حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من مغبة إعادة فتح "طريق 10” في النقب الذي يمتد على طول الحدود مع سيناء، وذلك بعد مقتل شاب عربي إسرائيلي صباح أمس الثلاثاء برصاص أُطلق من الجانب المصري.
وقتل الفتى نمر أبو عمار (14 عاما) من سكان قرية اللقية في النقب، جراء إطلاق نار من الجانب المصري. وكان أبو عمار يعمل على بناء السياج الحدودي ضمن طاقم عمل تابع لمقاول لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وقال مصدر رسمي مصري طلب عدم كشف اسمه مساء أمس لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن الفتى قتل بطريق الخطأ برصاص شرطي مصري على الحدود اشتبه في أنه مهاجر غير شرعي يحاول تجاوز الحدود، مشيرا إلى أن مصر أخطرت إسرائيل أن القتل وقع بطريق الخطأ.
وأعيد فتح "طريق 10" خلال الأيام الماضية تزامنا مع الأعياد اليهودية، بعد خمس سنوات من إغلاقه، في أعقاب هجمات نفذها مسلحون بسيناء استهدفت سيارات على الطريق، وقوات من جيش الاحتلال قتل على أثرها عدد من الإسرائيليين.
العميد احتياط "تسفيكا بوجل" الذي سبق وشغل منصب رئيس القيادة الجنوبية بجيش الاحتلال حذر من التهديدات المحتملة من الأراضي المصرية.
وقال لموقع "nrg” العبري :”من الواضح أن لدى من اتخذ القرار بفتح الطريق معلومات جيدة وموثوقة، أن الطريق سيكون أمنا لسفر المواطنين. فكل عملية فتح أو إغلاق للطريق تتم وفقا لتقديرات الوضع الخاصة بالتهديدات من داخل سيناء. لدينا اليوم وسائل تكنولوجية متطورة للحصول على المعلومات الاستخبارية".
مع ذلك حذر "بوجل" من الجماعات المسلحة خلف الحدود وقال :”يتعين علينا ألا نكون مخطئين، ستكون هناك أيضا أنفاق، لا شك في هذا. في اللحظة التي يكون للتنظيمات داخل سيناء حافز، فسوف تجد الطرق للالتفاف على السياج الحدودي".
وتابع:”في سيناء الكثير من العناصر التي يمكن أن يصبح هذا الطريق هدفا لها. فحماس التي لا يمكنها تنفيذ هجمات من غزة، يمكنها أن تفعل ذلك على الطريق عبر سيناء. يمكن أن تكون حماس، أو حتى داعش. إذا ما أراد داعش تسخين الأجواء، فسوف يفعل بدون أية عوائق. سوف ينطوي هذا الطريق على إشكاليات في الوقت الذي تقرر فيه القوات الناشطة بسيناء استهدافه واستهداف المارة عليه".
وتدور معارك طاحنة على الجانب المصري بالقرب من "طريق 10” بين الجيش المصري والتنظيمات الجهادية المتشددة، بينها "ولاية سيناء" التابع لداعش. وعلى هذه الخلفية تخشى إسرائيل من إمكانية تسلل مسلحين داخل حدودها، وكذلك إطلاق نيران قناصة أو صواريخ مضادة للدبابات.
ويُقَسِم الرئيس السابق للقيادة الجنوبية بجيش الاحتلال تلك التهديدات إلى ثلاثة أنواع :”إطلاق صواريخ، وهو سيناريو ليست هناك إمكانية كبيرة لمواجهته. وإطلاق نيران قناصة، وإطلاق نيران بأسلحة خفيفة يصل مداها لبضعة كيلومترات، وهو السيناريو الذي ينفذ أحيانا بالتعاون مع المصريين الذين يغضون الطرف. في هذه الحالة يمكن أن تكون الأهداف مدنية أو عسكرية. وأخيرا التهديد الذي غالبا ما يتطلب التعاون مع الجانب الإسرائيلي، وهو نصب كمين على الطريق داخل الأراضي الإسرائيلية- بزرع عبوة ناسفة، وإطلاق النار والفرار مع رهائن للجانب الآخر".
يشار إلى أن "طريق 10 “يصل طوله إلى 50 كيلومتر، ويمتد من منطقة مستوطنة "عزوز" بمنطقة "بتحات نيتسانا" بجنوب فلسطين المحتلة وصولا إلى جبل كركوم في النقب الجنوبي، وهو الجبل الذي يزعم عدد من الباحثين الإسرائيليين أنه جبل موسى الحقيقي الذي كلم الله من فوقه.
وجاء قرار فتح الطريق على خلفية ضغوط مارستها مؤخرا عناصر المجلس المحلي "رمات هنيجف" جنبا إلى جنب مع سكان وسياح في "بتحات نيتسانا"، قالوا أمام جيش الاحتلال إن هناك حاجة ماسة من وجهة نظرهم لفتح الطريق لجذب السياحة للمستوطنات الجنوبية، فضلا عن جمال المشاهد التي يمكن رؤيتها على الطريق.
وشهد "طريق10” في السابق عدد من عمليات إطلاق نار نفذتها تنظيمات جهادية بسيناء ضد أهداف إسرائيلية. أعنف هذه العمليات كان الهجوم على مستوطنة "عين نتافيم" في 2011 وقتل 6 جنود ومستوطنين إسرائيليين، ما حدا برئيس الأركان آنذاك "بيني جانتس" لإتخاذ قرار بغلق الطريق لمدة عام، وهو القرار الذي جرى تمديده بعد ذلك بالنظر للحالة الأمنية بسيناء.
الخبر من المصدر..