أوصت لجنة تحقيق حكومية في جنوب السودان بمحاكمة 16 من جنود البلاد، تورطوا في قتل صحفي واغتصاب 5 موظفات عاملات بمنظمات إغاثية دولية معظمهن أمريكيات خلال اقتحام فندق بالعاصمة جوبا في يوليو الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة جوبا، اليوم الأربعاء، لـ"مارتيسون ماثيو أوتوريموي"، نائب وزير العدل في جنوب السودان، رئيس اللجنة الحكومية التي جرى تشكيلها في أغسطس الماضي، للتحقيق في واقعة اعتداء جنود حكوميين على فندق "تيرين" بالعاصمة جوبا.
وفي وقت سابق اتهمت منظمات حقوقية دولية جنود من جنوب السودان باغتصاب موظفات بمنظمات إغاثة دولية في يوليو الماضي، خلال اقتحام الجنود فندق "تيرين" الواقع بأطراف العاصمة، إبان تجدد المواجهات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة بزعامة ريك مشار.
وقال "أوتوريموي"، إن اللجنة "وجدت أدلة كافية لتورط 16 من الأفراد المنسوبين للجيش الحكومي، غير المنضبطين ومن ذوي الدوافع الإجرامية، في عملية اقتحام فندق تيرين وقتل صحفي واحد (من جنوب السودان) إلى جانب اغتصاب 5 من العاملات بمنظمات الغوث الدولية (لم يحددها) العاملة في البلاد معظمهن أمريكيات الجنسية"، دون تفاصيل أخرى عن الضحايا.
وتابع أن اللجنة الحكومية أوصت بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين في تلك الجرائم.
وأضاف أن الجناة "لم يقوموا بذلك بتوجيهات رسمية.. ليس هناك أدلة سوى أنهم مجرمين استغلوا أوضاع الحرب للقيام بأعمالهم الإجرامية لأنهم قاموا حتى بنهب المؤسسات الحكومية التابعة للدولة وليس المؤسسات الخاصة فقط".
وفي الوقت نفسه، ألقت اللجنة الحكومية، بحسب "أوتوريموي"، باللوم على إدارة فندق تيران والمنظمات التي يعمل بها الضحايا لعدم إجلائهم في القوت المناسب من الفندق، أو الاستعانة بالأمن لتوفير الحماية لهم.
وقالت اللجنة إنها لن تقوم بالكشف عن أسماء الضحايا أو الأشخاص الذين تم القبض عليهم لتورطهم في تلك الانتهاكات نسبة لسرية المعلومات الواردة في التقرير الذي سيتم تسليمه لمكتب رئيس الجمهورية ميارديت سلفاكير، في الأيام المقبلة بغرض تنفيذ التوصيات الواردة.
وأمس الثلاثاء، قال اسيتفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الأخير أعفى قائد بعثة حفظ السلام "يونميس" الجنرال الكيني جونسون موجوا أونديكي من منصبه بعدما أظهرت نتائج التحقيق الخاص بشأن أعمال العنف الواقعة بجوبا في يوليو الماضي، وجود "تقصير" في حماية المدنيين، دون أن يكشف عن اسم القائد الجديد.
واليوم رحبت كل من الحكومة والمعارضة المسلحة الموالية لريك مشار في جنوب السودان، بإقالة قائد "يونميس".
واندلعت حربًا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بجنوب السودان، منتصف ديسمبر 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس 2015، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل 2016.
ورغم ذلك، شهدت جوبا، في 8 يوليو الماضي مواجهات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت، والقوات المنضوية تحت قيادة مشار.
وأدت المواجهات المسلحة إلى مقتل ما يزيد عن 200 شخص بينهم مدنيون، كما تشرد نتيجة للعنف أكثر من 36 ألف آخرون، فروا إلى مقرات البعثة الأممية، والكنائس المنتشرة في أرجاء العاصمة.