ساويرس لمجلة فوربس: السيسي نزيه وليس فاسدًا

رجل الأعمال نجيب ساويرس

“رغم أن السيسي مدان بسبب سجله الحقوقي، والضغوط التي تمارس ضد المجتمع المدني منذ الانقلاب الذي جلبه إلى السلطة، لكن ساويرس أشار إلى أن الرئيس المصري ليس فاسدا، بل يتحلى بالنزاهة الشخصية".  

جاء ذلك في سياق مقابلة مطولة أجرتها مجلة فوربس الأمريكية مع الملياردير نجيب ساويرس.  

وأضاف ساويرس متحدثا عن السيسي: “لقد تبرع الرجل بنصف أمواله، كما آن آراءه الدينية متسامحة للغاية، لقد زار كنيسة في الكريسماس، وهو أمر لم يحدث من قبل" .

بيد أن السيسي انتقد البيروقراطية داخل مصر التي تعادل من وجهة نظره الفساد.  

وعبر عن ذلك قائلا: “القوانين رمادية جدا وتبعث على الارتياب، معتبرا أن تحقيق تقدم يتطلب تمرير قوانين تمنح الوزراء حصانة، بحيث يضمنون عدم استهدافهم خلال سعيهم لتطهير المؤسسات".  

وواصل: “إذا سحقت الحكومة البيروقراطية، ستجد الكثير من الأشخاص يقفون في الصف من أجل الاستتثمار بمصر، فلدينا هنا قوة عاملة متعلمة، ليست الأفضل لكنها جيدة، ولدينا بلد لطيف جدا، وطقس لطيف، وشعب لطيف، ويتركز الإرهاب فقط في سيناء".  

وذكر أن الذي يتحمل البيروقراطية في مصر يجني الكثير من الأموال في النهاية.  

كما أشاد باستثمارات شركتي "بي بي" البريطانية و"إيني" الإيطالية المرتبطة باكتشاف النفط والغاز في مصر.  

وتحدث ساويرس عن الأسباب الذي جعلته يستثمر في كوريا الشمالية، والتهديدات التي تواجه أمواله هنالك قائلا: “لقد كنت أفكر أن الكوريتين يوما ما ستتوحد إلى دولة واحدة، وفي هذه الحالة ستجني استثماراتنا هناك الكثير، لقد كان قرارا محفوفا بالمخاطر،لكنه مرتفع المكاسب".  

الصحفية إليزابيث ماكبريد التي أجرت الحوار قالت إن ساويرس بالرغم من حياة الرفاهية التي يحياها، وناطحة السحاب، واليخت والتحف الفنية لديه، لكنه "مقاتل شوارع"، ومدافع عن الحريات في بعض من أكثر البلدان قمعا في العالم، على حد قولها.  

الملياردير المصري أشار إلى أن  ما يخفف من مسألة استثماراته في كوريا الشمالية هو ارتياحه بامتلاك أكثر من ستة ملايين من سكان تلك الدولة الأسيوية هواتف محمولة، التي وصفها بأنها الأدوات الأولى للاتصالات والحريات.  

ونوهت المجلة إلى أن ساويرس ساعد على تأسيس حزب علماني لمناهضة حكم الإخوان، وإلى الحظر الذي فُرض على عائلته في وقت ما، وتلقيه تهديدات بالموت بسبب نشره صورة لميكي ماوس وميني ماوس اعتبرها البعض تحمل إساءة للإسلام، لكنه شدد على أنها مجرد مزحة، واعتذر عنها.  

وعندما عاد إلى مصر، نُظر إلى تواجده بأنه دليل على إمكانية عودة البيزنس في مصر، حتى ولو بصورة غير كاملة، كما تنفس قادة العالم قليلا الصعداء بعد تولي السيسي، وفقا للتقرير، لاسيما وأن مصر دولة ضخمة بها 90 مليون نسمة، وينعكس استقراها على إفريقيا والشرق الأوسط.  

وبحسب للمجلة الأمريكية، تبلغ ثروة ساويرس ثلاثة مليارات دولار.  

ونقلت عن عارف نفقي، المسئول التنفيذى لمجموعة أبراج جروب الإماراتية قوله إن ساويرس "زئبقي، وعطوف وصاحب مبادئ".  

ونوهت فوربس إلى أن الحوار مع ساويرس تكون من جزءين نشر أولهما في السابع من مايو الماضي، بينما نشر الثاني بتاريخ 26 أكتوبر الجاري.  

واستطرد مالك أوراسكوم: “اتخاذ القرار يتطلب الشجاعة والحكمة والذكاء، فالأولى تجعلني أقرر سريعا، والثانية تجعلني أنظر إلى العواقب، بينما الذكاء يجعل القرار يمر بسلام بأقل التداعيات الممكنة".  

وتطرق ساويرس إلى دور والدته في حياته قائلا: “أمي جعلتنا متدينين جدا، واعتادت إرسالنا إلى مدرسة الأحد، مع حرصها على تأدية صلواتنا كل ليلة، وكانت تفعل أشياء من أجل الناس طيلة حياتها، وخلقت فينا الحاجة إلى الاعتناء بالآخرين".  

وواصل: “والدتي مسؤولة عن زرع الحب والخوف من الله داخلي".  

وكانت طموحات ساويرس في مرحلة الصغر أن يصبح رئيسا للجمهورية، لكنه اتجه إلى البيزنس بعد علمه بأن ذلك المنصب لا يمكن أن يشغله المسيحيون، بحسب القانون المصري.  

ووصف ساويرس نفسه بالعنيد، مستشهدا بواقعة طلب منه أحد المسؤولين الحكوميين نقودا لتسهيل إعطاء رخصة ما له، وأصر على الحصول على تلك الأموال.  

لكن ساويرس، وفقا لفوربس تمكن من الحصول عليها رغما عن الموظف، ودون منحه أي أموال، وقال: “إذا طرقت بابي تطلب رغيفا سأمنحه لك عن طيب خاطر، لكني لن أسمح لك بانتشاله رغما عني".  

وفيما يتعلق برفض اليونان وإيطاليا منحه جزيرتين للاجئين قال ساويرس: “أشعر براحة الضمير لأنني على الأقل حاولت. إذا منحتني أي حكومة جزيرة وسمحت لي بالبناء عليها سأفعل، وسأنفق 100 مليون دولار".

مقالات متعلقة