تعرض الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، لضربة قوية إثر فشله في تحقيق الفوز لست مباريات متتالية مع السيتيسنز لأول مرة في مسيرته التدريبية التي بدأت في 2008.
هذه الضربة فتحت الباب أمام انتقادات قوية من جانب الصحافة البريطانية، وكذلك الصحافة الإسبانية التي لم ترحم مدرب برشلونة الأسبق.
وكان انتقاد الإعلام الأكبر لجوارديولا هو الهزيمة الكبيرة أمام برشلونة برباعية نظيفة في دوري أبطال أوروبا وكذلك عدم اعتماده على مهاجمه الأرجنتيني سيرخيو أجويرو.
ولجأ بيب في هذه المباراة إلى البلجيكي كيفن دي بروين كمهاجم وهمي من أجل المزيد من الكثافة في منطقة وسط الملعب ولكنه في النهاية أثر على قدرة فريقه الهجومية على إنهاء الهجمات.
وظهر على السيتيسنز غياب الشخصية والثقة واللياقة الذهنية مع استقبالهم الهدف الأول الذي سجله ليونيل ميسي، حيث تراجع السماوي كثيرا إلى الخلف وغاب عنهم تطبيق الضغط العالي الذي نفذه بنجاح قبل استقبال الهدف، في دلالة واضحة على نقص ثقة اللاعبين وخبراتهم.
كذلك أجبرت بعض الأخطاء الساذجة للخط الخلفي لمانشستر على تلقي أكثر من هدف لا سيما في خطأ فيرناندينو بالهدف الأول والخطأ المتبادل بين جوندوجان وستونز في الهدف الثالث، كما تسبب خطأ الحارس كلاوديو برافو الكارثي في تسهيل المهمة على البارسا كثيرا.
وأيضا ظهر عدم اهتمام بيب الكبير بمسابقة كأس رابطة المحترفين عندما واجه غريمه جوزيه مورينيو، مدرب مانشستر يونايتد، في الديربي أمس الأربعاء ولكنه شارك بتشكيل يعتمد أغلبه على الاحتياطيين، وتواصل عدم اعتماده على أجويرو الذي شارك بديلا.
وترك بيب الاستحواذ للمانيو مفضلا الاعتماد على الهجمة المرتدة في معظم أوقات اللقاء حتى وقت استقباله لهدف المباراة الوحيد الذي سجله خوان ماتا، في تغير واضح لفلسفة بيب التي تعتمد على الاستحواذ والضغط العالي دائما.
وظهر ضعف الخط الخلفي للسماوي خلال الـ6 مباريات الماضية، كما لم تسعفه عودة القائد فينسنت كومباني على تحسين الأداء حيث فشل اللاعب صاحب الإصابات المتكررة في إكمال مواجهة الديربي وطلب الاستبدال من مدربه بين شوطي اللقاء بسبب الإرهاق.
وبات جوارديولا في حاجة كبيرة إلى تدعيم صفوفه في سوق الانتقالات الشتوية وخاصة الخط الخلفي، لا سيما وأن جون ستونز هو المدافع الوحيد القادر على تطبيق أفكار جوارديولا فيما يخص البناء من الخلف، والذي اشتهر به بيب منذ بداية مسيرته التدريبية.
كذلك ظهر ضعف أظهرة سيتي مقارنة مثلا ببايرن ميونخ وبرشلونة أثناء تدريب بيب لهما، فالظهيرين زاباليتا وكولاروف (جايل كليشي) ليسا بكفاءة فيليب لام وديفيد ألابا مثلا في الفريق البافاري من حيث القدرة على التمركز والتوازن هجوميا ودفاعيا وأيضا البناء من الخلف.
وأشارت تقارير بريطانية عديدة إلى هذا الأمر مؤكدة أن جوارديولا مهتم بالتعاقد مع ظهيرين خلال الميركاتو الشتوي من أجل تنفيذ أفكاره التكتيكة بكفاء أكبر.
ولم يجد المدرب الذي حقق 21 بطولة خلال 7 سنوات ضالته حتى الآن بلاعب مثل سيرجيو بوسكيتس في الوسط، رغم إشادته الدائمة بالبرازيلي فيرناندينيو ولكن الأخير غير قادر رغم اجتهاده على أداء نفس الوظائف التي جعلت بيب يصعد بوسكيتس من اللاماسيا ويعتمد عليه أساسيا، كما لم يرتق جوندوجان إلى المستوى المأمول منذ عودته من الإصابة.
ورغم الهزيمة القاسية أمام البارسا إلا أن الإحصائيات أظهرت "شعاعا من النور" في قدرة فريق بيب على تقديم أداء أفضل مستقبلا.
ونجح سيتي في أوقات كثيرة في إيقاف البارسا عن طريق ضغط منظم وعالي، وغلق لزوايا التمرير.
كما بينت الإحصائيات أن السيتيسنز تمكنوا من تمرير 90 تمريرة خلال الثلث الأخير من الملعب بفارق أكثر من 8 تمريرات عن برشلونة رغم أن الأخير هو من حقق الانتصار برباعية نظيفة والأول لعب لفترة أطول منقوصا من لاعب.
ولكن على الجانب الآخر فإن المنافسة المحتدمة في الدوري الإنجليزي وباقي المسابقات لن تشفع لجوارديولا استمرار نتائجه السلبية بالآونة الأخيرة.
ولكن من المؤكد أن أكثر ما يحتاج إليه جوارديولا بعد الصفقات الشتوية هو الوقت من أجل مساعدته على تحقيق مزيد من التناغم والإنسجام بين لاعبيه، وأيضا استيعاب لفلسفته الهجومية، كما سيُظهر الوقت الشخصية التي يحاول بيب أن يزرعها في لاعبيه.