باستخدام قاعدتها العسكرية .. أمريكا تشعل تونس من الداخل

طائرة بدون طيار

يبدو أنه جاء دور تونس لتوظفيها  في محاربة داعش خاصة بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة جوية تونسية من أجل شن غارات جوية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا الأمر الذي يهدد مرحلة الانتقال السياسي التي تتسم بالهدوء إلى حد ما بحسب مراقبين.

 

وعلى الرغم من تصاعد الصراعات بالمنطقة العربية إلا أن الوضع في تونس مستقراً أمنيا وسياسا  والتواجد العسكري الأمريكي قد يكون مقصودا من أجل إشعال التوتر الشعبي على النظام السياسي التونسي.

 

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد ذكرت في وقت سابق أن طائرات أميركية من دون طيار بدأت عملياتها من قاعدة جوية في تونس أواخر يونيو الماضي.

 

ضغط أمريكي على تونس

 

الصحيفة الأمريكية قالت إن إدارة أوباما اختارت تونس لتكون مقر لتوجيه ضربات لداعش لقربها من ليبيا وتميزها بالاستقرار الأمني، وتم الضغط على النظام التونسي كجزء من الاستراتيجية الأمنية للغرب في منطقة الشرق الأوسط.

  

 

 ويوجد للجيش الأمريكي قواعد للطائرات بدون طيار أخرى في القارة الإفريقية، من النيجر إلى جيبوتي لكنها بعيدة جداً عن الساحل الليبي  بحسب الصحيفة.

 

دعم للديمقراطية

 

ويقول مسؤولون في إدارة أوباما لـ"واشنطن بوست" أنهم حاولوا دعم الديمقراطية الوليدة في تونس ووضع البلد باعتبارها شريكا رئيسيا في مكافحة الإرهاب في المنطقة، لكن السفارة التونسية في واشنطن رفضت التعليق.

 

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية  تبنيه عددا من الهجمات في تونس على مدى العامين الماضيين، بما في ذلك قتل العشرات من السياح الأجانب في منتجع الشاطئ في عام 2015.

 

وبحسب المسؤولين في وزارة الدفاع وزارة الدفاع الأمريكية فقد وصل نحو 70 من العسكريين الأمريكيين تونس للإشراف على عمليات الطائرات بدون طيار هناك.

 

اختراق للسيادة

 

ووصف الدكتور رياض الشعيبي أمين عام حزب البناء الوطني التونسي، استخدام الولايات المتحدة لقاعدة جوية تونسية لضرب أهداف في ليبيا بالخطير، لافتاً إلى  أن ذلك يعد اختراقا للسيادة الوطنية من قبل قوات أمريكية.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ذلك استتباع للاتفاقية التي وقع عليها رئيس الجمهورية ومستشاره السياسي آنذاك في زيارتهما للولايات المتحدة سنة ٢٠١٥، ورفضا من حينها تقديم أية تفسيرات لمجلس النواب أو للشعب التونسي حول حقيقة هذه الالتزامات.

 

وأشار  إلى أن ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية يؤكد تخوفاتهم من عدم دستورية هذه الاتفاقية، مطالبا بتحرك سريع من مجلس النواب وخاصة لجنة الأمن والدفاع لمساءلة رئيس الجمهورية عن حقيقة الأمر.

 

 

وأكد أمين عام حزب البناء الوطني أن استعمال الأراضي التونسية دون اتفاق قانوني يقوض التجربة الديمقراطية ويعرض المصالح التونسية لخطر مؤكد.

 

وتساءل الشعيبي:" ما مصلحة وزير الدفاع في إخفاء الأمر من خلال ترديد روايات غير حقيقية حول انطلاق طائرات أمريكية من الأراضي التونسية، هذا يؤكد بالنسبه لنا وجود خفايا لا ترغب الحكومة في اطلاع التونسيين عليها".

 

  غضب شعبي

وقال الباحث السياسي بالمركز العربي الإفريقي محمود كمال ، إن تسريب هذه المعلومات في هذا الوقت الحساس في تونس تصب أمريكا الزيت على النار، وسيزيد من إحباط التونسيين في ظل التراجع الاقتصادي الكبير الذي أدى بالإطاحة بالحكومة.

 

 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد استقرارا لأي دولة عربية وما تفعله الآن هو جر تونس لمحاربة داعش، فضلاً عن إشعال النار في الداخل التونسي لأنها تعرف مدى الغضب الشعبي على موافقة النظام التونس على سماحه بالتواجد العسكري الأمريكي على الأراضي التونسية.

 

وتوقع كمال أن العمليات العسكرية التي تقوم بها أمريكا في ليبيا ربما تكون لخلق أماكن جديدة للتنظيم الإرهابي للتمركز فيها من جديد خاصة بعد أن حقق الجيش الليبي تقدما ملحوظاً هناك، كما أنه من الممكن أن توجه هذه الطائارات بدون طيار ضربات ضد الجيش الليبي ثم يقال أنها بالخطأ.

 

مقالات متعلقة