المعارضة السورية تحق تقدما في هجومها المضاد لكسر حصار شرق حلب

مسلحو المعارضة السورية

حققت فصائل المعارضة السورية، اليوم السبت، تقدما ملحوظا في العملية العسكرية التي أطلقتها أمس بهدف كسر الحصار الذي يفرضه النظام السوري على أحياء المدينة.  

وتمكنت فصائل المعارضة من الوصول إلى بعد مئات الأمتار من الأكاديمية العسكرية (غرب حلب) أكبر معاقل النظام والميليشيات الشيعية الموالية له في المنطقة.  

وتمكنت الفصائل مساء أمس من السيطرة على "ضاحية الأسد" على مدخل مدينة حلب الغربي واقتحام "مشروع 300 شقة" بالقرب من حي الحمدانية وسيطرت على كتلة أبنية فيه، لتصبح بذلك على بعد نحو 3 كيلومترات من مركز المدينة.  

عمار سقار المتحدث العسكري باسم "تجمع فاستقم"، أحد فصائل المعارضة السورية العاملة في حلب و ريفها، قال إن "المعركة أعد لها إعداد عسكري ضخم ووضعت فيها كل إمكانيات الفصائل".  

وأشار سقار إلى أن "الهدف الأولي للمعركة يتمثل بكسر الحصار عن المناطق المحاصرة في المدينة، والدخول بعد ذلك إلى مناطق سيطرة النظام في المدينة".  

وشدد على أن "المعركة اعتمدت على تكتيك جديد يتمثل بالعمل على النقاط بشكل مركز وقصف التجمعات".  

وأوضح أن "الخطة في اليوم الأول، نجحت في إحكام السيطرة على قلاع قوات النظام السوري في المنطقة الغربية من المدينة ومنها حاجزي مناشر منيان ومعمل الكرتون ومن بعدها  ضاحية الأسد".  

ولفت سقار إلى أن "الظروف الجوية أعاقت عمليات القصف الجوي على مقاتلي المعارضة أمس".  

وبيّن أن "الفصائل اتخذت بعض التدابير للتقليل من تأثير الضربات الجوية"، دون الإفصاح عن تلك التدابير.  

وتوعد بـ"القيام بأعمال عسكرية قريبا جدا ستكون نتيجتها تحرير المدينة (حلب)".  

واعتبر أن أن المعارضة السورية "تقاتل دولا عظمى منها إيران وروسيا ومليشيات طائفية من مختلف بقاع الأرض".

 

من جانبه، قال براء الشامي، المتحدث الرسمي في مكتب العلاقات وعضو الدائرة السياسية في "الجبهة الشامية"، أن المعركة "أنجزت مرحلتها الأولى وفق الخطة المرسومة لها، إذ كسرت خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام وميليشاته".  

ولفت الشامي إلى أن "المرحلة الثانية من المعركة ستنطلق قريبا (لم يحدد وقتا معينا)، وستكون أكثر قوة من سابقتها".  

من ناحية أخرى، أشار موسى الحاج موسى المتحدث باسم "صقور الشام"، إلى أنه "تم تغيير محاور وجبهات الهجوم بعد الاستفادة من تجربة فك الحصار الأولى، في أغسطس الماضي".  

وذكر أنه "تم توسيع هذه الجبهات لتشتيت قوات النظام والمليشيات الطائفية وإرباكها".  

واعتبر الحاج موسى أن "المعركة لم تبدأ بعد"، كاشفا عن "وجود مفاجآت كثيرة (لم يحدد طبيعتها ووقتها)".  

وأضاف أن "الطيران الروسي لم يتوقف عن القصف، إلا أن الغارات لم تتمكن من تحقيق أهدافها نظرا لقرب نقاط الاشتباك (بين قوات النظام والمعارضة) وطبيعة الطقس الماطر".  

وكشف أن "الطيران قصف موقعين للنظام عن طريق الخطأ، أحدهما في الأكاديمية العسكرية والثاني في ضاحية الأسد".  

تجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية تحشد منذ فترة لبدء ما أطلق عليه الناشطون "معركة حلب الكبرى" أو "معركة فك الحصار عن حلب".  

وكان "جيش الفتح" (تحالف فصائل معارضة) تمكن من كسر حصار قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب (الأحياء الشرقية) في مطلع أغسطس الماضي بعد عملية واسعة استغرقت 7 أيام، ليعيد النظام والميليشيات المتحالفة معه حصارها بعد شهر بمساندة من سلاح الجو الروسي.  

ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، غارات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.  

وتعاني أحياء حلب الشرقية ، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، و التي يقطنها نحو 300 ألف شخص،  حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.

مقالات متعلقة