"السكر غلي ونحلو بإيه".. لم يكن أكثر المتشائمين يومًا أن يتوقع أن الجملة الكوميدية للنجمين محمد سعد ومي عز الدين في أحد أفلامهما ستكون واقعًا أليمًا، ينغِّص على الكثير من أبناء الشعب حياته، ويفقده ما يحلِّي به مرار يومه، حسبما يرى الباحثون عن السكر.
فعلى مدار عدة أسابيع، تشهد مصر أزمة عاصفةً باختفاء السكر من الأسواق وارتفاع سعر المعروض منه.. ومن ذلك ما تشهده قرية شبشير الحصة بمحافظة الغربية المعروفة بـ"مملكة النحل".
تشهد القرية - التابعة لمركز طنطا - ما يسميه أهلها كارثة حقيقية، تهدِّد بالقضاء على سلالات النحل وتهديد آلاف المربين والمصدرين في مهنة تربية نحل العسل بالتوقف نتيجة لتفاقم المشكلات التي يواجها المربيون جرَّاء أزمة السكر الذي أصبح يمثل عبئًا كبيرًا على النحالين في تربية النحل وبخاصةً بعد ارتفاع سعر طن السكر إلى تسعة آلاف جنية بدلًا من أربعة آلاف، وهو ما دفع صغار المربين إلى بيع الخلايا وتغير نشاطهم.
"مصر العربية" تجوَّلت في مملكة النحل المعروفة في شبشير الحصة، وهي واحدة من أكبر معاقل النحالين على مستوى الجمهورية.
يقول السعيد بدران أحد المربين للنحل بالقرية إنَّ مهنة تربية النحل مهدَّدة بالتوقف نتيجة لتفاقم المشكلات التي يواجهها أصحاب المهنةـ وأهمها في الوقت الراهن هو عدم وجود السكر وارتفاع سعره، وهو من العناصر الأساسية في تربية النحل، ويعتمد عليه النحل في تكوين الغذاء بشكل أساسي وإفراز العسل.
وأضاف أنَّهم يواجهون مشكلات التصدير وارتفاع أسعار الخامات، ما أجبر عددٌ كبيرٌ من أبناء المهنة لبيع الخلايا لعدم قدرتهم على تحمُّل هذه المشكلات خلال هذه الأيام، حيث أدَّت الأزمة إلى أن تعرضت كميات كثيرة من النحل للنفوق بعد الفشل في توفير بدائل للسكر والذي تعتمد علية تربية النحل بشكل كبير في الوقت الذي لم يجد النحال لنفسه مكانًا على خريطة مهام المسؤولين في الدولة، حسب قوله.
وذكر علي فوزي، أحد العاملين في تربية النحل أنَّ "قرية شبشير الحصة تعتبر من أكبر القرى على مستوى الجمهورية في تصدير النحل والعسل لكنها سقطت من حساب الحكومة وتحديدًا من وزارة الزراعة لتجاهلها التام لهذه الصناعة التي لا تقل أهميةً عن أي مجال من مجالات الإنتاج.
وأضاف أنَّ "الوحدة الزراعية الموجودة بالقرية والمديرية لا يوجد بهما متخصصون في أمور النحل ومشكلات تربيتة رغم أنَّ القرية تعد الأولى على مستوى الجمهورية في تربية النحل وإنتاج العسل.
وتابع: "يكفي فخرًا أن القرية قضت على البطالة بشكل عام فكثير من الشباب حديثي التخرج يعملون في المناحل والشركات وتصل يومية الفرد 100جنيه"، مطالبًا بضرورة تدخل المسؤولين لإنقاذ المهنة من الانقراض والتوقف بعد أن وصلت للعالمية.
محمود عبد العزيز صاحب شركة لتصدير النحل ومنتجاته أكَّد أنَّ مراكز البحث العلمي لا تهتم بدراسة الأمراض التي تصيب النحل واكتشاف العلاج المناسب لتلك الأمراض.
وأشار إلى أنَّ من المشكلات أيضًا صعوبة استيراد سلالات جديدة من النحل لتحسين السلالة المصرية التي أوشكت على الدمار، حسب تعبيره.