أطاحت أحداث هروب 6 مساجين من سجن المستقبل بالإسماعيلية بخمسة قيادات أمنية رفيعة المستوى داخل المحافظة وألقت بنحو 16 من رجال الشرطة بينهم 5 ضباط في الحبس على ذمة القضية. بدأت الأحداث مساء الخميس الماضي بهروب 6 من المحتجزين بالسجن من العناصر شديدة الخطورة مما تسبب عنه مقتل ضابط شرطة ومواطن وإصابة شرطي أثناء المطاردات الأمنية مع الهاربين في المنطقة المحيطة بالسجن .
الواقعة وما يشوبها من إهمال وتورط لعناصر شرطية حسب تحقيقات النيابة تسببت في مقتل 2 وإصابة آخر كانت كفيلة بإستبعاد 5 قيادات أمنية رفيعة المستوى من مناصبهم بقرار من وزير الداخلية وعلى رأسهم مدير أمن الإسماعيلية اللواء علي العزازي وحكمدار المديرية ومفتشا الأمن الوطني والأمن العام ومدير المباحث الجنائية .
الإهمال الجسيم والإخلال بواجبات الوظيفة هو الاتهام الرئيسي الذي وجهته النيابة العامة لـ 16 من رجال الشرطة وعلى أساسه تم حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات . ومن بين المحتجزين 5 ضباط وهم مأمور السجن ورئيس مباحث السجن ومعاون مباحث السجن ومشرف الخدمات بالسجن ومعاون وضابط نوبتجي السجن بالإضافة لـ11 فردًا وأمين شرطة من القوة الأمنية المكلفة بتأمين السجن .
6 مشاهد كشفتها تحقيقات النيابة وتقارير المعمل الجنائي أكدت الإهمال الجسيم بين القوة الشرطية ولخصت نسبياً مشهد الهروب وإن كانت هناك بعض الوقائع التي لم تفصح عنها تحقيقات النيابة حتى الآن.
أول هذه الحقائق، بحسب ما أوردته تحقيقات النيابة، كانت رصد النيابة لفوارغ طلقات داخل وخارج السجن أثناء أحداث الهروب تبين إنها لأسلحة ألية وبتكثيف التحريات ومع إعترافات أحد المتهمين الهاربين الذين تمكنت أجهزة الأمن من إلقاء القبض عليه تبين تورط عناصر شرطية من داخل السجن في إدخال أسلحة ألية للجناة مكنتهم من الهروب وسهلت لهم عملية الهروب وتسببت في مقتل ضابط شرطة ومواطن وإصابة شرطي.
الحقيقة الثانية هي ما أكده تقرير المعمل الجنائي بتعطل كاميرات المراقبة داخل السجن منذ عامين وهو ما أكدته تحقيقات النيابة مع القوة الأمنية المسئولة عن تأمين السجن .وأعتبره فريق النيابة القائم بالتحقيق إهمالاً جسيماً. وفقًا لتحقيقات النيابة.
الحقيقة الثالثة طبقاً لأقوال مأمور السجن التي أدلى بها أمام النيابة العامة أن القوة التأمينية للسجن غير كافية لتولي أعمال التأمين وأن المديرية لديها علم بهذا الأمر ولكنها لم تتخذ أية إجراءات.
الحقيقة الرابعة أن تحقيقات النيابة مع عدد من السجناء كشفت عن قصور في إجراءات التأمين الخاصة بدخول وخروج سيارات الترحيلات . كذلك وجود تليفونات محمولة مع السجناء مما سهل لهم عملية الإتصال بالخارج والإتفاق معهم على الهروب.
الحقيقة الخامسة أن المتهمين الهاربين بينهم 3 عناصرشديدة الخطورة كان قد تم إلقاء القبض عليهم قبل واقعة الهروب بخمسة أيام فقط في واقعة ضبط سيارتين محملتين بالأسلحة والذخيرة كانت متجهة إلى سيناء عبر معدير سرابيوم الرابطة بين ضفتي قناة السويس . طبقًا لما أوردته تحقيقات النيابة.
الحقيقة السادسة إنه رغم إحكام القبضة الأمنية على المناطق المتاخمة للسجن والمحيطة عقب أحداث الهروب وحتى اليوم لم تسفر الملاحقات الأمنية سوى عن ضبط أحد الهاربين فيما لايزال 5 آخرين هاربين بينهم العناصر الثلاثة شديدي الخطورة . بحسب التحقيقات.
يشار إلى أن النيابة الكلية بالإسماعيلية قررت في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين حبس مأمور سجن المستقبل ورئيس مباحث السجن أربعة أيام على ذمة التحقيقات في قضية هروب 6 من سجن المستقبل والتي وقعت الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل 2 وإصابة 1 .
ووجهت النيابة العامة للضباط تهمة الإهمال الجسيم في أداء واجبات عملهم، ما أدى إلى هروب سجناء وترتب عليه استشهاد ضابط شرطة، ومواطن أثناء محاولات القبض علي المتهمين الهاربين.
كما قررت النيابة إخلاء سبيل مساعد مدير الأمن للوحدات ليصل بذلك عدد رجال الشرطة المحتجزين على ذمة القضية 16 بينهم 5 ضباط .
وجاء قرار النيابة العامة عقب ساعات من صدور قرار بالتحفظ على مساعد مدير الأمن للوحدات ومأمور السجن ورئيس مباحث السجن .