بالفيديو| خالد مهران: مسرح بتاح عودة للكوميديا السوداء.. والرقابة لا غنى عنها

المخرج خالد مهران

مخرج له باع طويل في المجال السينمائي، لكنه قرر فجأة أن يخوض في المجال المسرحي، وينشأ فرقة جديدة تحمل اسم "مسرح بتاح" ليحقق هدفه ويعود بالمسرح للكوميديا السوداء.. ولم يكتفِ بذلك بل قرر أن تمتد تجربته لتشمل الأطفال.. أنه المخرج خالد مهران. وفي هذا الحوار يكشف المخرج خالد مهران، رأيه في صناعة السينما، والدور الذي تقوم به الرقابة، وصدى المهرجانات التي تنظمها الدولة.  

في البداية، ألم تشعر أنك تغامر بـ"مسرح بتاح" وسط الأعمال المقدمة؟

أكيد كانت مخاطرة كبيرة بالنسبة لي، خاصة وانني كمخرج مسرحي ليس لي اسم بالسوق، ولكني شاهدت كل المشاريع المقدمة كـ"مسرح مصر" و"تياترو مصر"، وقررت أن اقدم شئ مختلف. ألم تخش أن تقع في دائرة التكرار؟ لا، لأن الفكرة ليست جديدة، وكان الفنان محمد صبحي هو أول من قدمها في "المسرح للجميع" وكانت التذكرة بعشرين جنيه، والفنان أشرف عبد الباقي جدد هذا المشروع، لكن بفرق أن مسرح صبحي "سياسي كوميدي" أما مسرح عبد الباقي فرسالته "الضحك من أجل الضحك". مسرحيتك الأولى "مغلق لدواعي أمنية" سياسة؟

أعجبتي الفكرة، لأن العمل يتناول "داعش" منذ بداية ظهورها، وعرضتها بطريقة الكوميديا السوداء، فجمعت بين المضمون والضحك حتى لا استخف بعقل الجمهور، فلا يهمني أن يخرج المشاهد بيقهق على قد ما يشعر أن العرض احترمه.

ما مشاريعك السينمائية القادمة؟

هناك أكثر من مشروع، الأول فيلم "الأسطورة تقول" بطولة لارين ترك، وهي اسم معروف على "اليوتيوب" وتحقق ملايين المشاهدات، ويشاركها مجموعة من النجوم الشباب وهم :اسراء محي الدين، وحاتم رجاء، وفيلم كوميدي يتناول تأثير السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا. وماذا عن التعاون بينك وبين روسيا لأنتاج فيلم مشترك؟ بالفعل، تم الاتفاق مع شركة روسية لانتاج فيلم مشترك، وهو مأخوذ عن رواية روسية حققت أعلى المبيعات هناك، تحمل اسم "ابتسم أنت في مصر"، ويحكي قصة أربع فتيات روسيات حضروا للعمل في مصر وحققوا نجاحات كبيرة. وهل اختير فريق عمل "ابتسم أنت في مصر"؟ وقع الاختيار على الفنان عمرو واكد، لأننا عندما سألناهم في روسيا تعرفوا مين من الممثلين في مصر قالوا نعرف الفنان عمر الشريف والفنان عمرو واكد، وهذا بسبب مشاركته في الفيلم العالمي "لوسي". هل حددتم موعد لتصوير الفيلم؟ نحن ننتظر عودة الفنان عمرو واكد من فرنسا؛ بعد انتهاءه من تصوير مشاهده في مسلسل فرنسي، وسنبدأ بعدها تصوير الجزء بمصر، ثم نسافر على روسيا لتصوير باقي المشاهد. هل تخطط أن يشارك فيلمك بمهرجانات؟ بالطبع، اتفقنا أن يشارك الفيلم في أحد المهرجانات داخل روسيا، على أن ينطلق بعدها للمشاركة في عدد من المهرجانات، وسيعرض بالتزامن في البلدين خلال الموسم الصيفي القادم.  

وماذا عن مشروعات "مسرح بتاح" القادمة؟ تعاقدنا مع قناة "القاهرة والناس"، لتقديم 24 عرضًا مسرحيًا خلال العام، تعرض للجمهور على مدار يومين أولًا ثم تبث بالقناة، وفي أول عمل شاركات الفنانة رانيا محمود ياسين، وخلال الفترة القادمة سنتعين بعدد من النجوم بجانب الوجوه الشابه، ومنهم الفنان سمير غانم، ونضال الشافعي ودينا فؤاد. ترددت أنباء عن انشاء فرقة مسرحية للأطفال؟ بالفعل، اقترح عليّ رجل الأعمال محمد الشريف، فكرة إنشاء مسرح للأطفال، تتراوح أعمارهم ما بين 7 وحتى 14 سنة، ورحبت بذلك لأن الأطفال سيتقمصوا شخصيات أدور كبيرة، وهذا سينمي الحس الفني لديهم، خاصة في وسط ما يقدم من أفلام البلطجة والعشوائيات، وأول عرض سيقدم بعد شهرين.

