"لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، هذا هو ما قاله اﻹمام علي بن أبي طالب عن الفقر، وفي مصر وصلت نسبة الفقر في آخر احصائية لجهاز التعبئة والأحصاء أن عدد المواطنين المصريين تحت خط الفقر هو 28% من أجمالي السكان.
تجولت كاميرا "مصر العربية" في عدد من القرى الأكثر فقراً في مصر للتعرف على معاناة اﻷهالي بها، والذين يعيشون حياة طغى عليها الفقر من كل مكان، وما هو بهين، تتخبط معيشتهم في دوامة التزامات لا آخر لها، ولا رحمة فيها، مهددين بين ذلك كله بموت يلاحقهم ويهربون منه، فمن ورائهم بيوت تستجدي السقوط، وأمامهم ترع ومصارف تعج بالأمراض التي تصرعهم.
أُسكر..قرية تعيش على باب الله
ففي قرية أسكر بمحافظة الجيزة، يعمل معظم اﻷهالي باليومية في مصانع الطوب، وقد لا يعملون لـ5 أيام متتالية أو أكثر، ويقاوم أبناؤهم الجوع بـ"فت العيش"، ويسيرون يوميًا ما يزيد عن 250 متر لملئ 30 جركن مياه، لاستخدامها في الشرب والأكل والغسيل، باﻹضافة لعدم وجود الكهرباء في عدد من البيوت بسبب بُعد عمدان النور، حتى إن المنازل فارغة من العفش.
“عزبة البحاروة".. من نجا من "الغرق" مات "فقراً"
أما في عزبة البحاروة التابعة لمركز العياط لمحافظة الجيزة، فيعيش اﻷهالي بين جدران بلا أثاث في حرب مع الفقر، خارجها طرمبات مياه مالحة تسقيهم الموت جرعات بدلًا من ري ظمأهم، ويحاصر الموت أبناءهم من الأمام والخلف حيث أن منازلهم خلفها ترعة التهمت 9 من ابنائهم وأمامهم طريق سريع يسيل دماء ابنائهم عليه اثناء لعبهم، كما يعانون من عدم وجود مدرسة أو مياه صرف صحي، وا حتى مياه شرب.
أهالي"التل" يشربون من الصرف ويعالجون مع الأفاعي
وفي قرية التل بمحافظة بني سويف،فاﻷهالي عروقهم تجري بها الأمراض والأوبئة، بأجسام أنهكها الفقر، وأكباد تعطشت إلى شربة ماء نقية، حتى أصبحت مرتعًا للأمراض، بعد اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، لاسيما الفقر التي تعانيه القرية، ونقص الخدمات الصحية بها، حتى وصل الأمر إلى عدم وجود صيدلية، وأن المسؤولين استأجروا شقة متهالكة، لجعلها وحدة صحية، تنتشر فيها الثعابين والأفاعي بحسب ما قاله عدد من العاملين بها، فضلا عن أن أقرب مدرسة لأبنائها تقع على بعد 5 كيلومترات.
في العكرشة..الغُلب للجميع والصحة تاج على أدخنة المصانع
وفي قرية "العكرشة" بالقليوبية لم يختلف اﻷمر كثيراً، ولكن ازداد سوءً، فأهالي القرية يجمع بينهم الفقر مع عدم وجود مياه أو صرف صحي أو وحدة صحية، وتكون أدخنة المصانع هي السمة الأساسية لما يتنفسه الرجال والنساء والأطفال، فلا مياه نقية ولا صرف صحي، ولا إمام للمسجد، ولا وحدة صحية، ولكن أدخنة المصانع تعلو فوق الجميع.
قرية أباظة..بشر بلا حياة
أما أهالي "عزبة أباظة" بالفيوم، فأهلها يعيشون بلا حياة في قرية حُرمت من جميع أساسيات الحياة، مثلها مثل عدد من القرى المحيطة بها في مركز يوسف الصديق، فأهلها يعانون من الفقر والبطالة، وانعدام المياه والكهرباء.
القصة الكاملة.. لقرى طحنها الفقر في مصر