في مصر.. السكر والتضخم وقود الاحتجاجات القادمة

نقص السلع الغذائية يثير غضب المصريين

"السكر ونقص السلع الغذائية وقود الاحتجاجات في مصر".. جاء هذا في تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية سلطت فيه الضوء على تنامي الغضب والسخط في مصر جراء نقص السلع الغذائية، وأزمة السكر  والتضخم، الذي تعيشه البلاد في الوقت الحالي.

 

 

وفيما يلي نص التقرير..

 

نقص السلع الأساسية وارتفاع أسعار المواد الغذائية تشعل غضب المصريين، حيث ضربت أزمة العملة الواردات.

 

السكر تلاشى من محلات السوبر ماركت، وحليب اﻷطفال وحتى بعض وسائل منع الحمل.

 

السلطات المصرية - التي ألقت باللوم على التجار والموردين لاحتكار السلع - تقول إنهم استولوا حتى الآن على 9 آلاف طن سكر بهدف إعادة بيعه للجمهور بأسعار مرتفعة.

 

وألقي القبض على رجل في القاهرة مؤخرا لحيازته 10 كيلو سكر، وأفرج عنه بكفالة؛ ﻷن الكمية التي كانت لديه أكبر من الاستخدام الشخصي"، وفقا لصحيفة الأهرام.

 

مصر تستورد نحو مليون طن سنويًا من السكر - ثلث الاستهلاك - ولكن النقص الحاد في العملة الصعبة، وخفض الواردات ساهم في تفاقم اﻷزمة.

 

أزمة الدولار، وتعليق شحنات النفط التي كانت تأتي من السعودية، أدى إلى اتساع الفجوة بين معدل التداول في السوق الرسمي، والسوداء.

 

وتأتي هذه الأزمة في وقت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعتزم اتخاذ إجراءات لا تحظى بشعبية بشأن برنامج الدعم، تمهيدًا للحصول على الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 12 مليار دولار.

 

ومؤخرًا، طالب الصندوق مصر بتنفيذ وعودها بشأن اﻹصلاح من أجل الحصول على الدفعة الأولى من القرض، الذي يعتبر آمال النظام لتحفيز  الاقتصاد.

 

أزمة نقص الغذاء ليست واضحة في محلات السوبر ماركت المتواجدة بالمناطق الراقية مثل الزمالك، ولكن الارتفاع في اﻷسعار واضح  بشكل كبير.

 

وتعليقا على هذه اﻷسعار قال أحد الزبائن :" الأسعار تصيب بالجنون".

 

وقال محمد إيهاب، مدير أحد المتاجر:" كل شيء يصعب استيراده حاليا ..  كنا نستورد زيت جوز الهند من إسبانيا، ولكن الآن لا نستطيع .. لم يكن لدينا سمك سلمون لمدة 20 يوما".

 

الشكاوى أصبحت تافهة في البلد، كان متوسط الراتب الشهري  فيها عام 2015، 868 جنيها، ولكن المشاكل الاقتصادية بدأت تؤثر بشدة على الطبقات العليا في المجتمع، وليس فقط الذين يعيشون تحت خط الفقر.

 

وﻹلقاء نظرة على مدى المعارضة السياسية، المواطنون حتى الآن حريصون على توجيه غضبهم حصريا على الاقتصاد بدلا من النظام.

 

وقال إيهاب:" نحن في الزمالك وهذه هي الفئة  الراقية.. وقاعدة الدعم التقليدي للسيسي الذي وصل للسلطة في 2013.

 

بالنسبة لبعض أثرياء مصر، لن يخرجوا في احتجاجات بسبب ارتفاع أسعار سمك السلمون، ولكن بالنسبة للغالبية العظمى، الذين يعيشون على القليل ارتفاع اﻷسعار، والتضخم وخفض الدعم الذي يمس مستوى معيشتهم بشكل مباشرـ أغضبهم بشكل عارم.

 

في وقت سابق من هذا الشهر، أظهر  شريط فيديو لسائق "توك توك" يصرخ من الحالة الاقتصادية، قائلا "المواطن الفقير عاجز عن إيجاد كيلو أرز"، انتشر بشكل كبير جدا، وبعد ذلك بيومين، سائق سيارة أجرة في مدينة الإسكندرية اشعل النار في نفسه احتجاجا على ارتفاع الأسعار.

 

الزيادات في الأسعار، وأزمة استيراد أثرت بشدة على الأدوية، وقال الصيدلي أحمد الشافعي:" الزبائن تغضب بشدة إذا لم تجد الأدوية التي تريدها"، مشيرا إلى أن أقراص حبوب منع الحمل، والمسكنات أصبح الحصول عليها صعبا أو مستحيلا في الأشهر الأخيرة دون اللجوء إلى السوق  السوداء.

 

وأضاف:" بعض الناس أصبحت تشتري شريط واحد فقط بدلا من كامل العلبة ..وإذا استمر ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة.. الناس لن تستطيع شراء حتى الشريط".

 

وقال عبد العليم، خباز في حي جاردن سيتي، اﻷسعار ارتفعت بسبب الزيادات في أسعار الدقيق والسكر، وردا على سؤال حول ما إذا كان ارتفاع الأسعار يمكن أن يثير السخط قال: " ليست مشكلتي ، إنها مشكلة من يرفع الأسعار".

 

هناك شائعات عن استمرار الاحتجاجات بسبب الوضع الاقتصادي، ويجري التخطيط لاحتجاجات في 11 نوفمبر، وسط اتهامات في بعض وسائل الإعلام بأن جماعة الإخوان هي المحرض لنشر الفوضى، إحدى السلع الغذائية كانت واحدة من شعارات ثورة 205 يناير عام 2011، وهي "الخبز".

 

وقال باحث في المعهد الملكي في لندن:" كل هذه المشاكل في وقت واحد قد تكون خطرة جدا .. ولكن أنا قلق بشأن رد الفعل، ليست المظاهرات والاحتجاجات في حد ذاتها، ولكن أعمال الشغب أو أشياء من هذا القبيل، والتي تكون متفرقة وغير مخطط لها".

 

مقالات متعلقة