روسيا خارج حقوق الإنسان ..  أولى صفعات المجتمع الدولي 

اوباما وبوتين- مراقبون رأوا في القرار رسالة تحذير شديدة من أمريكا لروسيا

لأول مرة منذ تدشينه في 2006 بغية مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، خسرت روسيا مقعدها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد أن حصلت على 112 صوتا فقط، وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجر وكرواتيا بتأييد 144 و114 صوتا على التوالي لتحلا محل روسيا ممثلتين لأوروبا الشرقية.

 

ورشحت روسيا نفسها لتمثل أوروبا الشرقية للحفاظ على مقعدها في مجلس حقوق الانسان ومقره جنيف، وحصلت على 112 صوتا، وهو ما لم يؤهلها للدورة القادمة 2017-2019.

 

الواقعة الفريدة من نوعها بالنسبة لروسيا رأى فيها مراقبون أنها ترجمة من المجتمع الدولي للتهديدات بعقوبات صارمة على موسكو على خلفية تصعيدها الكبير في سوريا الذي حول مدينة حلب معقل المعارضة المعتدلة التي تؤيدها الولايات المتحدة إلى خراب وشلالات من الدماء.

 

رغم التهدئة سبق سيف المجتمع الدولي في فرض أول عقوبة على روسيا عذل موسكو التي حاولت استباق التهديدات الدولية بتهدئة في سوريا أعلنتها 20 أكتوبر الماضي وكان من المقرر أن تعلنها بعدها بيومين وعجلت بها في تغير لافت في أداء موسكو.

 

كل من أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا أكدوا دراستهم عقوبات متنوعة من اقتصادية لسياسية لفرضها على روسيا بسبب استمرار سياساتها الباطشة في سوريا، وألغت فرنسا دعوة استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنفس السبب.

 

وجاء رد روسيا على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين بأن موسكو تعتبر جميع المسلحين في أحياء حلب الشرقية، أهدافا مشروعة، كونهم متعاونين مع "النصرة"، مضيفا أن روسيا ستراجع تقييماتها بشأن الهدنة، بحسب روسيا اليوم.

 

واستطرد: "قلنا سابقا إن الولايات المتحدة وحلفاءها، كما يبدو، عاجزون أو ربما لا يريدون عزل المعتدلين عن "جبهة النصرة". أما الآن، فعلينا أن نقول إنهم لا يريدون فعلا القيام بذلك".

 

إنذار رؤوف الريدي السفير المصري السابق بواشنطن رأى أن القرار بما لا يحمل مجال للشك ترجمة للشخص العالمي ضد سوريا، وبه إشارة جدية وخطيرة لموسكو بأن القادم سيكون أصعب عليها إن استمرت بالأسلوب نفسه وسينهال عليها العقوبات والضغوط الأخرى.

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن خروج روسيا من مجلس حقوق الإنسان حدث جلل بالنسبة لها وأمر مؤلم ينال من هيبتها، وهو من ضمن الأشياء الضاغطة على موسكو لإعادة النظر في طريقتها.

 

بوتين يتراجع وعن فعالية وسائل الضغط الدولية قال الريدي إنها تجني ثمارا بدليل أن وزارة الدفاع الروسية طلبت  استهداف مواقع في حلب ورفض فلاديمير بوتين رفضا قاطعا.

وتابع:" روسيا لا تريد أن تكون في عزلة أو تشعر أنها دولة منبوذة دوليا،لذلك ستحاول تعديل سياستها بعض الشيء".

 

ورجح السفير السابق بواشنطن أن العقوبات القادمة على روسيا اقتصادية إن واصلت العناد في سوريا، فإخراجها من مجل حقوق الإنسان كان تهديد صريح بما هو آت.

 

الغضب الدولي  السفير فتحي أبو الخير مساعد وزير الخارجية الأسبق رأى هو الآخر أن الحدث كبير وليس هين، وأن الغضب الدولي بدأ تجاه روسيا.

 

وذكر أن أمريكا هي التي حركت الأمور وخططت لإخراج روسيا من مجلس حقوق الإنسان، مستغلة حادثة استهداف روسيا مدرسة في سوريا.

 

"لن تغير روسيا من سياساتها في سوريا بسهولة لأنها مصممة على إتمام الدور التي جاءت من أجله"، هكذا أردف أبو الخير، منوها بأن أمريكا تريد بشتى الطرق إخراج روسيا من المنطقة لتخلو لها الساحة التي تعكرت منذ دخول روسيا سوريا.

 

واستبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن يكون هناك عقوبات إضافية على موسكو في القريب العاجل.   وفي التصويت الذي أجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة، تم تجديد 14 مقعدا من أصل مقاعد المجلس الـ 47، بما في ذلك مصر والعراق وتونس والسعودية والولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة.

 

وأعيد انتخاب السعودية بتأييد 152 دولة عضو من بين إجمالي عدد الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ 193 دولة ، رغم تحذيرات منظمة هيومان رايتس ووتش من أن بقاء المملكة في المجلس ينذر بإضعاف قدرته على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان  

مقالات متعلقة