ذات يوم قالت لي أمي، إذا صرت جندياً ستصبح جنرالاً وإذا صرت راهباً ستصبح بابا الفاتيكان و بدلاً من هذا كله صرت رساماً وأصبحت بيكاسو.. كلمات نتذكر بها الرسام والنحات بابلو بيكاسو، الذي يحتفى بذكرى ميلاده الـ"135".
ولد بيكاسو في 25 أكتوبر 1881 بإسبانيا، وهو رسام ونحات وفنان تشكيلي إسباني، وأحد أشهر الفنانين في القرن العشرين.
كان الصبي يحمل جينات حبه للفن من والده الذي كان يعمل أستاذ للرسم والتصوير، وأمين للمتحف المحلي، لتظهر موهوبته في سن مبكرة، حتى أن أول كلمة نطقها تعني كلمة "قلم رصاص"،و منذ عمر السابعة حيث تلقى بيكاسو تدريباً في الرسم والتصوير الزيتي على يد والده.
وفي 1891 انتقلت العائلة إلى لا كورونيا، حيث أصبح الأب أستاذاً بكلية الفنون الجميلة، وفى إحدى المرات قام وهو في الثالثة عشرة بإتمام رسم أحد الإسكيتشات التي لم يكن والده قد انتهى منها بعد وقد كانت اللوحة لحمامة، وتفوق فيها على والده.
بدعم من الأب الذي آمن بموهبة ابنه، أقنع الأب المسئولين في الأكاديمية بالسماح لابنه بالتقدم في امتحان القبول للمستوى المتقدم، وكانت هذه الامتحانات تستغرق في الغالب شهراً، إلا أن بيكاسو أنجزها في أسبوع واحد، الأمر الذي حاز إعجاب لجنة التحكيم.
بدأ بيكاسو يأخذ خطوات احترافية بأن يعرف أكثر عن المدن المختلفة، فسافر بيكاسو لأول مرة عام 1911 لباريس، وقابل للمرة الأولى صديقه الفرنسي الشاعر والصحفي ماكس جاكوب، الذي ساعده في تعلم اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي.
واجهه بيكاسو الفقر، واليأس، والبرد، في فرنسا، حتى أنه كان يحرق الكثير من أعماله ليحتفظ بالغرفة دافئة، وفي بداية عام 1901 عاد بيكاسو للعيش مرة أخرى في مدريد مرة أخرى، ليعمل في مجلة "يانج آرت"حيث ساهم بيكاسو بالرسوم وأغلبها كان الكاريكتير الذي صوّر بيكاسو من خلاله معاناة الفقراء.
في عام 1907 شارك بيكاسو في أحد المعارض الذي اقيمت في باريس على يد دانيال هنرى كانفيلير، وقد كان كانفيلير مؤرخاً ألمانياً وجامعاً للوحات والذي أصبح فيما بعد واحداً من أبرز المتعاملين في بيع اللوحات في فرنسا في القرن العشرين، كما كان من أول أنصار المدرسة التكعيبية التي تبناها بابلو بيكاسو.
وفي صيف عام 1918 تزوج بيكاسو من أولجا خوخلوفا، وهى راقصة باليه روسية - أوكرانية، تعمل في فرقة سيرجى، وكان يصمم لهم لوحات الرقصات في روما، خلال هذه الفترة التي تعاون فيها مع ملحن فرقة سيرجى "إيغور سترافينسكيفى" لعرض البالية الشهير بولشينيا عام 1920.
ومع قيام الحرب العاليمة الثانية، استمر بيكاسو في العيش في باريس حينما احتلها الألمان، إلا أن أسلوب بيكاسو الفنى لم يكن يتناسب مع الفكر النازي في ذلك الوقت ولذلك لم يعرض بيكاسو لوحات في هذه الفترة.
بعدها لجأ بيكاسو إلى مرسمه وبدأ في الرسم والإنتاج من جديد، وكان من بين هذه اللوحات حياة ساكنة مع الجيتار عام 1942، ومقبرة تشارنيل عام 1944.
لم تقتصر موهبة بيكاسو على الرسم فقط، ففي الفترة من 1935 وحتى 1935، كتب بيكاسو أكثر من 300 قصيدة، وكانت هذه الأعمال غير معلنه باستثناء بعض التواريخ وأماكن الكتابة أحياناً، وكانت أعماله مثيرة، منها مسرحية "الرغبة التي أشعلها الذنب"، و"الفتيات الصغيرات الأربع".
بالإضافة إلى إنجازاته الفنية، كان له ظهور بسيط في بعض الأفلام التي كان يظهر فيها كبيكاسو نفسه، منها "وصية أورفيوس"، كما ساعد في فيلم "لغز بيكاسو".
بالرغم من العديد من أعماله التي جاءت مناهضة للحرب، إلا أن بيكاسو كان قد اتخذ موقفاً محايداً تجاه كل من الحرب العالمية الأولى، الحرب الأهلية الإسبانية، والحرب العالمية الثانية رافضاً الانضمام للقوات المسحلة لأي جهة أو بلد.
في الحرب الأهلية الإسبانية كان للإسبان المقيمين بالخارج فرصة العودة طواعية إلى بلدهم للمشاركة في الحرب مع أى من الجانبين.
على الرغم من تعبير بيكاسو عن غضبه وإدانته لفرانسسيسكو فرانكو والفاشيين خلال أعماله، إلا أنه لم يرفع سلاحاً ضدهم.
غيرنيكا
غيرنيكا هي لوحة جدارية للفنان بابلو بيكاسو استوحاها من قصف غرنيكا، حين قامت طائرت حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان بقصف المدينة في 26 أبريل 1937.
غيرنيكا لوحة تعرض مأساة الحرب والمعاناة التي تسببها للأفراد، وقد صارت معلماً أثرياً، لتصبح مذكراً دائماً بمآسي الحروب، إضافة لاعتبارها رمزا مضاداً للحرب وتجسيداً للسلام.
بعد الانتهاء منها طافت اللوحة في جولة عالمية موجزة العالم لتصبح من اللوحات الأكثر شهرة كما أن جولتها تلك ساهمت في لفت أنظار العالم للحرب الأهلية الإسبانية، اللوحة تمت بأسلوب التصوير الزيتي.
توفي بيكاسو في 8 إبريل عام 1973 بفرنسا، تاركًا أعمال فنية تخلد ذكراه.