن طلبات علاجه على نفقه أسرته لإجراءه جراحة عاجلة أقر الأطباء حاجته لها، وعلى الرغم من تحديد 3 مواعيد لإجرائها بمستشفى المنيل الجامعي لم يٌنقل بحجة "دواع أمنية"، وبعد تدهور حالته نٌقل لعنبر المعتقلين بمستشفى القصر العيني.

 

أعيد جعفر لسجن العقرب دون تلقي العلاج، بتقرير مزور، -كما تصفه زوجته- بأن حالته الصحية جيدة ولا حاجة لوضعه في المستشفى، كان ذلك في 22 أغسطس بعد 3 أيام من إضرابه عن الطعام احتجاجاً على حرامنه من العلاج ومنع دخول الأدوية له.

 

في صباح 24 أغسطس الماضي ظهر هشام جعفر في جلسة تجديد حبسه بقسطرة طبية وضعت له في المستشفى دون استكمال علاجه.

 

"صاحب بصمة في الدعوة للحوار والتسامح" هكذا يُصف هشام جعفر، بعد عمله على وثيقة "تقوية المجال السياسي الديمقراطي في مصر"،  قبل القبض عليه، والتي اعتبرها البعض سبباً في حبسه، فجمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان يعلق: "هشام جعفر داعية تسامح إصلاحي، كان يرى أنه ليس هناك مشكلة أن يحتوي المجتمع خلافات، الأهم أن يعلم كيف يديره، خشيت الدولة وثيقة التسامح التي دعا لها فقبضوا عليه".

 

لم يتخل جعفر عن إيمانه بأفكاره رغم انتظاره تصحيح الدولة لهذا الخطأ وأن تفرج عنه، لكن انتظاره من دون جدوى، يجلس في زنزانته مرسلاً برسالة قبل أيام إلى نجله: "إياك يا بني أن تزرع فيهم كره هذا الوطن، إياك يا بني أن تدعهم يفقدوا الانتماء إليه أو يفقدوا الرغبة في ذلك، إياك وإياك، ازرع بداخلهم هذا الوطن لا تجعله يخرج من قلوبهم، إن كفرت أو كفروا فحينها سأتيقن أن ضريبة سجني ذهبت سدي، أنا لم ولن أكفر فلا تدعهم يكفروا به".

 

مقالات متعلقة