قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الرئيس المعزول محمد مرسي ورغم أنه يقبع في السجن منذ أكثر من 3 سنوات، إلا أن مجرد ذكر اسمه يثير عاصفة وتوتر شديد لدى نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستدل "جاكي حوجي" محلل الشئون العربية بالصحيفة بمذيعة التلفزيون المصري منى شاكر التي وقعت في خطأ عفوي لدى تقديمها نشرة أخبار على الهواء مباشرة، عندما وصفت مرسي بالسيد الرئيس، فتم إيقافها عن العمل.
وقال "حوجي" في تقرير بعنوان "عدو داخلي.. ربما كان مرسي خلف القضبان لكن ذكر اسمه يثير عاصفة في مصر" :أثار خطأ بريء لمقدمة أخبار دعت مرسي بـ"الرئيس" بدلا من "الرئيس المعزول"، فوضى شديدة في بلد النيل وكشفت منظومة الضغوط غير المسبوقة التي يواجهها نظام السيسي".
توجهت شاكر مذيعة الأخبار بالقناة الأولى بالتلفزيون المصري لتقديم نشرة الخامسة بعد عصر السبت (قبل الماضي)، وكأنها تؤدي مهمة روتينية أخرى. قبل ذلك بساعات قليلة أصدرت محكمة النقض بالقاهرة حكمها على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي رجل الإخوان المسلمين. بالنسبة لمرسي كان هذا هو الحكم الرابع بعد سلسلة محاضر أُعدت له، أسفر أحدها عن صدور حكم ضده بالإعدام.
وأدين مرسي وآخرون من جماعة الإخوان المسلمين، بقمع التظاهرات أمام قصر الاتحادية مقر الحكم بالقاهرة، خلال الأحداث التي واكبت إطلاق الدستور أثناء حكمه في أغسطس 2012. خلال هذه الأحداث استخدمت قوات الأمن القوة الشديدة خشية اقتحام المتظاهرين القصر، ما أدى لمقتل 7 مواطنين وإصابة المئات. جاء الحكم ليظهر مرسي كما لو أنه قمع احتجاجا مدنيا.
وبدقة شديدة وصف الإسرائيلي "حوجي" الواقعة بالقول :"بدأت شاكر وهي مقدمة نشرات ماهرة، معروفة وحسنة المظهر، تقريرها بالقول :"أصدرت محكمة النقض اليوم قرارها النهائي بتأييد الحكم الصادر بمعاقبة السيد الرئيس محمد مرسي وآخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بالسجن المشدد 20 عاما".
استغرقت ثواثي معدودة، ربما أقل، لتدارك الخطأ. فلدى نطقها اسم مرسي دعته بطريق " الخطأ "السيد الرئيس"، مثلما اعتادوا أن يفعلوا خلال وجوده في المنصب، طوال عام حتى الإطاحة به في صيف 2013. على حد قول المحلل الإسرائيلي.
قرأت شاكر الخبر، كما هو معتاد، من شاشة صغيرة موضوعة على الكاميرا أمام عينيها تسمى شاشة التلقين. كتب النص محررون بدقة عالية، لكن في لحظة من انعدام التركيز، زل لسانها. لسوء حظها، قبل دقائق من نشرة الأخبار انتهى حوار أرشيفي للرئيس الحالي السيسي مع قناة أمريكية. كان الانتقال غير الصحيح لـ"الرئيس مرسي"، محرجا في حد ذاته، لأنه حدث في الوقت نفسه تقريبا، وعلى قناة حكومية.
ومضى محلل “معاريف”:"خلال ثوان معدودة من لحظة التفوه بالكلمات الممنوعة "السيد الرئيس محمد مرسي"، اختفت صورة المذيعة من الشاشة، ورغم استمرار سماع صوتها في الخلفية، ظهرت صورة الميزان، رمز المحكمة. سرعان ما عدلت شاكر كلامها في نفس التقرير، واصفة مرسي بـ"الرئيس المخلوع"، لكن التعديل لم يجد نفعا، تم استدعاؤها من قبل مديريها وأخبروها فورا بأنها موقوفة عن العمل- لحين البت في أمرها. فقضت الأسبوع كله بعد ذلك في المنزل بعيدا عن الاستديو".
وأنهى تقريره قائلا :”النظام المصري في كماشة ضغوط ليس لها مثيل، في مقدمتها الحرب ضد عدو داخلي، لا يسعى فقط لإسقاط النظام، بل أيضا لقتل مواطنين أبرياء، والإضرار بالبنية التحتية، وزعزعة الاقتصاد، وتطفيش السياح. تلك هي لحظات في حياة أمة لا يتلاشى فيها التسامح فحسب، بل يتحول أحيانا إلى هيستيريا. لحظات يُنظر فيها لأصغر ذبابة على أنها فيل جامح. الرئيس المعزول محمد مرسي رمز للعدو الداخلي. الذي - وبحسن نية - تجرأت القناة الرسمية على تتويجه للحظة المواطن رقم واحد".
الخبر من المصدر..