اعترفت مصادر بالشركة الشرقية للدخان، أن هناك تأثر فعلي وواسع المدى على أداء الشركة بسبب أزمة تدبير الدولار لاستيراد التبغ ومواد أساسية تدخل في صناعة السجائر المحلية، وأن خطابها للبورصة يكشف المستور. لكن محمد عثمان، رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان ،إيسترن كومباني، التابعة للشركة القابضة الكيماوية، نفى في تصريحات لـ"مصر العربية"، توقف خطوط الإنتاج، أو وجود نقص في المواد الخام والتبغ، نتيجة لأزمة الدولار، كما نشرت وسائل وكالة "رويترز". وقالت المصادر، إن ما ورد في الوكالة الأجنبية، هو عبارة عن خطاب أرسلته الشركة للبورصة، ويحمل رد الشركة بشكل رسمي، واعترافها بوجود الأزمة في تدبير الدولار، وأنها خاطبت أجهزة الدولة للتدخل لإنقاذها، وأن فيليب موريس الشركة التي تنتج الأجنبي عبر تأجير خطوط الشرقية للدخان لم تسدد المستحقات، رغم الموافقة على سدادها بالجنيه بدلا من الدولار. ويعاني احتياطي النقد الأجنبي في مصر من أزمة طاحنة، بسبب هبوطها من 36 مليار دولار في نهاية 2010، إلى 19.5 مليار دولار حاليا، وهو ما لا يكفي لتغطية احتياجات البلاد من السلع الأساسية لمدة تزيد عن 3 أشهر، بسبب ضعف موارد الدولار من السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر وقناة السويس وتحويلات العاملين والصادرات. ووعاد رئيس الشركة ليؤكد في تصريحات خاصة بعد ظهر اليوم، وعقب إرسال الشركة بيانا للبورصة، وفق قواعد الإفصاح في سوق الأوراق المالية، أن المخزون يكفي لمدة لا تقل عن 12 شهر كامل ولاتواجه أزمة، وأن ما أورده التقرير هو عبارة عن ملاحظات من الجهاز المركزي للمحاسبات، وتم الرد عليها في التقرير ذاته عن الأداء عن عام 2015/2016، بأن هناك مخزون يكفي الشركة ولديها تعاقدات استيراد. كانت الشركة أرسلت بيانا إلى البورصة اليوم، ترد فيه عما نشرته وسائل إعلام عالمية وذكرت فيه أن الشركة، التابعة لقطاع الأعمال العام، ذكرت أنها تواجه صعوبات كبيرة في توفير العملة الصعبة لشراء المواد الخام الأساسية وهو ما قد يضطرها للتوقف العمل. ونقلت وسائل الإعلام، أن الشرقية للدخان أضافت في تقريرها السنوي عن 2015/2016، أن مخزون "عدد من المستلزمات الرئيسية للصناعة التي ليس لها بديل محلي (انخفض) إلى أقل من 6 أشهر، وهو ما يعني أنه في حالة استمرار هذا الوضع لفترة طويلة ستتعرض الشركة للتوقف عن الانتاج والبيع لسلعة هامة للمستهلك. وبلغ صافي ربح الشركة 1.476 مليار جنيه (166.2 مليون دولار) في عام حتى 30 يونيو، ارتفاعا من 1.272 مليار جنيه قبل عام. وقالت الشركة إنها تحتاج لأكثر من 30 مليون دولار شهريا لشراء المواد الخام وقطع الغيار ولكنها "تواجه صعوبات كبيرة في توفير احتياجاتها من العملات الأجنبية من البنوك لفتح اعتمادات شراء الخامة الرئيسية وهي خامة الدخان (التبغ) من الأسواق الخارجية بنسبة 100%." وأضافت الشرقية للدخان أن المخزون الاستراتيجي من التبغ انخفض من 24 شهرا إلى أقل من 12 شهرا حتى نهاية سبتمبر 2016 . وقالت "ما يزيد الأمر صعوبة توقف شركة فيليب موريس عن سداد التزاماتها للشركة مقابل التصنيع الأجنبي بالدولار طبقا للتعاقد المبرم منذ ابريل 2016." وأوضحت الشرقية للدخان أنها اضطرت لقبول سداد "فيليب موريس" التزاماتها بالجنيه المصري، عن شهور ابريل ومايو ويونيو، 2016 لإنهاء نتائج أعمال السنة. وأكد مسؤول بالشرقية للدخان، أن الشرقية للدخان حققت أرباحا سنوية بقيمة مليار و476 جنيه، بزيادة 16% عن أرباح العام الماضي، مشيرا إلى أنه لا غلق للشركة، نظرًا للأرباح الضخمة التي تحققها رغم تراجع المخزون الاستراتيجي إلى أقل من 6 أشهر.