أثارت تصريحات، أثيل النجيفي القائد في حرس "نينوي" المشارك في عمليات القتال ضد تنظيم الدولة "داعش" في الموصل الكثير من التساؤلات، في ظل تراجع الدور الأمريكي في عملية التحرير. النجيفي الذي قال في تصريحات صحفية، إن هناك تراجعًا قويا في الدور الأمريكي المساند للعراق في الموصل، لا سيما بعد رفض بغداد الطلب الذي تقدم به وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بالموافقة على على إشراك تركيا ضمن التحالف الدولي.
يأتي هذا فيما أكدت وسائل إعلامية متنوعة على تراجع الطيران الأمريكي، بنسبة 68 % عما كان عليه في الأيام الأولى للمعركة.
تزامن مع هذا خروج تصريحات صحفية من قبل وزارة الخارجية الروسية تفيد برغبة موسكو في التعاون مع بغداد لمنع مسلحي التنظيم من الهروب إلى سوريا.
تساؤلات
المؤشرات التي طفت على السطح أثارت تساؤلات عدة، كان أبرزها ما تردد عن تزاحم موسكو لواشنطن في العراق.
صلاح نصراوي الخبير في الشأن العراقي قال، إن الدور الأمريكي هو الغالب باعتبارها تقود تحالف دولي عسكري الهدف منه إلحاق الهزيمة بداعش، مضيفًا أن هناك خلافًا حدث بين واشنطن وبغداد خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف في تصريحات لـ "مصر العربية" أن أمريكا أوقفت الضربات الجوية بشكل شبه كامل في معركة الموصل، كما أن المتحدث بأسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان أعلن عن توقف العمليات العسكرية في الموصل لمدة يومين.
وتابع أن السؤال حول تمكن روسيا من طرح نفسها بديلًا لواشطن غير واضح إلى الآن؛ فعملية تنسيق موسكو مع بغداد في الجانب المعلوماتي والاستخباراتي طبيعية وهي تقوم بذلك بالتعاون مع إيران منذ وقت طويل.
تغيير المعادلة
واستطرد أنه رغم استبعاد دخول روسيا معركة الموصل، إلا أن دخولها فعليا أي المشاركة على الأرض سيؤدي إلى تغيير في المشهد العسكري والسياسي بالكامل، بل سيؤدي إلى تغيير المعادلة في المنطقة بشكل جذري.
وأشار نصراوي إلى أن هناك خلافًا حول دور الحشد الشعبي في المعركة، وهو فعليا مشارك في الحرب على تنظيم الدولة في الموصل سواء أُعلن هذا بشكل رسمي أو لم يعلن، مضيفًا أن أمريكا غير راغبة في إعطاء دعما جويا للحشد العشبي، الآن بالذات، فتواجد الأكراد أو الحشد العشبي بالقرب من الحدود التركية خطير جدا وهو ما لن تسمح به تركيا.
وتابع أن هناك مؤشرات كبيرة على وجود خلافات بين واشنطن وبغداد منها على سبيل المثال أن أمريكا تحاول أن تجد دورا للأتراك وهو ما رفضه رئيس الوزراء العراقي، وعلى الجانب الآخر تركيا تضغط بقوة على الجانب الأمريكي لإيجاد دورا لها داخل قوات التحالف وهو ما قُبل بالرفض من العبادي، بالإضافة إلى خلاف آخر حول مستقبل الموصل بعد التحرير.
وأكد أن العراقيين أضطروا إلى دخول المعركة وفق الجدول الزمني الأمريكي كان بهدف مساعدة المرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية، وإنهاء رئاسة أوباما بإنجاز يحسب له، رغم التحذيرات بعدم جاهزية الجيش العراقي للمعركة.
وأنهى الخبير في الشأن العراقي حديثه قائلا: في ظل عدم وجود تنسيق بين القوى الدولية مع استمرارية الحرب، فكل الاحتمالات مطروحة، متوقعًا أن يسود المشهد ضبابية في الأيام القادمة؛ لاسيما أن الأطراف اتفقوا على الجانب العسكري وليس الجانب السياسي مما سيعقد المشهد بعد عملية التحرير.
محاولة لتطويق
العميد حسين حمودة الخبير في الشان الأمني يرى أن تلويح روسيا بالدخول في معركة الموصل عبر التنسيق مع الحكومة العراقية، على غرار ما حدث على الساحة السورية هو محاولة لتطويق الولايات المتحدة والدولة الغربية ومنعهما من إتحاذ أية قرارت دولية بخصوص الأزمة الأوكرانية المتفاقمة بعد إقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها.
وأضاف: الخلافات بين واشنطن وبغداد تجاوزت الحجرات المغلقة، وكثيرا من المؤشرات تدلل على عمق الخلافات بين الجانبين، خاصة بعد تراجع الدور الأمريكي في معركة الموصل، وإيقاف التحالف الدولي عملياته لمدة يومين ورفض العبادي طلب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بالموافقة على إشراك تركيا ضمن التحالف الدولي.
واستبعد الخبير الأمني أن تتدخل روسيا مباشرة بقوات على الأرض أو من خلال طلعات جوية في معركة الموصل، مضيفًا هو فقط مجرد تلويح بالتدخل.
وتابع: روسيا أصبحت هي الفاعل الاول في سوريا، وأجبرت أمريكا بالتفاوض معها مرة آخرى وهو ما يعد هزيمة وفق قواعد الحرب الباردة، وهو ما لن تسمح به أمريكا أو حلف الناتو بأن يتكرر مرة أخرى في الموصل.