في لبنان.. انتخاب عون رئيسا لن ينهي الانقسامات

عون سوف يتولى رئاسة الدولة

ينهي البرلمان اللبناني الاثنين القادم أكثر من عامين من الجمود السياسي بانتخاب الجنرال السابق "ميشال عون" رئيسا للبلاد، ولكن التصويت من غير المرجح أن يعالج الانقسامات السياسية العميقة، بحسب وكالة "اﻷنباء الفرنسية".

 

وقالت الوكالة، عون، قائد سابق للجيش المسيحي، المتحالف مع حزب الله المدعوم من إيران الذي يقاتل في سوريا بجانب قوات الرئيس بشار الأسد.

 

لكن انتخابه جاء بفضل تأييد من رئيس الوزراء السابق "سعد الحريري" وهو معارض شرس للحكومة السورية ورئيس الكتلة المنافس الرئيسي لحزب الله، وتدعمه السعودية.

 

وفي حين تم الاتفاق بشأن الرئيس القادم، يقول محللون، إن الكتل السياسية الرئيسية في لبنان لا تزال تختلف على كل شيء آخر تقريبا.

 

ومن المتوقع أن يسمي عون، الحريري رئيسا للوزراء، ولكن مع قدر ضئيل من الإجماع في المشهد السياسي من المرجح أن تكون عملية تشكيل الحكومة طويلة وشاقة.

 

ونقلت الوكالة عن سحر الأطرش، الباحثة في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات قولها:" انتخاب عون ليس العصا السحرية".

 

وأضافت: من المؤكد أن الفراغ الرئاسي سوف ينتهي، ولكن لا حل للأزمة السياسية، والمؤسسات السياسية أو انقسامات كبيرة حول القضايا الداخلية والخارجية، ولا سيما الحرب في سوريا".

 

وبموجب اتفاق تقاسم السلطة، رئاسة لبنان محجوزة للمسيحيين الموارنة، ورئاسة الوزراء للمسلمين السنة، ورئاسة مجلس النواب للمسلمين الشيعة.

 

وكانت الرئاسة شاغرة منذ مايو 2014 عندما انتهت ولاية ميشال سليمان.

 

ومنذ ذلك الحين، عقد البرلمان 45 جلسات فشل خلالها  في انتخاب خليفة، وفي كل مرة فشل في تحقيق النصاب القانوني.

 

ومن المقرر التصويت لإنهاء الفراغ الذي قد ينظر إليه على أنه انعكاس لمرض أوسع، نظام سياسي منقسم مع المؤسسات الحكومية التي تفشل في مواجهة التحديات بما في ذلك أزمة جمع القمامة.

 

وقال كارول شرباتي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية في بيروت:" نظرا لما نعرفه من التاريخ وملامح  الشخصيات التي تأتي معا، والمناخ السياسي العام، لا شيء يضمن أي تقدم من ملء المقعد الشاغر".

 

وأضاف :" إننا نبحث في تحالف المصالح حيث كل طرف لديه مطالبه، عون يريد الرئاسة بأي ثمن، والحريري يريد إعادة بناء وضعه المتردي".

 

وأوضحت الأطرش: لا يمكن وصف الاتفاق بأنه "تحالف سياسي".

 

سجل حافل في السنوات الأخيرة لا يبشر بالخير، الحكومة السابقة بقيادة الحريري، بين عامي 2009 و 2011، أعاقتها التوترات مع حزب الله.

 

وبعد الذهاب إلى منفى اختياري، تضاءل نفوذ الحريري محليا حتى أمواله الشخصية اتخذت ضربة لاهم الداعمين السعودية لم تعد مستعدة لضخ المساعدات إلى لبنان لتعزيز نفوذها.

 

البرلمان تم تمديد ولايته مرتين دون إجراء الانتخابات بسبب الخلافات حول قانون انتخابي جديد، ومع الانتخابات القادمة المقررة في منتصف عام 2017.

 

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري - الذي يعارض انتخابات عون- إنه يتوقع تشكيل حكومة جديدة خلال 5-6 أشهر.

 

الرابط اﻷصلي

مقالات متعلقة