ذكرت صحيفة " تليجراف" البريطانية أنَّ حملة دونالد ترامب، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية تواجه فضيحة تتعلق بجمع الأموال بسبب مزاعم مفادها استعداد داعمي قطب العقارات والملياردير الأمريكي لتلقي تبرعات من مؤيدين أجانب، في مقدمتهم الصين.
وقالت الصحيفة في سياق تحقيق حصري أجرته أنَّ القوانين الأمريكية تحظر تلقي مثل تلك التبرعات، لكن صحفيين متنكرين في زي عملاء لأحد الداعمين الصينيين لـ ترامب يزعمون أنَّ حملة المرشح الجمهوري كانت مستعدة لقبول مبلغ بقيمة 2 ملايين دولار مقابل منحهم "نفوذا".
ووفقًا لتحقيق الصحيفة، يعني هذا أنَّ رجال الأعمال الصينيين أرادوا شراء نفوذ في رئاسة ترامب لضمان قيامهم بالاستثمارات في فترة رئاسته على الرغم من أن ترامب صرح في أكثر من مرة أنه لن يسمح بنفوذ للاقتصاد الصيني في أمريكا، بل سيعمل حتى على إغلاق المصانع الأمريكية في الصين حتى تعمل في الولايات المتحدة فقط.
وأوضح التقرير أنَّ تلك التبرعات تمت مناقشتها على ما يبدو في سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني بين حملة ترامب وهؤلاء الصحفيين، مشيرًا إلى أنَّ تلك المزاعم تتعلق بـ لجنة " جريت أمريكان بي إيه سي" المستقلة التي تطرح إعلانات متلفزة لصالح دونالد ترامب.
وأضاف التقرير أنَّ تلك المزاعم تجيء في أعقاب التصريحات التي أدلى بها إيريك بيتش، الرئيس المشارك لـ " جريت أمريكان بي إيه سي" والتي أكد فيها أنهم لن ينسوا أبدًا الدعم الذي سيقدمه إليهم عملاؤهم حال فوز المرشح الجمهوري بنتائج الانتخابات المقبلة ووصوله إلى البيت الأبيض.
وتجيء تلك المزاعم أيضًا بعدما اتهم دونالد ترامب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بالاعتماد على تلك المؤسسات.
ففي أحد التجمعات الانتخابية الأسبوع الماضي، اعتلى ترامب المنصة وشرع في مهاجمة كلينتون، قائلا:" المتبرعون الدوليون التي تتصل بهم ( يقصد كلينتون) يتحكمون في كل تحركاتها."
وتشير التحقيقات أيضًا إلى أنَّ الجماعات المؤيدة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لم ترد على عروض مشابهة لمنح تبرعات أجنبية لها.
وقال لورانس نوبل من المركزي القانوني لحملة كلينتون الانتخابية: "إذا كان هناك أدلة على قيام مندوبين من لجنة (جريت أمريكان بي إيه سي) بطلب أو حتى قبول أموال أجنبية، فلابدَّ من التحقيق في هذا الأمر بواسطة اللجنة الانتخابية الفيدرالية ووزارة العدال، على أساس كون هذا يمثل خرقًا قانونيًا."
من جهته، قال إيريك باكر مؤسس "جريت أمريكان بي إيه سي" إن اللجنة " تتصرف على نحو ملائم وأخلاقي وقانوني طوال الوقت."
وبحسب منتقدي كلينتون فإنَّ المرشحة الديموقراطية تحصل على الأموال عن طريق تقاضي أجور خيالية مقابل إلقاء خطابات في مؤتمرات أو شركات كبرى وهو ما قاله منافسها في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز.
ويقول منتقدو كلينتون من الحزب الجمهوري ومنهم ترامب أيضًا أنَّ مؤسسة كلينتون الخيرية تعد بوابة لتلقي المرشحة الديمقراطية الأموال من الدول والمؤسسات الأجنبية.
أما ترامب، فبحسب تقرير الصحيفة، فيحصل على المال علنًا من مجموعات تأييد المرشحين ورجال الأعمال الأمريكيين الذين يحصلون بدورهم على المال سرًا من رجال أعمال ومؤسسات أجنبية.
النص الأصلي