خصّصت منظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، أكثر من 2.5 مليار دولار، لدعم ملفي النازحين وإعادة إعمار المناطق المحررة من قبضة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان لها، إن "الوزير إبراهيم الجعفري، التقى اليوم بمدير مكتب التعاون الإسلامي لدى بغداد، صالح الشاعري، وناقشا مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد".
من جهته، قال الشاعري، إن "المنظمة استطاعت توفير ملياري دولار لتمويل مشروع تأمين مساعدات إنسانيَّة للنازحين، وإعادة استقرار المناطق المُحرَّرة، ومليون ونصف المليون دولار لسدِّ الحاجات الإنسانيَّة الطارئة للنازحين، إضافة إلى مبلغ 500 مليون دولار كقرض مُيسَّر لمساعدة العراق لتأمين الاحتياجات الإنسانيَّة"، وفقاً للبيان ذاته.
وأمس، قالت وزارة الهجرة العراقية، إن نحو 12 ألف شخص نزحوا من مناطق سكناهم منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة مدينة الموصل (شمال) من "داعش".
وتعقيباً على قرار "التعاون الإسلامي"، قال رعد الدهلكي، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، إن "بلاده بحاجة إلى مساعدات كبيرة وعاجلة من الجميع لاحتواء أزمة النازحين".
وأضاف الدهلكي، أن "جميع المؤسسات المعنية في الحكومة والمؤسسات الإنسانية تبذل جهودا لإغاثة النازحين، لكن العراق يمر بأزمة مالية كبيرة، ولا يمكنه توفير الاحتياجات الإغاثية للنازحين".
وأوضح أن "العراق بحاجة إلى الدعم من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتغلب على الأزمة، خصوصاً مع زيادة أعداد النازحين بسبب المعارك الجارية لتحرير الموصل".
وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، نقل أكثر من 7 آلاف خيمة مخصصة لإيواء نازحي الموصل، من مخازنها في دبي وعمان إلى محافظة أربيل بالإقليم الكردي، شمالي العراق.
وانطلقت، في 17 أكتوبر الجاري، معركة استعادة الموصل من "داعش"، بمشاركة نحو 45 ألفاً من القوات التابعة للحكومة العراقية، سواء من الجيش، أو الشرطة، فضلا عن "الحشد الشعبي" (شيعي)، و"حرس نينوى" (سني) إلى جانب قوات البيشمركة (قوات الإقليم الكردي) وإسناد جوي من التحالف الدولي.
وتسود مخاوف على مصير نحو مليون ونصف مليون شخص لا يزالون داخل المدينة، وسط توقعات من الأمم المتحدة بفرار ما يصل إلى مليون شخص، وكذلك استخدام "داعش" للمدنيين كدروع بشرية.
ونزح أكثر من 3 ملايين شخص بالفعل في العراق عن بيوتهم، منذ اجتياح التنظيم المتشدد شمالي وغربي البلاد، وسيطرته على ثلث مساحة العراق قبل أكثر من عامين.