إحضار بريطانيا أمام محكمة الجنايات الدولية .. دعوة فلسطينية أطلقها سليم أبو عمرو الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني في حواره لـ"مصر العربية" لمسؤوليتها عن وعد بلفور الذي تسبب في كل ما تعانيه الدولة من ظلم وقهر على يد الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة مرور 99 عاماً على منحه للحركة الصهيونية. وأكد أبو عمرو أن كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بعد إصدار وعد بلفور تتحمل بريطانيا الجزء الأكبر منها لأنها ساهمت في تغلل العصابات الصهيونية في فلسطين، ومنحها السلاح لتشريد الشعب الفلسطيني. وإلى نص الحوار.. في البداية ماذا تقول في الذكرى الـ 99 لوعد بلفور؟ لاشك أن هذه الذكرى ستظل أليمة تطعن الذاكرة الفلسطينية وتعمق جرحها الذي تسبب فيه وعد بلفور بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي غادر أرضه، ودياره في أعقاب نكبة 48 كنتيجة طبيعية لهذا الوعد، الذي أسميه وعد بلفور المشؤوم لما احتواه من مآسي وتأثير على قضيتنا الفلسطينية وعلى شعبنا.
هذا الوعد حقيقة كان حجر الأساس لإقامة دولة الاحتلال الغاصبة لأرضنا وشعبنا وحقوقنا المقدسة والذي سلبها الاحتلال بضوء أخضر من الدول الاستعمارية حول العالم، والتي غذت ونفذت هذا الوعد، وأصبح حقيقة بقيام الكيان الغاصب على أرض فلسطين التاريخية عام 1948. ما الانعكاسات الخطيرة التي أفرزها وعد بلفور على الشعب الفلسطيني؟ وعد بلفور المشؤم لم تنته تداعياته وانعكاساته على الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة بالرغم من مرور 99 عام عليه، ولكن بالعكس كان بداية تكريس المأساة الفلسطينية على مستوى العالم، في الوقت الذي تدعي فيه كثير من دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية أنها زعيمة الديمقراطية، وفي نفس الوقت تنأى كثيرا عن هذا المفهوم الكبير، وهو تشريد الشعب الفلسطيني من أرضه، وممارسة القتل والإرهاب ضده. كيف مهد وعد بلفور لتكوين الدولة الصهيونية على أرض فلسطين؟ الوعد الذي أصدره اللورد بلفور عام1917م وزاد عدد اليهود في فلسطين، الذي فتح أبواب الهجرة أمامهم بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 50 ألف أصبح بعد وعد بلفور في عام 1948 حوالي 600 ألف مهاجر مستوطن.
وهذا الوعد يعتبر وصمة عار في جبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وجبين العالم الحر الذي يدعي أنه يساند قضايا الحرية وتحديد المصير للشعوب. ما هو المطلوب من الفلسطينيين لمعاقبة بريطانيا على وعد بلفور؟ هذه جريمة تاريخية والمسؤول عنها بشكل مباشر بريطانيا، ومطلوب من بريطانيا التي تدعي أنها تناصر قضايا الإنسان والحرية، والعدالة في العالم دون أن تطبق أي شيء منها، الاعتذار علناً وسريعاً على الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد الذي قامت بريطانيا برعايته منذ إعلانه حتى أصبحت إسرائيل دولة في قلب الوطن العربي على حساب شعبنا ومقدراته ومقدساته. ماذا إذا لم تعتذر بريطانيا؟ يجب محاكمة بريطانيا، والتقدم فوراً وسريعاً إلى محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وإلى كل من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بتقديم مشروع قرار تدعمه مجموعة الدول العربية، ودول عدم الانحياز، ومجموعة العالم الإسلامي والمنظمات الدولية التي تدعو إلى والعدالة والحرية والمساواة لدعم الشعب الفلسطيني والمطالبة بمحاكمة بريطانيا وتقديم اعتذرا عن هذا الجرم والذنب التاريخي الذي ارتكب بحق شعبنا الفلسطيني.