انتقاد السيسي للإعلام.. عتاب أم تقييد للحريات؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال افتتاحه للمؤتمر الوطني للشباب

انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي وسائل الإعلام خلال الجلسة النقاشية عن تأتير الإعلام على صناعة الرأي العام لدى الشباب، قائلا:"أنتم بتضروا مصر جامد جدا من غير ما تقصدوا والله العظيم أنا بكلمكم كمسؤولين عن بلد مش رأي عام فقط".

 

وأكد السيسي، على أنه يتابع جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وأن هناك بعض الجرائد لها دور في تأثر علاقات مصر  مع بعض الدول، مطالبا الإعلاميين بالتوقف أمام قول النبي  عليه الصلاة والسلام "إن المرء يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عن الله صديقا".

 

 

وسبق أن انتقد السيسي خلال خطاباته وسائل الإعلام، وأنها لا تقدم الحقائق معربا عن غضبه منها وتوجيه اللوم إليها في مناسبات مختلفة بينها "إفطار الأسرة المصرية، والندوة التثقيفية للقوات المسلحة، ولقائه مع الكتل البرلمانية وممثلي النقابات المهنية" وغيرها.

 

 

 

عتاب للإعلام

 

وقال الكاتب الصحفي صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، إن انتقاد السيسي لوسائل الإعلام ليست المرة الأولى التي يقول فيها هذا الكلام، واعتاد على ذلك خلال العامين الماضيين أثناء خطاباته وجلساته مع الإعلامين أو فئات أخرى، مشيرا إلى أن حديث الرئيس عن الإعلام مجرد عتاب له.

 

وأضاف عيسى لـ"مصر العربية"، أن الجميع يشكو من الانفلات الإعلامي وأنه أصبح لا يرضي أحدا سواء الحكومة أو المعارضين وغيرهم، مشيرا إلى أنه يجب الأخد في الاعتبار بمواجهة مصر معركة كبيرة وهى الحرب على الإرهاب، وبالتالي لا بد من مراعاة المحتوى الإعلامي المقدم والتأكد من صحة ما يتم نشره.

 

ولفت إلى أن مصر بها قدر كاف من حرية الرأي في الإعلام، ولكن لابد من الإسراع في صدور قانون "الإعلام الموحد" الذي يترجم مواد الدستور ويشكل منظومة إعلامية ومهنية كافية، مؤكدا على ضرورة تأسيس نقابة للإعلاميين والتي بدورها تصدر ميثاق الشرف الإعلامي.

 

وتكرر انتقاد  السيسي لوسائل الإعلام خلال المؤتمر الشبابي،  حيث هاجم وسائل الإعلام والخبراء الذين يظهرون عليها، خلال جلسة الثلاثاء الماضي،  قائلا: "الناس اللي بتتكلم على التلفزيون دي منفصلة عن الواقع منفصلة عن الواقع وبتزيف وعي الناس أيوة بتزيف وعي الناس عن حجم التحدي الموجود فيكي يا مصر".

 

 

غياب المعلومة

 

الدكتور أيمن منصور، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قال: "هذه المرة الخامسة التي ينتقد فيها الرئيس وسائل الإعلام، ولكن هناك بعض الوقائع التي تسببت فيها وسائل الإعلام الإضرار بعلاقات مصر مع الدول الأخرى مثلما حدث في أزمة ريجيني، ومنع رئيس السودان استيراد الخضروات من مصر، وتوتر العلاقات مع إثيوبيا".

 

ورأى منصور خلال حديثه لـ"مصر العربية"، أن السبب الحقيقي من إضرار وسائل الإعلام بعلاقات مصر مع الدول الأخرى هو غياب المعلومة عنهم، وعدم الإعلان عنها بشكل صريح من قبل الحكومة والجهات المختصة، بالإضافة إلى الممارسات الإعلامية الخاطئة من قبل المؤيدين والتي تورط الحكومة.

 

وتابع حديثه: "أخشى أن يكون الانتقاد الدائم لوسائل الإعلام مبررا للتقييد على حرية الرأي والإعلام"، مشيرا إلى وجود حاجة إلى الاحترافية في التغطية الإعلامية من حيث طريقة التقديم أو نشر المعلومة بجانب توافرها من قبل الجهات المختصة.

 

وأشار إلى أن  الرئيس منذ أن كان وزيرا للدفاع تمنى بأن يكون لديه نموذج إعلام واحد مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الستينيات، وهذا أمر خاطيء فليس هناك حرب أو معركة حقيقية مثل عهد عبد الناصر، بالإضافة إلى أنه من الصعب خلق إعلام واحد في ظل تطور وسائل الإعلام وتنوع وتعدد القنوات بمختلف الآراء والاتجاهات.

 

وأكد على أن حديث السيسي عن الإعلام يأتي في إطار أخلاقي وليس مهني، مدللا على ذلك بإستعانته للحديث الشريف في بداية كلامه، ولكن هذا أمر صعب تطبيقه في الواقع ولن يتحقق لأنه غير موجود في دول العالم.

 

 

 

 

مقالات متعلقة