أثار استبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" من المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ38، والذي تبدأ فعالياته خلال الفترة من 15 وحتى 24 نوفمبر، استياء عدد كبير من السينمائيين والمهتمين بالثقافة والفنون. وفي بيان، وقع بإمضاء 272 من كبار المخرجين والفنانين، عبروا خلاله عن انزعاجهم البالغ من القرار الذي اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي باستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد من المسابقة الرسمية للمهرجان قبل أسابيع من موعد انطلاق المهرجان. وجاء البيان بعد اعتذار المخرج لبقية المهرجانات العربية التي طلبت الفيلم بالفعل، مفضلا أن يعرضه في مهرجان مدينته التي يحتفي بها الفيلم. وأوضح الموقعون على البيان، أن هذا الاستياء لا ينبع من موقفهم من الفيلم –الذي لم يشاهدوه بعد- بل من مسؤوليتهم في دعم أحد صناع السينما المصرية الجدد الذي احتفى به كل مهرجان دولي ذهبوا إليه وأيضا من مسؤوليتهم تجاه مهرجان القاهرة، والذي يتحول بسبب قرارات كهذه إلى جهة غير مسؤولة تتخلى عن دورها كواجهة لفن وثقافة البلد وكوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور. وتابع البيان: "يتذرع منظمو المهرجان بإنهم لا يريدون مخالفة لائحته ولذا استبعدوا الفيلم، لكنهم تناسوا أن اللوائح تُوضع لتحقيق الأهداف السالفة الذكر، لا للقضاء على فيلم أو حرمانه من الوصول إلى جمهوره". وأشار البيان، إلى أنه بالكلام عن اللوائح ينبغي التأكيد أن صناع الفيلم لم يخالفوا أي من لوائح المهرجان المنشورة على صفحته الرسمية ولم يشتركوا بالفيلم في المسابقة الرسمية لأي مهرجان من المهرجانات الأربعة عشر الكبرى المشار اليها في قائمة ال FIAPF، والمثير للدهشة والريبة أن منظمي مهرجان القاهرة السينمائي في هذه الدورة في الوقت الذي استبعدوا فيه فيلم "آخر أيام المدينة" - فجأة ومن دون مبرر - فإنهم قد وافقوا على ضم أفلام أجنبية أخرى شاركت في نفس المهرجانات التي شارك فيها "آخر أيام المدينة". ولفت البيان إلى أن الفيلم المغربي الأسباني "ميموزا" المشارك في مسابقة المهرجان هذا العام قد عرض للجمهور في بيروت في يوليو الماضي في حين إن المهرجان قد طالب منتجي الفيلم المصري بعدم عرضه في المنطقة العربية والتزم صناع الفيلم بذلك، فلماذا المعاملة بمكيالين؟ ولماذا يُحرم الفيلم المصري من فرصة عرضه للجمهور في مصر أو من فرصة الحصول على إحدى جوائز المهرجان؟. وتسأل الموقعون على البيان "لماذا ترتكب مثل تلك الأخطاء في حق فيلم مصري لقي الحفاوة أينما حل بينما لم ينل من مهرجان بلاده سوى التعنت والأذى بعد أن تسبب في تفويت الفرص عليه لعرضه في المهرجانات العربية الموازية". وفي نهاية البيان، طالب الموقعون عليه من السينمائيين والمهتمين بالثقافة والفنون والشأن العام، من إدارة المهرجان بالتراجع عن هذا القرار الظالم وإعادة الفيلم إلى المسابقة الدولية بالمهرجان والسماح له بتمثيل مصر كما مثلها في المهرجانات السابقة التي شارك بها أفضل تمثيل. ومن الموقعين على البيان: "المخرج داوود عبد السيد، والمخرج خيري بشارة، والمخرج يسري نصرالله، والمخرج علي بدرخان، والمخرج مجدي أحمد علي، والكاتبة أهداف سويف، والروائي إبراهيم عبد المجيد، وعمرو واكد، ويسرا اللوزي، وعمرو سلامة، وكاملة أبو ذكري". أبطال الفيلم