احتلت مصر المركز 138 بمؤشر تنمية الشباب لعام 2016، من بين 183 دولة شملها المؤشر الذي تصدره مؤسسة "الكومنلوث". ومنظمة "الكومنولث" هي رابطة طوعية تضم 52 دولة ويقع مقرها الرئيسي في لندن.
يعتمد المؤشر على 5 محددات لقياس مدى تنمية الشباب، في الفئة العمرية بين 15 و29 سنة، في كل دولة، هي صحة الشباب، وتعليمهم، والوظائف والفرص المتاحة لهم، ودرجة المشاركة في العمل المدني، والعمل السياسي.
وكان أفضل تقييم للشباب المصري في مجال الصحة، حيث حلت مصر في المرتبة 60 عالميا، ويعتمد مؤشر الصحة على المقارنة بين الدول فيما يخص متوسط العمر المتوقع للشباب، ومعدل إدمان المخدرات، وانتشار الإيدز، وتعاطي الكحول، والاضطراب العقلي، وتعرضهم للاكتئاب.
وعلى الرغم من هذا، إلا أن التقرير ذكر أن الصراعات السياسية خلال الخمس سنوات الماضية، تسببت في تدهور سريع لأنظمة الرعاية الصحية في مصر والأردن وليبيا وسوريا وتونس واليمن.
وكان أسوأ تقييم للشباب المصري في مجال توفر الوظائف والفرص، حيث احتلت مصر المرتبة 174 عالميا، متقدمة على 9 دول فقط، هي هندوراس ومملكة بليز وبنجلاديش وأفغانستان وترينداد وتوباجو وتنزانيا واليمن والنيجر والعراق.
ويعتمد مؤشر إتاحة الوظائف والفرص على مقارنة معدلات البطالة بين الشباب في مختلف الدول، والخصوبة (معدل الإنجاب) بين المراهقات، ونسبة الشباب الذين يمتلكون حسابات في إحدى المؤسسات المالية.
وبحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ معدل البطالة بين الشباب في الربع الأخير من 2015 نحو 27.6%، وبلغ المعدل بين الشباب الذكور 22.1%، وبين الشباب الإناث 42.4%.
ويبلغ معدل الخصوبة الكلي 3.5 طفل لكل إمرأة متزوجة، وفقا لأخر بيانات منشورة لجهاز الإحصاء.
وفيما يخص التعليم، فقد احتلت مصر المرتبة 96 عالميا، ويعتمد المؤشر على قياس معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي، ومعدل الأمية بين الشباب، والإنتاج التكنولوجي المحلي.
ويقيس مؤشر المشاركة السياسية، وجود سياسات للدولة خاصة بالتعامل مع الشباب، ووجود برامج تثقيفية للناخبين، والقدرة على التعبير السياسي.
ويعتمد مؤشر المشاركة في العمل المدني على قياس مدى مشاركة الشباب في العمل التطوعي ومساعدة الغرباء.
واحتلت مصر المركز 134 في المشاركة في العمل المدني، و169 في المشاركة في العمل السياسي.
اعتمد معدو تقرير "الكومنولث" في نتائجهم على تجميع البيانات الصادرة عن مؤسسات دولية مثل البنك الدولي، ومنظمة العمل الدولية، ومؤسسة جالوب الرائدة عالميا في مجال استطلاعات الرأي، وتم إعداد منهجية المؤشر على يد أساتذة معهد الاقتصاد والسلام، وهو واحد من ضمن أهم 15 مركز فكر في العالم.
وأفرد التقرير مساحة كبيرة لموضوع مشاركة الشباب في العمل السياسي عن طريق الاحتجاجات المعارضة مقارنة بالمشاركة السياسية الرسمية التقليدية، مشيرا إلى أن العالم قد شهد احتجاجات ومظاهرات- قادها الشباب- في كل جزء تقريبا من المعمورة منذ 2011، من هونج كونج والهند شرقا إلى كندا والبرازيل غربا، ومن جنوب افريقيا جنوبا إلى أيسلندا شمالا، مرورا بمصر وأوكرانيا في قلب العالم.
وقال التقرير إن هذه الاحتجاجات قد اشتعلت بسبب تنامي عدم المساواة والفساد والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان، وقد أدت بعض هذه الاحتجاجات إلى تحول سياسي حقيقي، مثل الإطاحة بأنظمة عتيدة في تونس ومصر.
وفي حالات أخرى، تسببت الاحتجاجات التي يقودها الشباب في مزيد من القمع أو زيادة الانقسام في المجتمع.
وكان الاستثناء في بعض أجزاء أفريقيا، حيث بقى احتمال مشاركة هذا الجيل من الشباب في الاحتجاجات أقل من جيل آبائهم، ويرجع ذلك "في جزء منه" إلى الخوف من انتقام الشرطة من الشباب.