سياسي لبناني لـمصر العربية: لهذا دعم الحريري عون والأخير يخدم حزب الله

سعد الحريري وميشال عون

 

قال المحلل السياسي اللبناني رياض عيسى، إن الوضع السياسي في لبنان وصل إلى مرحلة ميئوس منها، خاصة وأن كل المقترحات والحلول السياسية وصلت إلى طريق مسدود، مضيفا أن القوى السياسية كلها راهنت على قوى خارجية، سواء إيران وغيرها، لكن الشخص الوحيد الذي قدم تنازلات هو سعد الحريري حين رشح سليمان فرنجية، خاصة وأنه اعتبر أن هذه الشخصية مقبولة في الوسط الإسلامي، لكن رغم كل المحاولات لفرنجية إلا أنها باءت بالفشل أيضا حتى من حلفاؤه "حزب الله".

 

وأوضح السياسي اللبناني في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الحريري فاجأ الجميع بأنه عمل مباحثات ومشاورات مع ميشال عون، وأنه وصل لحلول وسطية، بموجبها دعمه في الرئاسة، مؤكدا أن دعم الحرير لعون أربك قوى 8 آزار. وخاصة حزب الله، لذلك فريق دعم عون، وفريق آخر "حركة أمل" أعلنت مقاطعتها.

 

وأضاف، "الأمر الذي دفع الحريري لدعم عون، أنه متأكد بأن عدم اتخاذ قرار الآن، ستدخل لبنان بموجبه في فراغ كبير، "فراغ في كرسي الرئاسة، وفراغ للبرلمان، وفراغ للحكومة، وبالتالي ستسقط كل مؤسسات الدولة، ومن ثم فإن سعد الحريري أراد إنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة.

وتابع: "البعض يشكك أن تحصل انتخابات لرئيس الجمهورية في لبنان نهاية الشهر المقبل، ويتحدث البعض أيضا عن صعوبة تلك الانتخابات، نظرا لحالة الانقسام التي تواجهها لبنان الآن، "انقسام بين حركة أمل وحزب الله" والحركات الأخرى.

 

واستطرد عيسى كلامه،: "السؤال الأهم في لبنان الآن: هل الانتخابات وقدوم ميشيل عون سيحقق الاستقرار أم أنه سيعيد من جديد الانقسام القاتل؟، قائلا: "البعض يراهن على ميشال عون أنه صاحب حيثية مسيحية والحريري لديه حيثية إسلامية، وعلاقات دولية قوية تمنحه قدرة أكبر على إدارة الحكومة، علاقات مع الخليج، ستبرهن ملامح السياسة الخارجية اللبنانية الجديدة.

 

التجربة مع عون تدل على أنه متقلب في مواقفه، ومن المؤكد أنه سيكون أقرب لموقف حزب الله، الكلام لا يزال على لسان عيسى، والذي أكد أيضا أن الحريري سيجد صعوبة في العمل المشترك معه، فيما لو وصل لرئاسة الحكومة، "الموضوع سيتوقف على الالتزامات التي قد يكون قد عقدها مع الأطراف الأخرى".

 

يذكر أن سعد الحريري رئيس تيار المستقبل ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق، أعلن  دعمه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة لبنان، وأوضح عددا من مسوغات قراره، ومنها حماية البلاد من الوقوع في حرب أهلية، والاتفاق مع عون على تحييد لبنان عن الأزمة السورية.

وفي مؤتمر عقده ببيروت قبل أيام، قال الحريري إنه تم التوصل مع عون إلى اتفاق على تحييد لبنان بالكامل عن الأزمة في سوريا، كما تم التوصل لخيار مشترك هو الحفاظ على الدولة والنظام.

 

وأضاف أن كل الخيارات السابقة للرئاسة لم تؤد إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وأن تيار المستقبل طرح عدة أسماء للرئاسة من دون أن يتلقى الموافقة، سواء من الحلفاء أو الخصوم، وأنه لطالما حذر من مخاطر الفراغ الرئاسي.

 

وأوضح رئيس تيار المستقبل أن سد الفراغ على رأس الدولة هو مدخل للحفاظ على الجمهورية والاقتصاد والأمن، وأن البلاد وصلت لمرحلة بدأ فيها انهيار مؤسسات الدولة، مضيفا "ولا يختلف اثنان على حقيقة الأزمة المالية".

 

واعتبر الحريري أن خصوم بلاده "راهنوا عبثا على ردود فعل هوجاء من طرفنا"، مضيفا أن الوضع أصبح أخطر بكثير مما هو ظاهر، وأن هناك خطابا بدأ يتردد وهو من النوع الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، معتبرا أن أي حرب جديدة في لبنان لن تكون سريعة وسهلة.

 

يشار إلى أن المجلس النيابي اللبناني فشل في انتخاب رئيس للجمهورية خلال عامين وخمسة أشهر نتيجة مقاطعة التيار الوطني الحر وحزب الله جلساته.

 

مقالات متعلقة