لماذا فكرت في تنظيم مهرجان "مكاني" السينمائي الدولي؟

بصراحة، نقيم في مصر عدد من المهرجانات بحجة تنشيط السياحة، ولا تقوم بهدفها إطلاقًا، فما الفائدة من دعوة مجموعة فنانين مصريين وحجز لهم باحد الفنادق، ومن هنا جائتني الفكرة. ما هي الفكرة التي يقوم عليها مهرجان "مكاني" السينمائي؟ اهدف لتنشيط السياحة بطريقة مبتكرة، ففكرة المهرجان تقوم على مشاركة أفلام تركز على منطقة سياحية بعينها، وتلفت الانتباه لها. وكيف سيختلف المهرجان عن غيره من المهرجانات؟ تنشيط السياحة معناه مشاركة أفلام عربية وأجنبية، وهذا ما سنفعله إلى جانب دعوة نجوم عالميين كفندام وبراد بيت، فبدون هؤلاء الفنانون العالميون لن نستطع جذب انظار العالم وسيضيع الهدف.

وما هي الميزانية المخصصة لمهرجان "مكاني"؟ تقدر الميزانية بـ 15 مليون دولار، وسأقوم بتنظيمه بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة، وعدد من الشركات الراعية، وستفتتح الدورة الأولى في 2017 عقب شهر رمضان.

كيف ترى المهرجان التي تنظمها الدولة؟

مهرجانات الدولة تعاني من سوء تنظيم، ومن غياب النجوم أين عادل إمام وأحمد السقا، والمخرجين الكبار أمثال شريف عرفه وساندرا نشأت، لابد أن يكون هناك مشاركة فعلية للسينمائيين لتقييم الأفلام المشاركة.

 

ما رأيك في سيطرة الأفلام الكوميدية على الساحة السينمائية خلال الفترة الماضية؟

البلد في حالة لا تستدعى سوى هذا النوع، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار والدولار والحالة السياسية والمشاكل التي تمر بها مصر، والناس محتاجة تضحك والموضوع تجاري بحت، فالوضع لا يحتمل أفلام مأساوية أو درامية. هل تتوافق على إلغاء الرقابة؟ لا لا طبعًا، بالعكس بطالب الرقابة تشوف دورها أكثر، لأن إلغائها سيجعل كل من "هب ودب" يقول ما يريده، وسوف تنتشر الألفاظ البذيئة والمناظر، أكثر من الأول، فالوضع اختلف بعد الثورة وفهمنا الحرية بطريقة خاطئة.

 

وما رأيك في صناعة سينما بالوقت الحالي؟

من بعد الثورة، لا يوجد لدينا سينما، ودخل المجال ناس من خارج المهنة سواء في الإنتاج والإخراج، والأفلام المقدمة سيئة جدًا ولم نتعد الـ 25 فيلمًا في العام، والسوق محتكر على منتج واحد، كما ظهرت القنوات التي تسرق الأفلام وتعرضها.

 

ولماذا وصلنا لهذا المستوى السينمائي؟

القصور جاء من أكثر من مكان، والدولة انشغلت بتنظيم أمورها السياسة، وتركت المجال السينمائي ففقدت السيطرة على الاقمار الصناعية خارج النايل سات وظهرت قنوات تذيع أفلام المنتج دافع فيها ملايين بتروح للمشاهد ببلاش. كما تركت نقابة المهن السينمائية الحبل على غاربه للجميع للعمل في المهنة، دون أن تقننع هذا بعمل اختبارات للكتاب والمخرجين والمنتجين، خاصة وأن السيناريوهات الحالية معظمها دون حبكة درامية وتسير في خط غير منطقي، ويتحمل الجانب الإنتاجي السبب الأساسي في اهدار صناعة السينما فالفيلم كان ينتج بـ 8 مليون، أما الآن لا تتعدى تكلفته المليون او 800 الف.

وما تقييمك للإقبال على السينما؟ الفيلم الجيد يفرض نفسه، و"الجزيرة 2 " عرض بعد الثورة وحقق اكثر من 30 مليون جنيه، وفي المقابل نجد أفلام عرضت خلال موسم عيد الأضحى الماضي ولم تحقق سوى 400 ألف جنيه، وعلى الرقابة وغرفة صناعة السينما أن يهتموا بعملهم. وهل زيادة دعم سيساعد في ازدهار السينما؟ الدعم ليس حلًا، لأنهم بيزودوا الدعم للموجودين، ولا بد أن تجتمع الرقابة وغرفة صناعة السينما مع المنتجين والكتاب ويتفقوا على توجه ومضمون بعينه.

شاهد الفيديو:

 

مقالات متعلقة