في الأزمة السورية .. كلينتون تلجأ للسم المعسول وترامب التواطؤ

هيلاري كلينتون ودونلاد ترامب

5 سنوات على قتال يأكل الأخضر واليابس في سوريا، دون أي مؤشر على  قرب حل الأزمة أول حتى وقف نزيف الدماء، وتعلق الآمال على الموقف الأمريكي المجمد حتى الانتخابات الأمريكية لرسم ملامح الحل.

 

الإدارة الأمريكية بعدما كان لها اليد العليا في سوريا وتدعم المعارضة المعتدلة وتساهم في تقدمها على حساب سيطرة النظام السوري، أصبحت متفرجة بالكامل بعدما تدخلت  روسيا في الحرب بشكل مباشر في أكتوبر 2015.

 

روسيا دمرت حلب بالكامل وحاصرت قوى المعارضة ورجحت كفة النظام السوري وسط مجازر يومية ونشرت صواريخ إس 400 لتسيطر على سماء سوريا، ودشنت قواعد إضافية لها ونشرت مؤخرا صواريخ إس 300 لحماية قواعدها من صواريخ كروز الأمريكية بجانب انتهاك كل الهدن التي تعلنها بالاتفاق مع المجتمع الدولي، كل هذا والولايات المتحدة الأمريكية تكتفي الشجب والتنديد.

 

المراقبون أجمعوا أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن تقبل على أي خطوة فيها مجازفة في سوريا حتى تأتي الإدارة الأمريكية الجديدة سواء بقيادة هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي أو دونلاد ترامب ممثل الحزب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية لتقرر ما تراه صحيحا في الأزمة السورية، فكيف سيتعامل كل من كلينتون وترامب مع الأزمة السورية؟

 

 

قتال وبعض المساعدات

زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري قال إن هيلاري كلينتون هي رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 99 في المائة،  منوها بأن سياستها لن تختلف كثيرا عن أوباما ستستمر في تصعيد الأزمة لاستنزاف جميع الأطراف.

 

ورأى في حديثه لـ"مصر العربية" أن كلينتون ستمد السوريين بعض المساعدات الإنسانية والمعارضة ببعض الأسلحة حتى لا تموت قوى الثورة ويتواصل استنزاف الطرفين لبعضهما البعض.

 

وتابع:"  ستتواصل السيطرة الروسية الإيرانية في سوريا بجانب دعمها للنظام"، معتبرا أن هدف الجميع تهجير الشعب السوري خاصة المؤمنين بالعروبة ليتبعثروا في كل أنحاء العالم، مع استمرار لداعش في الأربع سنوات فترة ولاية كلينتون الأولى.

 

تقدم في الدولة الكردية

ولفت عبدالرحمن إلى أن حكم كلينتون سيساهم  في تأسيس الدولة الكردية في شمال سوريا التي هجر منها العرب وإن كانت لن تكتمل أركانها في فترة حكمها ولكن سيقطعون شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.

 

إن حدثت المفاجأة بالنسبة للخبير السوري ونجح ترامب سيشهد حكمه تغييرات طفيفة عن كلينتون فأمريكا في النهاية دولة مؤسسات، ولكن ترامب سيميل للتقارب مع روسيا أكثر ويتفاهم معها في سوريا وسيكون أكثر غلظة على المعارضة وداعش.

 

تعجيل تقسيم المنطقة

في النهاية يعتقد زكريا عبدالرحمن أن روسيا بالأساس جاءت بتفاهم مع الإدارة الأمريكية من أجل إعادة تقسيم المنطقة بسايكس بيكو جديدة وعادة أمريكا أن ترتكب الأعمال القذرة بيد آخرين كما استأجرت شركة "البلاك ووتر" في العراق لاستخدام الأسلحة الكيميائية، ولكن الفرق بين كلينتون وترامب أن الأخيرة سيعجل من تقسيم المنطقة لأن لديه مشاريع أخرى يريد إنجازها.

 

اتجاه آخر سار فيه بسام الملك السياسي السوري المعارض بأن كلينتون ستشارك الأتراك في تنفيذ الحظر الجوي من أجل نقل اللاجئين من تركيا لسوريا، وربما يتوسع هذا الحظر لمناطق مختلفة من المحررة بسوريا ولكن لا هي أو ترامب سيدخلون في صدام مع روسيا.

 

تعقيد الأمور

واستطرد:" على العكس ترامب سيزيد الأمور تعقيدا و سيتقارب لروسيا على حساب المعارضة التي ستعاني أكثر في عهد ترامب"، مفيدا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن ترامب أقرب له من كلنتون بكثير.

 

وشدد على أن كل من ترامب وكلينتون لن يغامروا بجندي أمريكي واحد في سوريا، متوقعا نجاح هيلاري كلينتون بنسبة تتخطى الـ58 بالمائة.

 

 

مقالات متعلقة